وسط أجواء الصراعات السياسية فى اليمن وسوريا وليبيا ، وحملات محاربة تنظيم داعش وأخواتها من الجماعات الإرهابية المسلحة ،واستمرار العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى ومقدساته. وفى اطار رغبة مشتركة لتفعيل العلاقات العربية الجنوب أمريكية على كل المستويات تنعقد فى الرياض غدا وعلى مدى يومين القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية (أسبا ) ، والتى سبقتها إجتماعات تحضيرية لكبار المسئولين خاصة بالنواحى اللوجيستية والفنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتشاور حول الموضوعات التى ستعرض على القمة ومشروع "إعلان الرياض" الذى سيصدر فى ختام أعمال القمة بالإضافة إلى منتدى رجال الأعمال من الجانبين العربى والأمريكى الجنوبى والذى سيقام على هامش القمة. ويقول ميشيل حلبى المدير التنفيذى لغرفة التجارة العربية البرازيلية إن منتدى رجال الأعمال والذى تنظمه غرفة التجارة السعودية بالتنسيق والتشاور مع غرفة التجارة العربية البرازيلية وغرفة التجارة العربية الجنوب امريكية وغرف التجارة المعنية سوف يرفع توصياته الخاصة بتحديث آليات التبادل التجارى للقمة لاعتمادها ضمن البيان الختامى ل"إعلان الرياض" . ومن المقرر أن تتبنى القمة مشروع "إعلان الرياض" الذى سيصدر فى ختام دورتها الرابعة، بالإضافة إلى بيان ختامى يتضمن ملخصا لأهم القضايا المعروضة على جدول الأعمال. وقال مسئولون بوزارة الخارجية البرازيلية -حيث تتولى البرازيل التنسيق بالإنابة عن دول أمريكا الجنوبية - إن مشروع جدول أعمال القمة تتصدره القضية الفلسطينية إلى جانب تطورات الأوضاع فى سوريا واليمن وليبيا وهى القضايا التى يركز عليها الجانب العربى، إلى جانب القضايا التى يركز عليها الجانب الأمريكى الجنوبى ومنها قضية جزر مالفيناس (فوكلاند ) المتنازع عليها بين الأرجنتين وبريطانيا والتوتر الحاصل بين البلدين فى هذا الشأن ، بالإضافة إلى علاقة هذه الدول بالمنظمات الدولية، وقضية الديون السيادية، بالإضافة إلى مناقشة العديد من قضايا التعاون فى المجال الاقتصادى والتجارى والثقافى،وايضاً مجالات البيئة ومكافحة التصحر، وتنوع المناخ والطاقة والتنمية المستدامة ،وبحث آليات لمضاعفة حجم التبادل التجارى بين الجانبين الذى وصل نهاية عام 2014 إلى 30 مليار دولار بعد أن كان حوالى 6 مليارات دولار عام 2005 عند انطلاق أول قمة عربية مع دول أمريكا الجنوبية فى البرازيل . وسوف تعرض على القمة عدة آليات لتفعيل الحوار العربى الجنوب أمريكى وزيادة حجم التبادل التجارى و الاستثمارات. مؤتمر قمة دول أمريكا الجنوبية و الدول العربية (أسبا) يعد آلية للتعاون وتنسيق السياسات فيما بين بلدان الجنوب / الجنوب فى المحافل المتعددة الأطراف. اقتراح إنشاء تلك الآلية جاء من قبل البرازيل فى عام 2003 بهدف تعزيز التقارب بين شعوب وقادة الإقليمين وأيضا المجتمع المدنى فى بلدان أمريكا الجنوبية و الدول العربية، بالإضافة إلى التشاور الدبلوماسى فى المجالات ذات الاهتمام المشترك. وقد حدد المؤتمر الأول للقمة الذى عقد فى برازيليا يومى 10 و11 مايو 2005، الإطار الرسمى للأسبا فى حضور رؤساء دول وحكومات أمريكا الجنوبية والدول العربية، كما اعترف المؤتمر الأول أيضا بمنظمات التكامل فى المنطقتين ليكونوا أعضاء، متمثليين فى جامعة الدول العربية و اتحاد دول أمريكا الجنوبية (أوناسور). وعقدت القمة الثانية للأسبا فى الدوحة، فى قطر، يوم 31 مارس 2009. وركزت قراراتها الرئيسية على تعزيز هيكلة تلك الآلية، ضمت وزراء الخارجية و كبار المسئولين، إلى جانب رؤساء الدول والحكومات، و تم الإتفاق على تنفيذ إجراءات التعاون بين بلدان الجنوب/ الجنوب المتفق عليها فى كل مؤتمر للقمة على المستويات المختلفة و مسئوليات اللجان القطاعية و التى أنشئت لتخدم المجالات التالية: علوم التكنولوجيا، و البيئة (من خلال لجنة فرعية لمكافحة التصحر) والثقافة والتعليم؛ الاقتصاد والتجارة. و موضوعات أخرى إجتماعية.وتم تعيين اثنين من المنسقين الإقليميين، لضمان استمرار آلية التعاون الدولى، بما فى ذلك إجراء و تنظيم مؤتمر قمة بين الأقاليم كل ثلاث سنوات، من خلال إجتماعات دورية منتظمة لوزراء الخارجية و لكبار المسئولين و ذلك لوضع الخطط و تنظيم أجندة تنفيذ أنشطة اللجان القطاعية. على الجانب العربي، يتم التنسيق الإقليمى من قبل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية. و فى أمريكا الجنوبية، يتم التنسيق من خلال قرار للأغلبية الآراء فى بلدان المنطقة، هذا الدور يتم تنفيذة من جانب البرازيل و مستقبلاً سوف يتم تحويله إلى اتحاد دول أمريكا الجنوبية أوناسور . المؤتمر الثالث للأسبا، عقد فى ليما، بيرو، فى الثانى من أكتوبر لعام 2012، وكان أول لقاء بين ممثلى المنطقتين بعد بداية "الربيع العربي". كشف هذا المؤتمر عن مدى درجة توطيد العلاقات والتواصل داخل الأسبا. و كشف بدورة عن النهج المتبع بين المجتمعات المدنية فى المنطقتين. من خلال منتدى الأعمال الثالث للأسبا و الذى عقد على هامش مؤتمر القمة الثالث لرؤساء الدول والحكومات، حيث اجتمع نحو 450 من رجال الأعمال، و هذا يبين مدى الفاعلية لتلك الآلية، مقارنة بمنتدى الأعمال الثانى التى عقد فى الدوحة فى 2009، و الذى حضرة نحو 250 مشاركا فقط. من نتائج تلك اللقاءات إنشاء الغرف التجارية العربية / الأمريكية الجنوبية، و التى أزدهرت من خلال النمو الملحوظ فى التجارة بين الإقليمين و التى قدرت ب 101.7٪ فى الفترة 2005-2011، وأصبحت رسمية من خلال اجتماع بوينس آيرس فى الأرجنتين و الذى عقد فى 15 أبريل 2013. وساهمت تلك الاجتماعات التى تمت بين وزراء الاقتصاد والمالية للأسبا فى تفعيل و تقارب و تسهيل و أيضا تنفيذ خطة عمل بشأن التعاون الاقتصادى والتجاري، و التى تم الموافقة عليها من خلال القادة المجتمعين حينذاك.( الاجتماع الأول عقد فى كيتو فى 26 أبريل 2006 والثانى فى الرباط يوم 23-24 مايو 2007. والجدير بالذكر أيضا الإنجازات التى تمت لتسهيل عملية التقارب بين الإقليمين ، والتعاون الفنى و ذلك للحد و التصدى لتأثير عمليات التصحر وتدهور التربة، بما فى ذلك إدارة الموارد المائية فى المناطق القاحلة وشبه القاحلة. بالإضافة إلى ذلك تم إعطاء اهتمام خاص للتعاون الثقافى بين الإقليمين ، وذلك كخطوة فى طريق تعزيز التفاهم المتبادل بين المنطقتين، العربية و أمريكا الجنوبية. ففى أمريكا الجنوبية يتم التنسيق فى هذا الشأن من خلال الأنشطة الفعالة من قبل المكتبة و المركز الخاص بأبحاث بلدان أمريكا الجنوبية و الدول العربية فى ساو باولو. من بين إجراءات التعاون، يمكننا تسليط الضوء أيضا على نشر نسخ ثنائية اللغة (البرتغالية و / أو الإسبانية والعربية) من الأعمال الأدبية القيمة ، وتقديم دورات اللغة والخط العربى فى البرازيلوالأرجنتين و ستشمل تلك الإجراءات باقى دول الجنوب الأخرى فى وقت قريب، بما فى ذلك الاهتمام بتنظيم المهرجانات السينمائية. فمنذ عام 2010، و بشكل سنوى وبالأخص فى شهر مارس من كل عام ، تقوم المكتبة و المركز الخاص بأبحاث بلدان أمريكا الجنوبية و الدول العربية بعقد مهرجان أمريكا الجنوبية للثقافة العربية، الذى يعد بمثابة الحدث الذى يشمل الأحداث الفنية والثقافية المختلفة من فن تشكيلى وسينما ومعرض للكتب ، ويتم تنفيذه فى عدة مدن فى أمريكا الجنوبية فى نفس الوقت .