أعلنت الأممالمتحدة أمس أنها عدلت جدول أعمالها خلال اليوم الأول من محادثات «جنيف 3»، حيث سيجرى ستيفان دى ميستورا المبعوث الدولى حول سوريا محادثات مع وفد المعارضة أولا بعد أن كان سيبدأ مفاوضات مع الوفد الحكومى الذى يمثل الرئيس بشار الأسد. وقالت خولة مطر المتحدثة باسم دى ميستورا إن هناك حاجة للقاء المعارضة أولا، وإن لقائه مع الحكومة ربما يعقد فى يوم آخر. ومن المقرر أن يلتقى دى ميستورا لجنة المفاوضات العليا للمعارضة السورية فى المقر الأوروبى بمبنى الأممالمتحدة فى جنيف. ويرفض الجانبان إجراء مفاوضات مباشرة، وقد وافقا على أن يستقبل دى ميستورا كل من الوفدين بشكل رسمى ومنفصل فى مقر الأممالمتحدة فى جنيف. والتقى دى ميستورا الوفد الحكومى السورى الذى أجرى محادثات معه يوم الجمعة الماضى كما سيلتقى خلال ساعات وفد الهيئة العليا للمفاوضات السورية للمرة الأولى. ويريد المبعوث الدولى إقامة حوار غير مباشر بين الجانبين عبر مندوبين يتنقلون بينهما، خصوصا أنه أعلن فى وقت سابق أن المفاوضات يمكن أن تستغرق ستة أشهر، وهى المهلة التى حددتها الأممالمتحدة من أجل التوصل إلى سلطة انتقالية تنظم الانتخابات فى سوريا فى منتصف 2017. وتنطلق المحادثات التى تأخرت أياما بسبب تردد المعارضة فى المشاركة ومطالبتها بتنفيذ مطالب إنسانية على الأرض قبل بدء البحث فى السياسة، وذلك فى أعقاب تفجيرات انتحارية دامية تسببت بمقتل 71شخصا فى منطقة السيدة زينب جنوبدمشق، وأعلن تنظيم داعش الإرهابى مسئوليتها عنها. وفى غضون ذلك، قال دبلوماسى غربى مطلع على مسار المحادثات "لنكن واقعيين، لقد حققنا تقدما، فنحن إزاء أشخاص لم يتبادلوا الكلام منذ عامين بينما الفظاعات متواصلة والوضع يتدهور". وأبرز المفاوضين فى الوفد السورى الرسمى هو سفير سوريا لدى الأممالمتحدة بشار الجعفرى الذى اتهم المعارضة بأنها تفتقر إلى "المصداقية". اما كبير المفاوضين فى وفد المعارضة فهو محمد علوش، ممثل "جيش الإسلام"، أحد أبرز الفصائل المقاتلة المعارضة. وهددت الهيئة العليا للمفاوضات فى المعارضة بعد وصولها إلى جنيف أمس الأول، بأنها ستنسحب من المفاوضات إذا واصلت الحكومة السورية ارتكاب "الجرائم". وفى واشنطن، حض وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى وفدى المعارضة والحكومة على أداء دورهما كاملا فى مفاوضات السلام. وقال كيري، فى بيان، إنه "نظرا إلى ما تنطوى عليه هذه المحادثات من أهمية، أناشد الطرفين اغتنام هذه الفرصة على الوجه الأفضل"، مطالبا الحكومة السورية بالسماح بايصال المساعدات الانسانية إلى البلدات المحاصرة مثل مضايا فى ريف دمشق. وأضاف أنه "لا يوجد هناك حل عسكرى لهذا الصراع، وأنه بدون مفاوضات، سيستمر سفك الدماء حتى تتحول آخر مدينة إلى ركام وعمليا كل بيت، وكل أشكال البنية التحتية، وكل مظهر من مظاهر الحضارة". وكان الوزير الأمريكى قد توجه أمس إلى روما ليشارك فى اجتماع للدول المشاركة فى التحالف الدولي، كما يصل لندن خلال ساعات للمشاركة فى مؤتمر الجهات المانحة التى تقدم الأموال للمساهمة فى الجهود الانسانية فى سوريا. وفى غضون ذلك، أكد مسئول أمريكى أن بريت ماكجورك ممثل الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى التحالف الدول زار شمال سوريا وبحث مع مسئولين أكراد سبل "زيادة الضغط" على الإرهابيين. وكانت مصادر كردية قد أعلنت أن وفدا ضم ماكجورك ومسئولين فرنسيين وبريطانيين التقى عددا من قيادات "قوات سوريا الديمقراطية" العربية الكردية التى تقاتل تنظيم داعش فى مدينة عين العرب فى شمال سوريا. وهى أول زيارة من نوعها يقوم بها مسئول أمريكى على هذا المستوى إلى الأراضى السورية. وأشار مصدر كردى إلى أان الاجتماعات تناولت أيضا "التطورات الأخيرة فى سوريا واجتماع جنيف 3 ومستقبل سوريا"، و"مشاركة الأكراد فى اجتماع جنيف". ومن جهته، أكد الخبير فى الشئون الكردية موتلو جيفيروجلو أن زيارة ماكجورك تهدف على ما يبدو إلى تهدئة مخاوف الأكراد بعد استبعادهم من محادثات جنيف، "وطمأنتهم بأنهم غير مهملين وأنهم جزء من العملية" السياسية. وفى هذه الأثناء، ذكرت صحيفة ميلليت أمس أن أنقرة تخطط الآن لإعادة نشر صواريخ باترويت مجددا على أراضيها، وذلك بعد انتهاكات المقاتلات الروسية للأجواء التركية. ومن المتوقع نشر أنظمة دفاعية جوية على الحدود التركية – السورية بعد أن تم سحبها فى الصيف الماضي. وكانت الولاياتالمتحدة وألمانيا سبق ونشرت قواتها العسكرية باعداد محدودة فى قاعدة إينجرليك للمشاركة فى محاربة تنظيم داعش والتصدى لأى تهديد قد تتعرض له تركيا . على صعيد آخر، قال مفوض الأممالمتحدة السامى لحقوق الانسان زيد رعد الحسين إن تجويع المدنيين السوريين قد يرقى إلى مستوى جرائم الحرب ويشكل جريمة ضد الانسانية يجب محاكمة مرتكبيها ولا ينبغى أن يشملها أى عفو مرتبط بإنهاء الصراع.