خرج الجميع وحل الظلام إلا هذا الشعاع المتمرد الذى أتى حاملا لفحة من الهواء البارد وكأنه على موعد مع أوراق الزهرة الحمراء التى طارت على جناحيه لتستقر على خدها اللامع فتحركت للمرة الأولى فى ذهول وقبل أن تستوعب ما حدث .... تابعت بعينيها الأوراق الحمراء التى تركت خدها كى تتأرجح فى دلال وتتراقص برشاقة مع شعاع النور ولفحات الهواء البارد الى أن عبرت خلال صدرها وكأنها تخبرها الحقيقة بلا رتوش نظرت إلى صدرها لتجده فارغا بلا قلب ففزعت عندما أيقنت أنها لن تتذوق حلاوة الحب فكيف تحب وهى بلا قلب ؟! وتمنت أن تعود كما كانت إلى السكون مرت بجانبها الأوراق ورفعت يدها نسمات الهواء لتصل إلى عينيها، لتجد نفسها تذرف الدموع فمسحت القطرات عن عينيها ...وتأملت لحظة... ثم أدركت أنها بلا قلب (نعم )ولكنها تشعر أكثر من أصحاب القلوب فابتسمت وتمايلت ورقصت على لحن حبها للحب ... وصنعت لنفسها قلبا من ورق واحتضنته بقوة وعندما حل الصباح تعجب جميع الزائرين من التمثال العابس الذى ابتسم .