هم زينة الحياة الدنيا ونعيمها يسبقون المال وحتي النفس عند من يقدر قيمتهم ، ويعرف قدرهم ، نتلهف علي قدومهم إلي عالمنا وترقص قلوبنا طربا وتهيم مشاعرنا بهجة من أول لحظة نلمس فيها هدي خطواتهم الناعمة .. إبتسامتهم نور الأمل وبكاؤهم وألمهم شرخ يكسر ظهورنا وحزنهم يحيل نهاراتنا إلي غيامات ظلام وبؤس .. هكذا هم الأبناء وهكذا هم الآباء الأسوياء معهم وهذه هي الفطرة التي خلق الله الناس عليها. لكن قصة فايزة ابنة الخمسة عشر ربيعا مع والدها العامل تبدو مختلفة جدا ولا محل لها من التصديق بين الجيران وأبناء قرية الستاموني مركز بلقاس الذين أجبرهم ما جري إلي إبلاغ الشرطة فورا لإنقاذ الابنة من مخالب الموت. فايزة جاءت إلي الدنيا نتيجة زواج بين اثنين لم يجمع الحب بينهما كثيرا وفتحت عيونها علي صراخ وصدام وخلافات مستمرة ، وعندما استعدت للدخول إلي الصف الأول الابتدائي لبدء مشوار التعليم كانت مكافأتها وهديتها من والديها الطلاق والفرقة بينهما لتدخل متاهة الضياع المبكر والمصير المجهول . عاشت فايزة مع والدتها حتي بلغ عمرها 15 سنة وهنا فرض عليها أخوالها أن تترك أمها المسكينة لتذهب إلي أبيها الذي يفترض أن يتحمل المسئولية عن تجهيزها للزواج خاصة وأن الخطاب يفضلون أن يطرقوا باب الأب دائما عند طلب العروسة ، لم تكن فايزة تريد الابتعاد عن أمها المسكينة وبكت كثيرا ولم يرحم أحد توسلاتها وكأنها كانت تري قادم أيامها ، فما أن دخلت بيت أبيها حتى وجدت حياة أخري لم تألفها ورأت سيدة غريبة عنها تزوج أبوها منها ، حاولت الزوجة الأخري التقرب من فايزة واحتضنتها كأحد أبنائها لكن الفتاة نفرت من زوجة أبيها ومن المكان كله فكانت تهرب من المنزل أكثر من مرة لتبحث عن القرية التي تقيم فيها أمها وهامت علي الطرق كثيرا في رحلة البحث عن حضن دافئ وقلب يحتوي أحزانها ، وهنا لم يترك الأب غليظ القلب لنفسه فسحة في التفكير أو حتي الصبر وقرر أن يلقن ابنته دروسا في فن التعذيب لا يمكن أن تصدر عن مؤدب أو مرب مهما كان مستواه التعليمي ، فكان يحرق أجزاء من جسدها ويربطها بالحبال ويضربها ويحلق لها شعرها الي أن وهنت الفتاة وصارت شبه انسان وشعر بعض الجيران بحال الفتاة فقرر أحدهم ان ينقذها لكن الأب رفض التدخل الي أن وجد الأب نفسه متهما أمام رجال المباحث الذين اقتحموا المنزل والقوا القبض عليه . تلقي اللواء عاصم حمزة مدير أمن الدقهلية اخطارا من اللواء السعيد عمارة مدير المباحث الجنائية بورود بلاغ الي الرائد ابو العزم فتحي رئيس مباحث بلقاس باعتداء عامل يدعي أحمد ج 49 سنة بالضرب والتعذيب الوحشي علي ابنته حيث قام بحبس ابنته داخل غرفة بالمنزل وتقييدها بالحبال والسلاسل وضربها بمختلف أنحاء جسدها. انتقلت قوة من الشرطة إلي مكان البلاغ وعثرت علي فايزة ملقاة ومقيدة بالحبال والسلاسل ، وكانت آثار التعذيب واضحة علي جسدها، وحلق والدها شعر رأسها، بذريعة خروجها الكثير من المنزل دون إذنه، وتم إلقاء القبض علي الأب وتحويل ابنته إلي مستشفي بلقاس العام. وأمام رجال التحقيق لم ينف الأب المتهم ما نسب إليه ، وقال في التحقيقات إنه تزوج والدتها وكانت تقوم بأفعال عجيبة، ومع الوقت اكتشف أنها مريضة نفسيا، وساءت حالتها ، فانفصل عنها بعد أن أنجب فايزة منها وعاشت الطفلة مع والدتها التي لم تستطع تربيتها فكانت في كنف جدتها ولم تتمكن من السيطرة عليها، ولا الإنفاق عليها فقاموا بإرسالها إليه منذ عدة أشهر فقط . وتابع: تزوجت من امرأة أخري، وكانت ابنتي قد خرجت مرتين من المنزل متجهة إلي قرية أبو دشيشة مسقط رأس والدتها، وتغيبت لأيام عن المنزل، وعلمت أنها كانت تبيت بشوارع القرية . واعترف الرجل بأنه ضرب ابنته وكبلها بالحبال من يد واحدة والقدمين والرقبة، مشيرًا إلي أن طبيعة عمله بمحافظة دمياط تتطلب منه أن يبيت خارج البيت لأيام طويلة. وأوضح الأب أنه حبس ابنته بغرفة في المنزل وقيد قدميها ويدها اليسري ورقبتها بجنزير حديدي واحد، لمدة شهرين كاملين، وكانت تتبول علي نفسها، وتقضي حاجتها في ذات الغرفة، وحرقها بالنار في مناطق متفرقة بجسدها، وحلق شعر رأسها.