بعد جلسة ساخنة شهدت هجوما حادا علي الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية لزيارته القدس, طالب مجلس الشعب أمس برئاسة الدكتور سعد الكتاتني بأن يتقدم المفتي باستقالته من منصبه الرفيع وتقديم اعتذار صريح للأمتين العربية والإسلامية. وأكد النواب أن مفتي الجمهورية يعد من رموز النظام السابق والذي هاجم الثورة في مراحلها الأولي وبالرغم من ذلك استمر في منصبه. كما دعا النواب إلي إعادة الهيبة للأزهر من خلال قانون جديد للأزهر يكون اختيار مسئوليه عن طريق الانتخاب وليس التعيين. وكان الشيخ السيد عسكر رئيس اللجنة الدينية قد استعرض بيان اللجنة الذي تبناه المجلس, وقال ان اللجنة فجعت بالزيارة الآثمة غير المتوقعة من رمز من رموز الأزهر, في الوقت الذي كان ينتظر منه إدانة ضرب غزة إبان عدوان إسرائيل عليها. ووصفت اللجنة الزيارة بغير المشرفة والمشئومة في الوقت التي ترزح فيه القدس ومسجدها الأقصي وكنائس النصاري تحت نيران الاحتلال الصهيوني, وهو ما يناقض قول الشيخ أنه دخل بتأشيرة أردنية. وأكدت اللجنة ان دخول المفتي إلي القدس يكرس الاحتلال ويضفي عليه الشرعية, ويمثل تطبيعا مع الكيان الصهيوني مرفوضا شعبيا خاصة مع استمرار مخطط تهويد القدس. وشددت اللجنة الدينية علي أن مقام المفتي عام والزيارة غير شخصية وأن الدعوة باطلة ومردودة علي قائلها وبها استخفاف بدار الإفتاء. وكان الدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب قد سمح لعدد كبير من النواب بالتعليق علي زيارة المفتي, وكان النائب عبدالتواب محمد عثمان أول المتحدثين وقال ان المفتي خالف الاجماع الوطني الذي اتفق عليه المسلمون حتي لو دخل بتأشيرة أردنية, وطالب المفتي بالتقدم باستقالته والاعتذار عن خطئه. وأكد محمد مطر موسي أن زيارة الدكتور علي جمعة للقدس ليست شخصية, وإلا كان قد حصل هو أو الدكتور الكتاتني علي مثل هذه الدعوة. وطالب حسن عبدالعال, المفتي بأن يعرض المبررات السياسية للزيارة أمام مجلس الشعب, وقال انه رأي حاخامات يهود في الصور في أثناء زيارة المفتي. ومن جانبه أشار النائب أبوالعز الحريري إلي ان الشعب المصري منذ اتفاقية كامب ديفيد يرفض كل أنواع التطبيع, وان الدكتور علي جمعة خالف كل التقاليد والأعراف هو وخمسة من مرافقيه الذين يجب أن يعلنوا عن هويتهم الحزبية. وطالب بإقالة مفتي الديار المصرية لأنه أهان المصريين وأهان القضية الفلسطينية. وعلق النائب أحمد امام علي اتهام الحريري للنواب بزيارة القدس وأكد أن الصورة التي نشرها وبها نواب جاءت في زيارة لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب لغزة منذ أسبوعين. وتساءل يونس مخيون عن دور مؤسسة الأزهر والمؤامرة التي تعرض لها الأزهر, وطالب بإعادة انتخاب هيئة علماء المسلمين التي تختار المفتي.. كما تساءل أيضا عن المعايير التي تم علي أساسها اختيار شيخ الأزهر والمفتي؟ وطالب بانتخاب هذه المناصب وليس بالتعيين. وطالب النائب عاطف مغاوري بضرورة التصدي لكل من يريد التطبيع مع الكيان الصهيوني بكل الصور. وقال ان المقدسيين يطالبون بدعم صمودهم رافضا أي مزايدة علي موقفهم. وأشار ممدوح إسماعيل إلي أن القضية الفلسطينية قضية مركزية ولايزال الأقصي اسيرا ووصف زيارة المفتي للقدس بأنها خنجر غرزه في صدر القومية العربية ولابد من احالته. وعبر حسين إبراهيم عن استيائه للوقوف تحت قبة البرلمان لانتقاد رمز ديني في شخص مفتي الجمهورية. وقال إن الدكتور علي جمعة ادان نفسه عندما أكد أن الزيارة شخصية ولم يحترم عقولنا والثورة. وتساءل: ألا يعلم أن الحفريات تتم تحت المسجد الأقصي نفسه كما أن مفتي القدس والفلسطينيين ممنوعون من دخول المسجد الأقصي. وقال ان مشكلة علي جمعة الجالس علي مقعد مفتي مصر لا يعرف قيمة هذا الكرسي.