دعا المجلس الأعلى للقوات المسلحة الشعب المصري إلى التكاتف والتضامن من أجل عبور اللحظة التاريخية الخطرة التي تعيشها مصر. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده المجلس حول أحداث العباسية وتبثه القناة الأولى بالتليفزيون المصري. وقال اللواء أركان حرب محمد العصار عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة إن مصر تعيش لحظة هي الأهم والأخطر في تاريخها الحديث. وقال أن مصر تعيش لحظة تؤسس لمرحة جديدة تبنى فيها مؤسسات الدولة على أسس ومبادئ جديدة تلبي الشعب وتحقق أهداف ثورته في 25 يناير ، مضيفا أن هذا التوقيت يتطلب منا جميعا التعاون والتكاتف والفهم الصحيح لطبيعة المرحلة ونبذ الخلاف والصراع بما يوفر العبور المستقر والآمن الى الجمهورية الثانية.
وأعرب اللواء أركان محمد العصار عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، عن أسف المجلس على ضحايا ومصابي أحداث العباسية التي وقعت هذا الأسبوع والتي بدأت منذ مساء يوم الجمعة 27 أبريل الماضي ، وقال ان الدم المصري غالي جدا ويجب ألا يراق إلا للدفاع عن الوطن. واضاف أن أحداث العباسية مؤسفة جدا.. بدأت بتحرك مجموعة من ميدان التحرير في اتجاه العباسة ،..و الجميع على علم بانتماء هذه المجموعة. وقال: نحن نعلم لمن تنتمى هذه المجموعة..ووصلت الساعة الثانية صباحا الى حوالي 3 آلاف شخص ، حاولوا الاحتكاك بعناصر التأمين التابعة للقوات المسلحة الموجودة في شارع الخليفة المأمون.. حيث تطورت الاحداث الى ان قرر هؤلاء الشباب الاعتصام امام جامعة عين شمس. واضاف :وقعت احداث مؤسفة بين اهالي العباسية والمعتصمين في فجر يوم الثلاثاء أول مايو نتيجة تضرر اهالي العباسية من قطع الطرق والاعتداء على المساكن والمتاجر ، ما أسفر عن وفاة أحد الأشخاص واصابة البعض ، وتوالت الأحداث بعد ذلك إلى أن حدثت اشتباكات اخرى فجر الأربعاء 2 مايو الجاري أيضا نتج عنها 7 وفيات وبعض المصابين، كما ابلغ المستشفى اليوم صباحا عن حدوث حالة وفاة أخرى من بين المصابين ، مما أدى الى زيادة الخسائر إلى 9 وفيات و168 مصابا ، منهم 8 حالات في المستشفيات.
وقال اللواء أركان محمد العصار عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، إن ما حدث شئ مؤسف في ظرف شديد جدا تمر به البلاد.. وهناك محاولات للوصول إلى شارع الخليفة المأمون باتجاه وزارة الدفاع، مؤكدا على حرص القوات المسلحة منذ بداية الأحداث يوم 28 يناير 2011 ونزولها إلى الشارع، على عدم استخدام العنف ضد الشعب المصري، موضحا أن تلك عقيدة لقوات المسلحة بألاتستخدم العنف ضد الشعب من مبدأ انها ملك لهذا الشعب. وأوضح أن المجلس كفل حق التظاهر السلمي بحيث لا يضر بأي مصلحة أو يقطع طريق أو أي مرافق حيوية، وأن المجلس آثر أن يترك مسئولية التأمين في مثل هذه الأحداث سواء في ميدان التحرير غلى عناصر من الشباب المعتصم درءا لحدوث أي مشاكل مع القوات المسلحة أو الشرطة المدنية. وأكد اللواء العصار أن الاعتصام في هذا المكان خطر لقربه من وزارة الدفاع والمنشأت العسكرية، مضيفا "ونحن نعلم تطور الأحداث في هذه المنطقة الحساسة ، وأن تلك الحداث أثرت على الدراسة وعلى مستشفى عين شمس التخصصي ، ونحن نعلم ان المكان المناسب لهذه الاعتصامات وهذه المظاهرات هو ميدان التحرير..ومن اجل هذا دعت القوات المسلحة الى اجتماع أمس الأربعاء حيث اجتمع رؤساء الأحزاب مع نائب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الفريق سامي عنان من اجل التوصل لحل لهذا الوضع ، حيث صدر عن ذلك بيان، كما توجه بعض رجال الدين والقوى السياسية إلى المعتصمين لمحاولة اقناعهم بالانصراف والتوجه إلى ميدان التحرير. وشدد على أن التدخل الايجابي من الشرطة امس أدى إلى وقف العنف بين الجانبين ، مشيرا الى ان النيابة العامة بدأت بالتحقيق في تلك الأحداث منذ أمس . وأشار اللواء أركان حرب محمد العصار عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الى أن ما يطالب به المعتصمون هو تسليم السلطة "رغم اننا نكرر في كل لقاء وكل مناسبة ان القوات المسلحة والمجلس الأعلى ملتزمان بتسليم السلطة قبل 30 يونيو 2012" ، مؤكدا ان المجلس ليس طالب سلطة،وانه ليس بديلا عن الشرعية في مصر وأن الفترة الانتقالية تهدف لاقامة المؤسسات الدستورية، وبالتالي لا مجال للمزايدة في هذا الموضوع. كما انتقد العصار مطالبة المعتصمين بنزاهة الانتخابات، مضيفا "الحقيقة انني استغرب ممن يقولون يأن يكون هناك شك فى القوات المسلحة ومجلسها الأعلى حول النية في تزوير الانتخابات". وأكد أن نزاهة الانتخابات ليست محل شك ، وقال ان القوات المسلحة الموكل إليها أعظم واشرف مهمة وهي الدفاع عن ارض مصر .. كيف يتبادر إلى ذهن أحد أن تكون القوات المسلحة ضالعة أو تفكر في تزوير انتخابات ، و لو كانت تريد تزوير انتخابات لكانت قد زورت الانتخابات البرلمانية التي شهد لها العالم كله ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية بالنزاهة. وشدد على التزام القوات المسلحة والمجلس الأعلى بنزاهة الانتخابات الرئاسية بنسبة 100 في المائة، ليست لنا مصلحة مع أحد ولسنا مؤيدين لأحد المرشحين وان كافة المرشحين مصريون محترمون وكل واحد منهم يستحق ان يكون رئيسا لهذه البلاد وان رغبة الشعب هي التي ستأتي بالرئيس . وأشار اللواء أركان محمد العصار عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، إلى أن اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية قامت من أجل أن تكفل المتابعة الدولية، بارسال طلب إلى وزارة الخارجية لدعوة مندوبي لجان الانتخابات في 45 دولة أجنبية للاقامة في مصر على حساب اللجنة العليا للانتخابات من أجل مشاهدة ومتابع تلك الانتخابات ، كما بعث إلى كل السفارات المعتمدة في مصر لارسال مندوب عنها لمتابعة الانتخابات.. كما صرحت لثلاث منظمات أجنبية بمتابعة الانتخابات طبقا للطلب الذي وصل إليها. ونفى العصار صحة اشاعات ترددت في وقت سابق عن ان اللجنة رفضت طلبات 8 منظمات أجنبية لمتابعة الانتخابات الرئاسية، وقال انه لايوجد رفض لأي منظمة وأن منظمة كارتر من بين المنظمات الثلاث المشار إليها ، منوها بان المجلس تعود في الفترة الأخيرة على سماع الأكاذيب . ولفت إلى ان اللجنة على استعداد للنظر في أي طلبات ترد إليها ، كما تقوم بالتسيق مع منظمات حقوق الانسان المصرية لتنظيم عمل تلك المنظمات. وأكد العصار أن القوات المسلحة لاتستخدم العنف مع الشباب ، ونبه إلى خطورة ما يحدث وقال إن تلك الأوضاع والأحداث تمثل خطورة على مصر .. حيث خسرت البورصة أمس 4 مليارات جنيه ، كما أن الاقتصاد يعاني نتيجة الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية. وقال " مصر في خطر ..انني أوجه كلامي إلى كل مصري ومصرية في كل قطاعات الدولة ، يجب ان نواجه هذا الخطر ونشعر به، مؤكدا ان عدم الاستقرار والمشاكل الموجودة تؤثر على حالة مصر وسمعتها. وأعلن عن تقدمه بمبادرة لرجال الدين بألا يتركوا هذه الأحداث وأن ينزلوا إلى العباسية ويقنعوا المعتصمين بالانصراف من ميدان العباسية ومن يريد منهم الذهاب إلى التحرير يذهب إلى هناك او على الأقل يفتحوا الشوارع حتى تسير الحياة، وعدم اقترابهم من وزارة الدفاع ، مشددا على ان القوات المسلحة لاتريد أن تتعامل مع الشباب والمعتصمين بأي نوع من أنواع العنف وتريد ان تنتهي الفترة الانتقالية على خير.