كتبت مقالا بتاريخ 18 مارس 2014 بهذه الزاوية من باب آراء حرة بعنوان المتهم الأول هو فساد المحليات و تحدثت به عن تحول العديد من الشوارع فى مختلف المحافظات المصرية إلى برك للمياه تتعثر فيها الأقدام وتتعطل بها السيارات عند سقوط الأمطار ونوهت الى مأساة فقدان الفقراء من ساكني المنازل المبنية من الطوب أو الآيلة للسقوط لحياتهم عند سقوط الأمطار الغزيرة كل شتاء . وقلت ان المتهم الأول هو فساد المحليات التابعة للمحافظات لأنها لا تقوم برصف الطرق بميول هندسية صحيحة ولا تقوم بإعداد وتوزيع شبكات صرف خاصة بالأمطار بحواف الطرق ولا تزود منازل ومطالع الكبارى بالعدد الكافى من شبكات الصرف الخاصة بتصريف مياه الأمطار منها بشكل سريع وكذلك لأنها لا تقوم برصف الشوارع المكسرة والتى تتجمع فيها أتربة تسمح بتكوين الطين بمجرد هطول الأمطار بالإضافة إلى أنها لا توفر آلات شفط المياه فى المبانى الحكومية والهيئات والمدارس ولا تقوم بترميم أوإزالة المساكن الآيلة للسقوط أو المبنية من الطوب التى تتعرض للأنهيار حال سقوط سيول. واوضحت ان المشكلة في مصر تتبلور كذلك حول الاتجاه إلى تصريف مياة الأمطار فى شبكات الصرف الصحى وان هذا خطأ جسيم لأن الطريقة المثلى التى تتبعها الدول المتحضرة هى تخصيص شبكة صرف خاصة بمياه الأمطار ومنفصلة عن شبكة الصرف الصحى لإمكان الاستفادة من مياه الأمطار بعد معالجتها فى عمليات الرى مما يوفر لمصر 8 مليارات متر مكعب من مياه الأمطار سنويا تصلح لاستصلاح نحو مليونى فدان وأن ما يحدث فى مصر من استخدام مياه الصرف الصحى كما هى فى الرى دون معالجة يؤدى إلى انتاج محاصيل ملوثة وإصابة المزارعين بالعديد من الأمراض والأهم من ذلك أنه فى حالة وجود سيول قد يتسبب ذلك فى زيادة منسوب المياه داخل شبكات الصرف الصحى مما يؤدى إلى طفحها فى كثير من الأحيان .
وهذا ما تكرر وحدث بالفعل في الايام الماضية من سقوط امطار غزيرة بالاسكندرية والبحيرة ؛ تم تصريفها في شبكات الصرف الصحي ؛ لعدم وجود شبكات لصرف الأمطار على حواف الطرق المكسرة اصلا وغياب شبكات لصرف الأمطار كذلك في منازل ومطالع الكباري ؛ تسبب ذلك فى زيادة منسوب المياه داخل شبكات الصرف الصحى مما أدى إلى طفح عددا كبيرا منها وفقدان تسعة مواطنين لحياتهم بالإسكندرية و25 في البحيرة حتى كتابتي لهذه السطور مساء الاحد وإتلاف 100 ألف فدان مزروعة بالبطاطس ونفوق 15 مليون دجاجة من وادي النطرون ، ناهيك عن ما جرى للمواطنين من غرق لمنازلهم بما به من اثاث وغرق وتلف سيارتهم وغرق محلات تجارية بمخازنها وتحول الشوارع الى برك ومستنقعات وتوقف لحركة الحياة للمواطنين . بعد حمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه ؛ لي العديد من الملاحظات حول الكارثة الحالية وذلك حتى نتجنب حدوث الكوارث القادمة التي من المنطقي كما حدثت مرارا وتكرارا من قبل ؛ ان تحدث مجددا اذا اتبعنا نفس الاساليب المتخلفة التي ادت الى حدوث الكارثة الحالية وبخاصة اذا تعمدنا اللجوء دائما إلى التبريرات الساذجة وتعليق مشاكلنا على شماعة اصبحت لا تنطلي على أحد عوضا عن مواجهة المشاكل وحلها من جذورها وهذه الملاحظات هى كالتالي :
1- اننا بحاجة ماسة لوزارة لإدارة الكوارث والأزمات ، تقوم بدراسات تتوقع حدوث مشكلات بعينها كالنوات على سبيل المثال وليس الحصر وتقدم حلولا لها في مدى زمني محدد يسبق حدوث الأزمة 2- الاستعانة بطلمبات لشفط المياه لا يجب ان يكون هو الحل الاساسي المعتمد عليه ولكنه يجب ان لا يتعدى كونه حل جانبي يأتي بعد وجود شبكات للصرف صحي وشبكات لصرف الأمطار جيدة وصيانتهما وتسليكهما بانتظام لعدم انسدادهما 3 - فصل شبكات الصرف الصحي عن شبكات صرف الأمطار وفتح مصبات لتصريف مياة الامطار مباشرة الى البحر 4 - ضرورة فصل شركة الكهرباء للتيار الكهربائي عن اعمدة الإنارة اثناء سقوط الامطار 5 - ضرورة قيام المحليات بترميم أوإزالة المساكن الآيلة للسقوط أو المبنية من الطوب التى تتعرض للأنهيار حال سقوط سيول 6 - ضرورة قيام المحليات بتحديث وصيانة شبكات الصرف الصحي وشبكات صرف الأمطار وبخاصة بحواف الطرق ومطالع ومنازل الكباري ورصف الشوارع المكسرة 7 - الأهم من كل ما سبق هو ضرورة القضاء على فساد المحليات الذي يلتهم كافة موارد الأحياء بمختلف المحافظات ... وذلك حتى لا تحل علينا الكوارث القادمة واحدة تلو الآخرى وحتى لا يفقد المزيد منا حياته وممتلكاته !! [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي