ولا بيوصل ... ولابيتوه... ولا بيرجع .... و لا بيغيب ... النيل سوْال ... و ما زال ... ما جاش عليه الرد ... من قد إيه ... ؟؟ و لفين ... ؟؟ مقالش عمره لحد ... ولا بيوصل ... سهران يوشوش ناى ... و الحلم رايح جاى .. قباله ع الشطين .. بيحب صوت الناس .. و غنا البنات بالليل .. بيكره الحراس .. لما تدوس بالخيل .. ولا بيوصل ... تفوت أيام ... تموت أحلام .. تعدى شهور ... تدور الأرض و الدنيا ... وهو يدور .. ولسه بيجرى و يعافر ... ولسه عيونه بتسافر .. و لسه قلبه لم يتعب من المشاوير .. http://www.4shared.com/audio/AfT3vSV_/_online.html لا أعرف إن كانت كوثر مصطفى قد كتبت هذه الكلمات لنهر النيل حقاً أم كتبتها لنهر الغناء الكامن فى أعماق ذلك الأسمر المبدع الموهوب الذى يحمل على كتفيه خبرة - و مسئولية أيضاً - اثنين و ثلاثين عاماً من الفن سقط خلالها أغلب أبناء جيله بل و الجيل الذى تلاه كذلك بحيث لم يبق من يمكن أن يطلق عليه صفة النجم سواهما هو و عمرو دياب (من المفارقات أن عيد ميلاده 11 أكتوبر) ... ربما لأن أحداً غيرهما لم يحاول جاداً أن يوازن بين ما يرغب الجمهور فى سماعه و ما يرغب هو شخصياً فى تقديمه. يؤلمنى كثيراً ما آل إليه حال أصوات رائعة من جيل الوسط بسبب تلك اللافتات المملة التى لا تتغير من نوعية " الساحة الفنية لم تعد تناسبنى " , "الغناء الآن أصبح بقمصان النوم " ... إلخ برغم أن الأمر ليس ترفعاً عن الساحة الفنية بمستواها الحالى بقدر ما هو نوع من أنواع التعالى على جمهور يستحق أن يقاتل نجمه من أجله. يقاتل ليتواجد .. ليستمر .. ليكسب جمهوراً جديداً .. لا أن يهرب و يتنكر لجمهور أحبه و رفعه على الأعناق. إن لم تكن هذه رسالة الفنان فما هى إذن ؟؟ و الواقع أننى لا أتذكر بالتحديد متى مررت بتلك اللحظة التى مرت على كل عشاق محمد منير من أبناء الجيل الذى ولد وهو فى أوج شهرته .. اللحظة التى تحوّل فيها من مجرد مطرب معروف قد تستمع إليه عفواً كما تستمع لغيره أو حتى قد لا تحب الإستماع إليه من الأساس إلى " إيه ده ؟؟ الراجل ده بيغنى اللى جوايا بالضبط !! " .. و ما تلا ذلك من التفتيش بأثر رجعى فى أعماله السابقة لتتحول أغانيه بشكل تدريجى و سريع إلى رفيقك الأثير أياً كانت حالتك النفسية و المزاجية. أنبتت عملية البحث و الإستكشاف حميمية مدهشة بينك و بين صوته شديد الدفء و المصرية الذى أصبحت تشعر أنه ينبعث من مكان ما داخلك , كأنه صوت أنفاسك و هى تتردد فى صدرك, أو صدى خطواتك فى شارع مظلم يخلو من المارة. هذه الحميمية ببساطة هى سر تفرد محمد منير و ذكاؤه فى اختيار ما يغنى و إحساسه الفائق به عندما يغنيه و عندما أقول ذكاء الإختيار فلا أعنى فقط رقى المضمون , بل لابد أن أشير أيضاً إلى كونه صاحب منطقة خاصة به لم يعرفها الغناء العربى قبله من الموضوعات الفلسفية و الإنسانية التى يلتقطها من تفاصيل حياتنا اليومية الصغيرة ... أما الآخرين فمن أضاف منهم جديداً أضافه فى إطار نفس المنطقة العاطفية التقليدية , و تحضرنى هنا ملاحظة طريفة للناقد أشرف عبد المنعم عندما حاول قبل بضع سنوات فى مقاله الأسبوعى بالأهرام أن يقوم بإحصاء عدد المرات التى تكررت فيها كلمة "جرح" و مشتقاتها فى الألبوم الذى كان حديث الصدور وقتها لنجم مصرى كبير و محبوب... !!! " قبل ما تحلم فُوق .. احلم و إنت فايق .. قبل ما تطلع فوق .. انزل للحقايق " " لو بطلنا نحلم نموت " " الفرصة بتعرف ناسها .. و اللى بتفوته بيندم " " الدنيا لو جارحة ... لوّنها لون فرحة " لم نسمع أحداً سواه يغنى هذه الكلمات الطازجة البرّاقة , حتى فى أغنيات العاطفة لم يطرح أحد غيره تعبيراً عذباً و جسوراً مثل " ده عينيكى دول مرايات مرسوم أنا فيهم " الذى صاغته له شاعرة أحبُها كثيراً : هند القاضى ... فإذا أضفنا إلى هذا مظهره "الكاجوال" غير التقليدى و ملامحه السمراء العادية المألوفة عرفنا لماذا يمثل محمد منير لجمهوره من الشباب أيقونة الحلم و الحرية و التمرد . عندما تتزايد ضغوط الحياة وإحباطاتها يحتاج المرء من وقت لآخر لمن يذكره بأنه لازال شاباً فى مقتبل العمر !!! المدهش أننى و العزيزة نسرين صاحبة مدونة رفرف يا طير الحرية نشترك فى أشياء كثيرة إلى جانب التدوين منها الصيدلة و حرف النون !!! لكنى لم أشعر أبداً بحجم التشابه بيننا كما شعرت به عندما قرأت هذه الجملة فى تدوينة جميلة لها هنا "من غير سبب معروف ارتبط حبي لمنير بالشتا .. ومن غير سبب انا بحب الشتا " أنا كمان ... !!! أسعد أوقات حياتى عندما تمطر, أقف عندها أبتهل لله الذى أشعر به قريباً منى فى تلك اللحظات أكثر من أى وقت آخر, وأستشعر هيبته و رحمته أيضاً عز وجل فى قلبى حين أتأمل الغيوم الفضية الكثيفة تتوارى خلفها الشمس فى خجل رقيق . عندما تكفكف السماء دموعها , و تسود تلك الرائحة الصافية الشهية الناتجة عن تزاوج الأُكسجين الجوى بأُكسجين جزيئات الماء , يحين وقت ثلاثة طقوس لا أغيرها : قوس قزح , و كوب الكاكاو الساخن , و محمد منير خصوصاً فى أغنياته الأولى ..!! صوته الفتىّ " الخام" يفعل فى نفسى فعل الماء الساخن فى العضلة المنقبضة من إرهاق يوم عمل طويل. حَط الدبلة و حط الساعة ... حط سجايره و الولاعة ... علّق حلمه على الشمّاعة ... شد لحاف الشتا من البرد ... بالمناسبة فالإهداء المكتوب على مدونتى " إلى المنير دائماً : إليه... إلى الأرغول المصرى الجميل المائج بالفن و السحر والحب و الحياة .. أهدى كل ما كتبت و كل ما سأكتب. " ليس فقط تعبيراً عن إعجابى بما يقدمه كفنان, و لكن لأننى - مثل أغلب محبيه من جيل مواليد الثمانينيات - أدين بجزء كبير من محتواها لأغلفة ألبوماته التى جعلتنى أتوقف عند أسماء شهيرة لم أكن أعى قيمتها مثل صلاح جاهين - أحمد فؤاد نجم - يحيى خليل - هانى شنودة ... إلخ كما عرفتنى بأسماء لم تحز من الشهرة - مع الأسف - ما يتناسب مع ثقلها مثل فؤاد حداد - أحمد منيب - مجدى نجيب و بالطبع الراحل الكبير عبد الرحيم منصور الذى ربما لولا أعماله مع منير ما عرفته !!! (سبق و أن كتبت عنه هنا ). كل اسم فى هؤلاء كان حلقة أولى فى سلسلة كاملة : فعبد الرحمن الأبنودى قادنى إلى أمل دنقل, و اكتشافى أمل دنقل كان بداية سماعى اسم يحيى الطاهر عبد الله ,و من يحيى الطاهر عبد الله إلى إدريس علىّ و رضوان الكاشف و .. و .. كل سنة و انت 10/10 يا كينج .. و دمت لنا (نبع الحب الصافى) الذى يداعب قوارب أحلامنا الورقية الساذجة بذكاء ووعى و حس مرهف . ملحوظة : أغنية النيل من ألحان و توزيع عمرو أبو ذكرى و قدمت عام 1998 ضمن أحداث فيلم الراحل يوسف فرنسيس : البحث عن توت عنخ آمون . " التدوينة هى هى على مدونتى الرئيسية : بره الشبابيك " http://reeeshkalam.blogspot.com/2010/10/blog-post_10.html