تتحول العديد من الشوارع فى مختلف المحافظات المصرية إلى برك للمياه تتعثر فيها الأقدام وتتعطل بها السيارات وفوق كل ذلك يفقد الفقراء من ساكني المنازل المبنية من الطوب أو الآيلة للسقوط حياتهم عند سقوط الأمطار الغزيرة كل شتاء ولكن ما هى أسباب وحلول هذه المشكلة ؟المتهم الأول هو فساد المحليات التابعة للمحافظات لأنها لا تقوم برصف الطرق بميول هندسية صحيحة ولا تقوم بإعداد وتوزيع شبكات صرف خاصة بالأمطار بحواف الطرق ولا تزود منازل ومطالع الكبارى بالعدد الكافى من شبكات الصرف الخاصة بتصريف مياه الأمطار منها بشكل سريع . ولا تقوم برصف الشوارع المكسرة والتى تتجمع فيها أتربة تسمح بتكوين الطين بمجرد هطول الأمطار بالإضافة إلى أنها لا توفر آلات شفط المياه فى المبانى الحكومية والهيئات والمدارس ولا تقوم بترميم أوإزالة المساكن الآيلة للسقوط أو المبنية من الطوب التى تتعرض للأنهيار حال سقوط سيول. أننا فى مصر نتجه إلى تصريف مياة الأمطار فى شبكات الصرف الصحى وهذا خطأ جسيم لأن الطريقة المثلى التى تتبعها الدول المتحضرة هى تخصيص شبكة صرف خاصة بمياه الأمطار ومنفصلة عن شبكة الصرف الصحى لإمكان الاستفادة من مياه الأمطار بعد معالجتها فى عمليات الرى مما يوفر لمصر 8 مليارات متر مكعب من مياه الأمطار سنويا تصلح لاستصلاح نحو مليونى فدان وأن ما يحدث فى مصر من استخدام مياه الصرف الصحى كما هى فى الرى دون معالجة يؤدى إلى انتاج محاصيل ملوثة وإصابة المزارعين بالعديد من الأمراض والأهم من ذلك أنه فى حالة وجود سيول قد يتسبب ذلك فى زيادة منسوب المياه داخل شبكات الصرف الصحى مما يؤدى إلى طفحها فى كثير من الأحيان . يجب البدء فى إعادة بناء شبكة الطرق بمصر بالكامل من خلال عمل انحدارات هندسية فى أماكن تجمع المياه تسمح بنزوح المياه لحواف الطرق ومنها إلى شبكات صرف خاصة بمياه الأمطار مباشرة مع الأهتمام الدورى بتنظيف هذه الشبكات من الأتربة والمهملات حتى لا تتعرض للأنسداد. [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي