بعد مشاورات أجراها رئيس الكنيست الإسرائيلي راؤبين ريفلين مع المستشارين القانونيين وممثلي الكتل البرلمانية تم التوصل إلي تحديد اليوم للتصويت علي حل الكنيست علي أن تجري الانتخابات إما يوم28 أغسطس أو4 سبتمبر المقبل. ورغم أن الانتخابات لم تجر بعد ولم يتحدد من الفائز أو عدد المقاعد التي حصل عليها كل حزب فإن هناك ظاهرة جديدة هي الأولي من نوعها في السياسة الإسرائيلية وهي توزيع المقاعد الوزارية من الآن دون انتظار نتائج هذه الانتخابات. يأتي إعلان وزير الدفاع إيهود باراك عن اعتزامه خوض سباق الانتخابات العامة بعد عدة أشهر علي رأس حزب الاستقلال كي يتولي نفس المنصب في حكومة نيتانياهو القادمة, ليؤكد أن رؤساء الأحزاب الإسرائيلية يعينون أنفسهم في مناصب وزارية في الحكومة المقبلة وهم علي يقين أن نيتانياهو هو رئيس الحكومة المقبلة. ويحاول كل منهم فرض أجندته السياسية ليس هذا فقط بل يحاولون أيضا حجز مقاعد لمقربيهم علي مائدة الحكومة الائتلافية الجديدة التي يتم الاعداد لتشكيلها وبهذه الطريقة سيتم تشكيل حكومة لا تضم حزب إسرائيل بيتنا والأحزاب الدينية. ويبدو أن هناك أطراف عدة تبذل قصاري جهدها لإبعاد الكتلة اليمينية عن المشهد السياسي ليتصدر نيتانياهو وحزبه الليكود المشهد بمفرده. وصرح باراك أكثر من مرة في الآونة الأخيرة أنه يجد صعوبة في البقاء بمفرده في الساحة السياسية بعد ان انسحب منها العديد من الرموز البارزة أمثال أولمرت ورامون وأخيرا ليفني, والأمر الذي سيساعده في البقاء علي الساحة هو دعم جمهور الناخبين له ليتولي بعد نجاحه منصب وزير الدفاع, الذي يري أنه الأنسب والأجدر لشغله ومهمة باراك في الحصول علي أصوات الناخبين ليست صعبة فهناك كثيرون يريدون شخصا صاحب خبرة في منصب وزير الدفاع. وباراك في حاجة أيضا إلي إفشال مساعي منافسيه أمثال وزير الشئون الاستراتيجية موشيه يعلون وزعيم حزب كاديما شاؤول موفاز للفوز بمنصب وزير الدفاع أما رئيس حزب يوجد مستقبل يائير لبيد فلن يجلس في صفوف المعارضة فبدخوله سباق الانتخابات يضمن الانضمام للحكومة الجديدة. ويتردد في الكواليس أن زعيمة حزب العمل شيلي يحيموفيتش قالت للمقربين منها أنها تتطلع لان تكون وزيرة للمالية في الحكومة المقبلة لكنها لا تستطيع الافصاح عن ذلك علنا حتي لا تفقد أصوات مؤيديها من حركات الاحتجاج أيضا زعيم الطلبة اتسيك سيمولي وكان من قادة الاحتجاج في صيف2011 يدرس الانضمام لحزب العمل كطريق قصير ومضمون للوصول إلي منصب وزير وهو في سن32 عاما وفي هذه المعركة الانتخابية التي لم تبدأ بعد لم يعد السؤال هو من سيفوز بأكبر عدد من الأصوات والمقاعد في الكنيست, لكن السؤال هو من يستطيع توزيع الحقائب الوزارية في الحكومة المقبلة وإذا فاز نيتانياهو ب30 مقعدا فسيجد نفسه في وضع يضطر فيه إلي توزيع الحقائب الوزارية سلفا دون أن يتبقي لوزراء الليكود عدد كاف من المناصب, لكن نيتانياهو يستطيع تشكيل حكومته المقبلة بطريقة مختلفة فهو يستطيع اختيار وزير الدفاع من حزب الاستقلال ومنح الوزارات الاقتصادية والاجتماعية لحزب العمل علي أن تظل حقيبة المالية في يد الليكود. أما يائير لبيد من حزب يوجد مستقبل فيعين نائبا لرئيس الوزراء ويعتبرتعيين عدة نواب لرئيس الوزراء أحد الحلول التي يلجأ إليها نيتانياهو لتخفيف الضغط السياسي عليه.