عاش وفد إتحاد كرة اليد فى روسيا لحظات عصيبة قبل حصول مصر على شرف تنظيم بطولة كأس العالم فى نسخة 2021لتتفوق على المجر التى كانت المنافس الأقرب والأقوى لمصر، بعد أن ركز الملف المشترك لبولندا والنرويج كل جهده فى الحصول على استضافة النسخة التالية فى 2021. وكان هناك الكثير من التفاصيل الدقيقة التى لم يراها أحد أو يعيشها سوى الوفد المصرى الذى ترأسه الدكتور خالد حمودة رئيس اتحاد كرة اليد، ومعه هشام نصر عضو مجلس الإدارة، وشريف سلامة رئيس لجنة تكنولوجيا المعلومات بالاتحاد، وبسمة درويش مسئولة العلاقات العامة، بالإضافة إلى حضور المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة لمنح الملف القوة والدعم الحكومى والتأكيد على وقوف الدولة خلف إتحاد كرة اليد وأيضاً محمد البدرى السفير المصرى فى موسكو، وتم عرض الملف باللغات الإنجليزية والفرنسية والروسية. الكواليس التى دارت فصولها فى مدينة سوشى الروسية، كانت مثيرة فى تفاصيلها والتى أصابت الوفد بنوع من التوتر والقلق بعد أن عاش الجميع حلم الحصول على شرف استضافة مصر للمونديال والحصول على ثقة 12 عضواً بالمكتب التنفيذى للاتحاد الدولى بالإضافة إلى الدكتور حسن مصطفى رئيس الاتحاد الدولى للعبة. ورغم الثقة الكبيرة فى قوة محتوى الملف المصرى وما تتضمنه من امكانات تبهر أى لجنة وتزكية على غيره من الملفات المنافسة، إلا أن سرية التصويت كانت مصدر قلق الوفد المصري، فقد كان يتمنى لو أن التصويت بشفافية وأمام الجميع دون التصويت الإليكترونى السرى والذى لا يطلع عليه سوى رئيس المكتب التنفيذي، حتى أن الوفد المصرى لا يعلم عدد الأصوات التى حصل عليها بشكل دقيق ولا هوية جنسية الدول التى منحته صوتها ليفوز بالاستضافة متفوقاً على ملف المجر وأيضاً بولندا والنرويج. وكل ما نجحنا فى الوصول إليه من خلال وجودنا فى قلب كواليس عملية التصويت هو أن مصر تخطت حاجز العشرة أصوات دون الكشف عن الخريطة النهائية لهوية تلك الأصوات التى لا يعرفها سوى رئيس المكتب التنفيذى ورئيس الاتحاد الدولى للعبة. شكر وتهنئة ورغم أن المكتب التنفيذى للإتحاد الدولي، يملك دورا رقابيا على الدول التى تطلب استضافة البطولات العالية، وتقييم ملفاتها ومقارنتها بالواقع، إلا أن خلال عرض الملف المصرى والذى كان باللغات الإنجليزية والفرنسية والروسية، كان الإعجاب والانبهار هو عنوان أعضاء المكتب، لدرجة أنه فور الانتهاء من عرض الملف والفيلم القصير الخاص به، تلقى الدكتور خالد حمودة رئيس الوفد تهنئة خاصة من أعضاء المكتب لقوة وأهمية الملف ودقة طريقة العرض وتشويقها. وبعد أن تلقى حمودة وأعضاء الوفد هذه التهنئة كان هناك شعور باقتراب الفوز بحلم الاستضافة، وهو ما تحقق بعد ذلك. وأصدر الاتحاد الدولى بيانا له عقب إعلان فوز مصر بتنظيم مونديال 2021، أكد خلاله الاتحاد عن سر فوز الفراعنة بتنظيم البطولة، وهو موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك. وقال البيان: مصر تعد أهم دولة إفريقية تهتم بمواقع التواصل الاجتماعي، وتمتلك 22 مليون مستخدم على «فيس بوك» وتعد الدولة رقم 14 على العالم من حيث استخدام «فيس بوك»، وهو ما يسهل عملية تسويق البطولة وتغطيتها على نطاق واسع. تحيا مصر أما خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، أحد أهم وزراء الرياضة فى السنوات الأخيرة وشعلة النشاط الذى يعمل فى حب مصر، فقد عبر عن سعادته باستضافة كأس العالم لليد 2021، مشيرا إلى أن المنافسة كانت قوية مع المجر وبولندا والنرويج، مؤكدا أن الفوز باستضافة المونديال يوم تاريخى للرياضة ونجاح حقيقى للسياسة المصرية. وقال عبد العزيز على صفحته فى موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»: يا أغلى اسم فى الوجود يا مصر.. حينما يكون اسم مصر محل اختبار أو منافسة تهون الدنيا بكل ما فيها وتنجح مصر.. وعندما تنجح أو تفوز لا تستطيع أن تحبس دموع الانتماء الجميل والوطنية والفرح.. كأس العالم لكرة اليد للكبار تنظمه مصر عام 2021.. يوم تاريخى للرياضة المصرية ونجاح حقيقى للسياسة المصرية الواعية والهادئة ولفريق عمل بذل كل الجهد بدون ضجيج حتى أتم المهمة.. تحيا مصر. شهادة حق الدكتور حسن مصطفى رئيس الاتحاد الدولى لكرة اليد، شرف للرياضة المصرية وأحد أهم رجال الرياضة فى العالم، ويستحق كل تقدير وإشادة، وللحق فإن حصول مصر على شرف تنظيم بطولة كأس العالم للرجال 2021، هو شهادة فى حق هذا الرجل الذى طالته أسهم النقض دون وجه حق فى كثير من المواقف والتى كان يزعم أصحابها أنه لا يقف بجوار مصر فى المحافل الكبرى أو انه يعطيها ظهره وقت الحاجة، ولكن جاء رئيس الإتحاد الدولى ليؤكد عكس هذه الادعاءات وأثبت وطنيته بالدرجة الأولى عندما منح الملف المصرى الدعم بصفته الوطنية أولاً، ثم كرئيسا للاتحاد الدولي، وهذه شهادة حق لأحد أهم قادة الرياضة فى العالم.