بقدر ما أعادت الدماء التي سالت أمس في العباسية الثورة والغضب إلي ملايين المصريين.. بقدر ماجعلت جموع الشعب بمختلف قواه وثواره وطوائفه تنتفض ضد لغة الدم التي مازال المسئول عنها مجهولا. ومثلما تحركت قوي وهيئات لوقف نزيف الاشتباكات ذهبت4 مسيرات اطلقت علي نفسها تضامنية وضمت ائتلافات وحركات ثورية وقوي اسلامية كانت آخرها مسيرة تحمل اسم محمد الظواهري ورفعت شعار نحن قوم لانستسلم.. ننتصر أو نموت وتراوحت قوة التحرك في الميدان مابين التهدئة والدعوة لما تمت تسميته بجمعة الزحف والتي أطلق عليها البعض جمعة النهاية. وعقب جولات من الاشتباكات التي راح ضحيتها قتلي ومصابون سيطرت علي العباسية مساء أمس حالة من الهدوء الحذر وشددت اللجان الشعبية اجراءات التفتيش علي العابرين لمداخل ومخارج الطريق المؤدي الي محيط وزارة الدفاع من ناحية ميدان العباسية وشهدت الجزيرة الوسطي من شارع الخليفة المأمون قيام عدد كبير بنصب الخيام للمعتصمين الجدد الذين ينتمون للحركات والائتلافات الثورية الذين حضروا للاعتصام والتضامن مع زملائهم المطالبين بسقوط حكم العسكر وهو الهتاف الذي تردد بقوة في ارجاء أرض الاعتصام واطلقته آلاف الحناجر الموجودة بالعباسية ليلة أمس. وقبيل ساعات من جمعة الزحف الثوري التي دعت اليها احزاب وقوي ثورية ويشارك فيها التيار الاسلامي بمختلف قواه واحزابه السياسية, وحركة6 ابريل بالاكفان, حذر أدمن المجلس العسكري من ان ابناء القوات المسلحة الذين يدافعون عن المنشآت العسكرية تجري في عروقهم الدماء المصرية ولن يسمحوا أبدا بإلحاق الأذي بالمنشآت التي يحمونها بدمائهم وأرواحهم. وأضاف الأدمن في رسالة له مساء امس: ان المشهد واضح والصورة جلية, وسيناريو وزارة الداخلية وشارع محمد محمود لتعطيل انتخابات مجلس الشعب, اما هذه المرة فهو لتعطيل انتخابات الرئاسة ومنع تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور وهو السيناريو الذي لن نسمح بتنفيذه أيا كانت القوي السياسية الظاهرة فيه او الايادي الخفية التي تعبث بأمن وسلامة مصر. وتابع: نؤكد ان الانتخابات الرئاسية في موعدها مهما كانت الظروف والضغوط والمؤامرات والدستور سيتم وضعه ليكون دستورا لكل المصريين. وانتفضت مصر كلها شعبا وساسة وحكومة ضد الاحداث الدامية التي شهدتها العباسية أمس واسفرت عن7 ضحايا حسب البيان الرسمي لوزارة الصحة و79 مصابا بينهم اثنان في حالة حرجة. في حين قال اطباء المستشفي الميداني ان عدد الضحايا يصل الي22 شخصا, وعشرات المصابين. وأعربت الحكومة عن أسفها للدماء التي أريقت في الاشتباكات, بينما طالب الدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب المجلس الاعلي للقوات المسلحة بوقف المجازر التي تحدث في العباسية ودعا إلي اجتماع مشترك للجنة حقوق الانسان اليوم بهذا الشأن. في السياق ذاته, أوقف عدد من مرشحي الرئاسة حملاتهم الانتخابية تضامنا مع الضحايا واعلن كل من عبدالمنعم ابو الفتوح والدكتور محمد مرسي والدكتور سليم العوا وخالد علي وحمدين صباحي وقف المؤتمرات الانتخابية والدعاية, فيما حذر المرشح الرئاسي عمرو موسي ف ي بيان اصدره ليلة امس مما أسماه العبث في مقدرات مصر. من جانبها دعت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح( أكبر تجمع للقوي الاسلامية في مصر) المعتصمين الي العودة لميدان التحرير تجنبا لحدوث المزيد من التصادمات واراقة الدماء. وعلي الصعيد الدولي, دعا بان كي مون الامين العام للامم المتحدة, في بيان له امس إلي وقف العنف في محيط وزارة الدفاع مؤكدا حق المعتصمين في التظاهر السلمي. الي هذا بدأت النيابة العامة تحقيقات موسعة في الاحداث الدامية التي شهدتها العباسية امس وتبين من التحقيقات الاولية ان المعارك بدأت بمشادات كلامية وتطورت الي التراشق بالاحجار والمولوتوف وانتهت باطلاق الاعيرة النارية. في الشأن ذاته, خيم الحزن علي قرية الشهيد أبو الحسن ابراهيم طالب طب عين شمس الذي سقط بالرصاص في اشتباكات امس وأكد والداه ل الأهرام المسائي ان ابنهما كان سيحضر إلي قريته بالاقصر عقب انتهاء امتحان العملي وانه ارسل حوالة بريدية لوالدته قبل استشهاده بيوم واحد. يأتي ذلك في الوقت الذي هدد فيه زملاء الطالب بالاضراب عن امتحانات نهاية العام لحين الثأر لزميلهم. (تغطية شاملة بالصور ص4 و5 و6 و7)