طالبت القوات المسلحة الشعب المصري أمس بالتكاتف ونبذ الفرقة وتوخي أقصي درجات اليقظة تجاه محاولات نشر الفوضي والوقيعة مع الجيش,كما حذرت من عواقب دعوات مشبوهة للزحف باتجاه وزارة الدفاع اليوم . مؤكدة التزام جميع رجال القوات المسلحة باحترام القانون والواجب الوطني وحق الدفاع الشرعي عن النفس جاء ذلك في مؤتمر صحفي للمجلس الأعلي للقوات المسلحة أدان خلاله اللواء محمد العصار اشتباكات ميدان العباسية الدامية, وأكد أن القوات المسلحة بريئة تماما منها. وقال العصار: إن ما شهده ميدان العباسية يمثل أحداثا مكررة يستغلها البعض لتحقيق مكاسب سياسية علي حساب أمن مصر, وأشار إلي أن النيابة العامة بدأت فعليا في التحقيق فيها, وطمأن الشعب المصري إزاء قوة جيشه. وأوضح أن القوات المنتشرة حاليا لضبط الأمن تمثل احتياطي القيادة العامة للقوات المسلحة, أما القوات العسكرية المتمركزة في شمال شرق مصر فلم يتحرك أي جندي منها من موقعه. وفي ختام المؤتمر الصحفي, ألقي اللواء أركان حرب مختار الملا, عضو المجلس الأعلي, بيانا أكد فيه أن القوات المسلحة ملك لشعب مصر وليست أداة قهر له ولن تكون كذلك. وحذر أي جهات تسعي لتهديد أمن الوطن, أو تهديد القوات المسلحة. كما حذر من الاقتراب من مقر وزارة الدفاع وجميع المنشآت العسكرية باعتبارها رمزا لشرف الجندية المصرية وهيبة الدولة, ووجه التحية إلي رجال القوات المسلحة علي ما تحملوه خلال ال15 شهرا الماضية من تجاوزات وتداخلات. وفي المقابل, حمل سعد الكتاتني, رئيس مجلس الشعب, الحكومة وجهاز الشرطة المسئولية عن سقوط ضحايا في العباسية. وقال الكتاتني أمام لجنتي الدفاع والأمن القومي بالمجلس, أمس إن من حق كل مواطن التظاهر حتي ولو كان مكان التظاهر غير مناسب لذلك. وأوضح أن مهمة الأجهزة المعنية هي تأمين المتظاهرين وحماية أرواحهم من المندسين, وتعهد الكتاتني بمحاسبة المقصرين قائلا: أحداث العباسية لن تمر مرور الكرام. وبالتزامن مع هذه التصريحات, سادت حالة من الهدوء الحذر ميدان العباسية صباح أمس وفتحت معظم المحال التجارية أبوابها في محيط الميدان, بينما استمر اعتصام ممثلي عدة قوي سياسية لليوم السادس علي التوالي, وتمركزت وحدات من القوات المسلحة والأمن المركزي في الشوارع المؤدية إلي الميدان للحيلولة دون تجدد الاشتباكات. وصرح أشرف الرفاعي, مدير إدارة التشريح بمصلحة الطب الشرعي, بأن الإدارة سلمت جثث ضحايا مجزرة العباسية إلي ذويهم بعد استخراج مقذوفات الرصاص الحي منها وتحريزها. وأوضح الرفاعي أن الضحايا أصيبوا بأعيرة نارية حية في الرأس والصدر مما أدي إلي الوفاة, ومن المقرر تسليم التقرير النهائي بالصفة التشريحية إلي المحامي العام لنيابات غرب القاهرة خلال اليومين المقبلين. وكانت النيابة العامة قد أعلنت صباح أمس عن ارتفاع عدد ضحايا العباسية إلي تسعة قتلي و168مصابا, بينما تعذر علي فريق النيابة إجراء معاينات علي الطبيعة لمسرح الأحداث الدامية.
