يعيش الأهرام هذه الأيام مناسبة مرور 140 عاما على تأسيسه ،وسط حفاوة بالغة بأجيال عظيمة من أبناء الأهرام المخلصين شيدوا مسيرة رائعة من التنوير والبناء فى صرح الأهرام بكل ذرة من كيانهم وقطرة من دمائهم الزكية النقية ونفوسهم الطاهرة ،وفكرهم الراقى ورجاحة عقولهم التى سبقت زمانهم ،فقد انشغلوا بتعزيز مكانة الأهرام ولم ينشغلوا بحياتهم عنه . ووهب كل فرد وجيل من أبناء الأهرام شبابه وعمره كله برضاء تام وتضحية فريدة للأهرام فقط ،لكى يستمر الأهرام قويا قادرا على النجاح والتميز،وسرت فى دماء الجميع من الأهراميين حب هذا المكان وهذة الجريدة ،للدرجة التى وصلت بهم إلى أنهم يشعرون بطعم الحياة داخله فقط دون سواه ،ويستمدون القوة بمجرد دخولهم مبناه وصالة التحرير،ويتغلبون على أى ألم بدنى ونفسى عندما يتجولون فى طرقاته ،ويستنشقون عبير الحياة عند لقاء زملائهم القدامى والشباب فلم يعرفوا فى الدنيا سواهم،ويشتمون رائحة التاريخ عندما يتصفحون أعمالهم التى نشرت على صفحاته ،ويستعيدون عصر الزمن الجميل داخل كل ركن من مبناه . وتحلق أجيال عديدة من الأهراميين بأيديهم فى السحاب عندما يشعرون بأن الأهرام لم ينْسَهم بعد رحلة عطائهم الطويلة ويطوفون فى آفاق رحبة سعيدة لا يشعر بها غيرهم، وتجيش صدورهم بحبه معلنة أنه لا يسكن الفؤاد سواه، وتتساقط دموعهم إن مر يوم دون أن يحضرون إليه ،فالأهرام كل حياتهم وملء دنياهم ،ويتمسكون به حتى أخر دقات القلب والعمر، وهذه عظمة الأهرام وأبناء الأهرام . فتحية حب وعرفان وتقدير لكل ابن من أبناء الأهرام من صحفيين ومفكرين ومثقفين وإداريين وعمال ،وقالها قديما الشاعر العبقرى مصطفى الضمرانى ،الأهرام ده بيتنا،وهو ده حياتنا،مرايتنا اللى يوماتى بنشوف فيها صورتنا. لمزيد من مقالات عماد حجاب