قررت الشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو عمل كارنيه مترو الأنفاق لذوى الإعاقة، يتم استخراجه من المحطة الرئيسية برمسيس (الشهداء) باشتراك رمزى قدره 20 جنيهًا، ويجدد كل 3 شهور، وهو عبارة عن بطاقة ممغنطة تستخدم بدلاً من التذاكر. وتباينت ردود أفعال فئة كبيرة من ذوي الإعاقة بعد معرفتهم بهذا القرار، حيث انتقده البعض بشدة، وأيده آخرون، ولكل منهما مبرراته التي جعلته يختلف مع هذا الإجراء الذي انتظروه طويلاً ولكن بآليات مختلفة. يقول "شكري مصطفى" (معاق حركيًّا) إنهم طالبوا منذ عدة سنوات بالتيسير على ذوي الإعاقة، خاصة فيما يتعلق بالمواصلات والصحة والتعليم؛ فالسواد الأعظم من ذوي الإعاقة ليس لديهم عمل ثابت أو دخل شهري يعتمدون عليه، بل يتسارعون على معاش الضمان الاجتماعي الذي يفشل أغلبهم في الحصول عليه، ما يدفعهم إلى استعطاف الدولة لكي تمنحهم بدائل أخرى. وتابع "مصطفى" أنه على الرغم من أن المبلغ المطلوب دفعه لعمل الاشتراك هو 20 جنيهًا، إلا أنه يعتبر كثيرًا إذا تمت إضافة عشر جنيهات ثمن استمارة ودفع ما يقارب ال 12 جنيهًا لاستخراج صور شخصية، فضلاً عن أن سكان الأقاليم والمحافظات ستضاف إليهم أعباء أخرى من تكلفة المواصلات والسفر، متسائلاً: "فيها إيه لو تم إعفاؤنا من رسوم هذه البطاقة نهائيًّا؟!" وأضاف أن هناك أزمة لا بد من حلها في أسرع وقت، وهي السلالم المتحركة التي لا تعمل أغلب الأوقات، ويتعرض ذوو الإعاقة الحركية لمتاعب كثيرة أثناء صعود السلم العادي، مطالبًا وزارة النقل والشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو بطرح حلول عاجلة لخدمة المعاقين في مصر، وألا يقتصر دورهم على ثمانية مقاعد لكبار السن وذوي الإعاقة في عربة المترو. وتشكو "هالة عبد المحسن" (معاقة بصريًّا) من سوء الخدمة في القطارات ومحطات المترو، حيث يوجد إهمال لأصحاب الكراسي المتحركة والصم وحتى المكفوفين، مشيرة إلى أن تلك الخطوة جيدة وتخدم قطاعًا كبيرًا من ذوي الإعاقة، ولكنها تبدو وكأنها "سرية"؛ فقد اعتمد القائمون على هذا العمل على نظرية "الحاضر يعلم الغائب"، ولم يهتموا بالتنويه عنها؛ لكي يستفيد بها عدد أكبر. وتمنت أن تُعمَّم هذه الفكرة على جميع وسائل المواصلات؛ للتخفيف عن بعض الأعباء المادية للمعاقين؛ لأنهم في غنى عنها، كما طالبت بألا يحصروا قضية الإعاقة في القاهرة فقط، بل يكون هناك نشاط أكبر وقرارات أخرى للمحافظات التي يتم تهمشيها واستبعادها من أجندة المسئولين عمدًا. وعلى الجانب الآخر يرى "أشرف القاضي" (أصم ومعاق حركيًّا) أن تلك الخطوة تعبتر إنجازًا يحسب لوزير النقل ورئيس الشركة المصرية لإدارة مترو الأنفاق، مشيرًا إلى أنه كان هناك الكثير من الشكاوى بسبب مساواة ذوي الإعاقة بغيرهم في المواصلات العامة والمترو، فضلاً عن العاملين المعاقين الذين ينفقون مبالغ كثيرة على العلاج والأدوية الشهرية، بالإضافة إلى ما يعادل مائة جنيه شهريًّا للمواصلات. وأضاف أن هذا الكارنيه الممغنط يوفر عليهم أكثر من 200 جنيه على مدار الثلاثة شهور، مطالبًا بإجراءات أخرى تخدم هذا العمل وتتلخص في وضع إشارات تساعد الصم على معرفة المحطات وأي قرارات جديدة، فضلاً عن التأكد من تشغيل المصاعد والسلالم المتحركة؛ حتى لا يعاني ذوو الإعاقة أثناء ركوبهم المترو ونزولهم منه، مطالبًا بضرورة أن تكون بكل محطة من الخارج مطلع مخصص للكراسي المتحركة أو على الأقل أسانسير.