عادة ما تكون المباريات التى تأتى عقب الخسارة، من أصعب المواجهات على فرق الدورى الممتاز، وعندما تكون هذه الخسارة من الغريم والمنافس الوحيد يكون وقعها أكثر قوة، وهذا هو حال فريق الزمالك عندما يلعب اليوم أمام وادى دجلة فى ختام مباريات الجولة ال18 لمسابقة الدورى فى السادسة مساء على ملعب إستاد بتروسبورت بالتجمع الخامس. ورغم أن مواجهات الفريقين تتسم بالقوة والصعوبة فإن الخسارة من الإسماعيلى ثم الأهلى زادت من الضغوط على القلعة البيضاء التى تجمد رصيد فريقها عند 31 نقطة، وأصبح من غير المقبول أن ينال الفريق خسارة ثالثة على التوالى وإلا ابتعد بشكل كبير عن المنافسة على لقب الدورى هذا الموسم، وسيكون الفريق مطالبا بتحقيق الفوز فقط ولم يعد لديه أى بدائل أخرى تحت قيادة الجهاز الفنى بقيادة محمد صلاح والذى تولى المهمة بعد إقالة ميدو وجهازه الفني. مباراة اليوم هى بمثابة طوق نجاة بالنسبة لفريق الزمالك والفوز فيها يعنى بداية العودة لاستعادة الثقة وتعويض ما فات وعلى الأقل الحفاظ على فارق النقاط السبع مع الأهلى متصدر المسابقة حتى الآن، ومحاولة الحفاظ على وصافة جدول الترتيب، وهذا ما يعلمه الجهاز الفنى بلا شك وتحدث فيه مع لاعبيه، وبغض النظر عن الأداء والطريقة التى يخوض بها الفريق المباراة، فإن ما ينتظره الجمهور الليلة هو رؤية فريقه يفوز ويعود للانتصارات التى توقفت منذ فترة وأثرت على وضعه فى جدول ترتيب الدورى وحظوظه فى الاحتفاظ باللقب، وكثير من الأحيان لا يلتفت فيها البعض إلى الأداء أو الشكل الجمالى بل للنتيجة فقط. ومن ينظر إلى الفريق من السهل أن يضع التشكيل والطريقة الأنسب له على ضوء معطيات الأسابيع الماضية، ولن تكون هناك تغييرات جوهرية على تشكيل الفريق الذى لعب مباراة الأهلي، وسيكون هناك عنصر أو اثنان جديدان على التشكيل وربما يعود مصطفى فتحى للظهور كأساسى أو شيكابالا وربما يكون لمكى أو محمد سالم دور هجومى بعد أن واصل باسم مرسى ألغازه وابتعاده عن مستواه بشكل لافت للنظر، وبغض النظر عن التشكيل الذى سيختاره محمد صلاح، فالأهم هو كيفية تنفيذ تلك العناصر لفكر الجهاز الفنى الذى لابد له هو الآخر أن يواكب حجم المباراة، ويدرك أن وادى دجلة ينتظر فرصة الانقضاض على النقاط الثلاث مستغلاً الحالة النفسية السيئة التى يمر بها الفريق خلال الفترة الحالية. وتتمثل قوة وادى دجلة فى جماعية أداء فريقه وقوة هجومه بوجود ستانلى وربما يظهر مالودا المهاجم الجديد ووجود الحضرى فى حراسة المرمي، وهى عوامل تزيد من صعوبة مواجهة الليلة. وينقص الزمالك للعودة للانتصارات من جديد، إزالة الضغوط من على اللاعبين، فالتصريحات المتتالية لرئيس النادى تساعد فى زيادة معدل الضغط. وادى دجلة لديه فرصة ذهبية لتحسين ترتيبه وزيادة رصيد نقاطه الذى وصل إلى 21 نقطة، لو أحسن استغلال موقف القلعة البيضاء ومرور الفريق بحالة من إنعدام الوزن، ولكن كى تتفوق على منافسك يجب أن تقدم الاحترام وتتعامل بشيء من الجدية والندية حتى يتحقق هدفك، ولا يخفى على أحد أن وادى دجلة لن يخوض مباراة مفتوحه أمام الزمالك، فبذلك يساعد منافسه لاستعادة انتصاراته، ولكن سيتعلم من درس مواجهة الأهلي، ويغلق المساحات أمام مفاتيح لعب الزمالك ويعتمد على التحركات العرضية وأجناب الفريق مع تمركز واضح لوسط الملعب، فالمساحات لكهربا وشيكابالا ومصطفى فتحى تعنى تفوق الزمالك، والعكس صحيح أيضاً. ومع معرفة كل جهاز فنى بمعنويات ومقومات منافسه، ننتظر فقط أن نشاهد دور كل مدير فنى فى كيفية التعامل ومنح فريقه الأفضلية، المباراة تستحق المتابعة فى ظل أوضاع كل فريق.