عاصفة الإرهاب الفكري السوداء, عادت تهب علي مصر من جديد مستمدة قوتها من دعوات السلفيين وفتاوي شيوخهم المعادية للآثار الفرعونية باعتبارها أصناما, وللموسيقي والغناء باعتبارهما محرما وفتنة وضلالا, التي لا تري في المرأة سوي أنها عورة, ويحضرنا هنا قول لأحد شيوخهم أوضح فيه أن وجه المرأة مثل الفرج يجب ستره وتغطيته.. قول فج وغليظ ولا يصدر عن عالم أو حتي عن إنسان يعرف دينه أو سلوك وأقوال نبي الله ورسوله محمد بن عبدالله. وكل هؤلاء الشيوخ في حالة عداء مع الأقباط المسيحيين ومع كنائسهم وأديرتهم, وكثيرا ما وصفوهم بالكفر, وهناك من طالب بأن يدفعوا الجزية, أما دعوات حرق الكنائس فتتجدد باستمرار ونجد دائما من يبادر بوضعها موضع التنفيذ. وهذا التوجه وهذه الفتاوي تكرار لما قاله شيوخ الوهابية, ولا استبعد أبدا أن يدفعوا بسخاء لمن يسير علي نهجهم, فعلي امتداد العقود الماضية استقبلوا أعدادا من المصريين لتلقينهم, وأيضا لإعداد من يصلح منهم لتحمل مسئولية الدعوة, ومن هؤلاء خريج قسم لغة اسبانية بكلية الألسن وخريج كلية اعلام والثالث مؤهل ليعمل مدرسا ورابع طبيبا, وهذا الفريق الرباعي يتصدر الآن المشهد, وعنهم تصدر الفتاوي التي أطلقت عاصفة الارهاب الحالية. واذا ما توقفنا عند اعتبار التماثيل خاصة الفرعونية أصناما, سنجد أن الأدوات من الاتباع تمكنوا من اسقاط تمثال ل سنوسرت الثالث المقام أمام كوبري طلخا, وفي ميدان الرأس السوداء بالإسكندرية قام المتشددون بتغطية تمثال زيوس وعرائس البحر بالقماش. وهل كان الارهابيون المعاصرون أحسن إسلاما من صحابة رسول الله, وعلي رأسهم عمرو بن العاص, الذين فتحوا مصر عام 642م والذين شاهدوا الآثار الفرعونية وتماثيلها ومعابدها وأهرامها ولم يستنكروا وجودها, ولم يصدر عنهم جميعا ما يشير الي تحديها, ولم يتحرك أي منهم لتدميرها أو للتخلص منها. وهل بمثل منهج طالبان يمكن أن تتقدم مصر؟ وهل هناك من يتصور أن فقه البدو الذي يناسب أهل الصحراء يمكن أن يصلح في مصر؟ والاجابة تحدد من هم أعداء مصر. المزيد من أعمدة عبده مباشر