يعد مترو الأنفاق وسيلة المواصلات الأهم لكثير من فئات الشعب وخصوصا ذوى الإعاقة، وقد كان الإعلان عن تشغيل المترو المكيف بالخط الأول لمترو الأنفاق بمثابة رسالة أمل لنا جميعا. حيث جاء هذا القطار الجديد معبرا عن حضارة المجتمع الذى أتى منه، تلك الحضارة التى تحترم الجميع وتعترف بحق مختلف فئات المجتمع فى حرية الحركة والتنقل. فلأول مرة فى مصر يحتوى المترو على أماكن مخصصة للكراسى المتحركة، بالإضافة إلى الإذاعة الصوتية لأسماء المحطات واتجاه فتح الأبواب وغيرها من التنبيهات، علاوة على وجود اللوحات الضوئية التى تبرز المحطات المختلفة، وهذا هو التطبيق الحقيقى لمفهوم الإتاحة الذى اعترف به دستور مصر 2014. فهل نطمع فى أن يكون مترو الأنفاق البداية الحقيقية لإتاحة جميع الطرق والمرافق والمنشآت لحركة ذوى الإعاقة؟ وهل نأمل أن نجد مبادرة من الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق لتوفير المصاعد فى كل محطات المترو لخدمة كبار السن والمرضى وذوى الإعاقة الحركية وفتح الباب لمساهمة الأفراد والمؤسسات والجمعيات خصوصا فى الخط الأول الذى تفتقر معظم محطاته إلى المصاعد مما يضطر مستخدمى الكراسى المتحركة إلى الاستعانة ببعض الأشخاص لحمل الكرسى والعبور إلى الرصيف الآخر أو الخروج من المحطة؟ وهل يمكن الاستعانة بالمهندسين والفنيين لتزويد جميع القطارات بباقى الخطوط بالإذاعة الداخلية والتنبيهات الصوتية؟ وهل نحلم بأن نرى خطة لعمل علامات أرضية بارزة فى محطات المترو تمكن الكفيف من التعرف بعصاه على أماكن الركوب والنزول وأبواب الدخول والخروج من المحطة وغيرها على غرار مترو دبي، على أن يتم هذا المشروع بالتزامن مع حركة إنشاء المحطات الجديدة وتطوير وصيانة المحطات القديمة، وذلك حتى لا يتم هدم ما هو قائم بالفعل؟ وأخيرا فقد أعلن المجلس القومى لشئون ذوى الإعاقة فى يونيو الماضى عن إرساله تقارير حول مدى إتاحة محطات المترو المختلفة لذوى الإعاقة، فهل نحلم بأن تعلن الشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو فى مقابل ذلك عن خطة قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل تتضمن جدولا زمنيا لإتاحة القطارات وجميع محطات المترو لذوى الإعاقة؟