1 يخطيء من يقيم الأفراد قياسا علي تصرفهم في لحظة من الزمن أو فعل واحد من الأفعال ويسري ذلك علي الأمم. يخطيء من يقيم الدول علي فترة من الزمان وهذا للأسف سوء حظ مصر مع مجموعة من الشباب العرب الذين لم يعيشوا فترة ريادة مصر.. تلك الفترة التي كانت فيها مصر مثل الرجل الكبير تنفق بسخاء وبلا امتنان وتقدم التضحيات المتوالية دون انتظار للشكر. هل تعلم يابني أن جامعة القاهرة وحدها قد علمت نحو مليون طالب عربي ومعظمهم بدون أي رسوم دراسية بل وكانت تصرف لهم مكافآت التفوق مثلهم مثل الطلاب المصريين. هل تعلم أن مصر كانت تبعث مدرسيها لتدريس اللغة العربية للدول العربية المستعمرة حتي لا تضمحل لغة القرآن لديهم وذلك كذلك علي حسابها!. هل تعلم أن أول طريق مسفلت من جدة إلي مكةالمكرمة كان هدية من مصر. حركات التحرر العربي كانت مصر هي عنوانها وهي مستودعها وخزنتها وكما قادت حركات التحرير فإنها قدمت حركات التنوير. كم قدمت مصر للعالم العربي في كل مجال.. في الأدب والشعر والقصة وفي الصحافة والطباعة وفي الإعلام والمسرح وكل فن من الفنون ناهيك عن الدراسات الحقوقية ونتاج فقهاء القانون الدستوري. جئني بأمثال ما قدمت مصر وكما تألقت في الريادة القومية تألقت في الريادة الإسلامية فالدراسات الإسلامية ودراسات القرآن وعلم القراءات كان لها شرف الريادة وكان للأزهر دور عظيم في حماية الإسلام في حزام الصحراء الإفريقي. مصر كان لها فضل تقديم الحركات التربوية الإصلاحية.. أما علي مستوي الحركة القومية العربية فقد كانت مصر أداتها ووقودها... وإن انكسر المشروع القومي في عام1967 فمن الظلم أن تحمل مصر وحدها وزر ذلك بل شفع لها أنها كانت تحمل الإرادة الصلبة للخروج من ذل الهزيمة. وغدا نواصل القراءة في مقال رائع يستحق الاحترام للكاتب السعودي جميل فارسي علي صفحات جريدة المدينةالمنورة. خير الكلام: أفضل المعروف نصرة الملهوف!. [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله