طلاق ايه أنتي اتجننتي.. عايزة تفضحينا ؟!.. هذا هورد الفعل الطبيعي لغالبية الآباء والأمهات حينما تخبرهم ابنتهم, أنها لم تعد تطيق العيش مع زوجها, طالبة المساعدة من أبويها في تنفيذ قرارها بالطلاق, إلا أنها تصطدم برفضهما القاطع.. كان ذلك قديما, أما الأن فقد أختلف الأمر كثيرا عن ذي قبل فلم يعد الطلاق فضيحة أو وصمة عار مثلما كان سابقا بل قلما نجد الآن عائلة تخلو من مطلقة أو اثنتين, لذا فحينما تطلب الابنة الطلاق لا تجد رفضا من أهلها بل في بعض الأحيان, حينما يري الأب أو الأم أن زوج ابنتهما لا يعاملها بالشكل الذي يرغبون به, يحرضونها علي الإنفصال عن زوجها. ..................................................................... فقديما كان الطلاق آخر حل تلجأ إليه الزوجة بعدما تكون قد تجرعت من كؤوس العذاب أشكالا وألوانا وتحملت الكثير من المعاناة, وبالرغم من ذلك لا تجرؤ علي إتخاذ خطوة نحو كسر قيودها لأسباب عدة منها: خوفها من أن ينشأ أطفالها بعيدا عن والدهم في بيئة غير مستقرة, وخوفها من نظرة الأهل والأقارب والجيران لها كمطلقة وهو ما سيفرض عليها قيود جمة, بالإضافة إلي الأخطر وهو أن عدد كبير من النساء كن ربات منزل يعشن من أجل أزواجهن وأطفالهن فقط متناسين طموحهن وتوفير مصدر مادي خاص بهن فما أن تفكر في الطلاق حتي تشعر بالضعف, وأنها وأطفالها سيصبحون عبئا ثقيلا علي أهلها. وقد كان الزوج يعلم هذا ويستغله أسوأ استغلال بتهديدها مرارا وتكرارا بأنه سيطلقها في حال عصيانه أو إغضابه. ولا شك أن الوضع حاليا اختلف كثيرا, فالطلاق أصبح أمرا عاديا ليس فضيحة و لا عارا بل أصبح أول حل يطرأ علي بال الزوجة لأسباب عدة منها: أن كثير من النساء يفضلن الآن العمل وتحقيق الإستقلال المادي عن المكوث في المنزل وهو ما جعل الطلاق لا يؤرقها ماديا بل أنها تستطيع إستئجار عقار والإنفاق علي نفسها وأطفالها والإستغناء عن مساعدة الآخرين, كما أصبحت تري في الطلاق الحرية المفقودة والبعد عن المشاكل والخلافات الدائمة, بل وأنها قد تحصل علي حقوقها كاملة بموجب قانون الأسرة, لذا فأصبحت الزوجة هي من تستغل الوضع بطلبها الطلاق من الزوج بل وتسعي إليه فعليا بتفوه الجملة الأكثر أستفزازا لأي رجل' لو كنت راجل طلقني'. وتري د. رانيا مصطفي, الخبيرة الاجتماعية بمركز البحوث الاجتماعية والجنائية, أن من أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت الزوجة في أستغناء عن الزوج, خروجها لسوق العمل, واستقلالها ماديا, فنسبة المرأة المعيلة في مصر عالية وفي تزايد, مما يعني أن المرأة تلعب دور الزوج والزوجة في المنزل وطلاق بعضهن يعد نوعا من التخلص من المسئولية والعبء المادي الزائد. ومن ناحية أخري, نجد أن نسبة كبيرة من المطلقين والمطلقات ينتمون لفئة الشباب بين سن ال25 وال35, وهو ما يعني عدم تحمل المسئولية, خاصة لأصحاب المستوي المادي المرتفع, فالأهل يتحملون عبء متطلبات الزواج كاملا بينما لم يتذوق الشاب والفتاة مرارة تكوين المنزل ليحافظا عليه بل ينظرا للزواج كتجربة, وليست كعلاقة أبدية, ومع أول خلاف يكون الطلاق هو الحل. أما عن دور الأهل, علقت د. رانيا قائلة:' لا شك أن للأهل دور كبير في نجاح أو فشل زيجات أبنائهم وبناتهم, فالأم سابقا كانت توصي ابنتها بأن تحسن معاشرة زوجها وتتحمله وأن تكون الدفء في حياته وأن تكون أصيلة معه فتتحمل معه السراء والضراء, بينما اختلف الأمر حاليا فالأهل ينصحون إبنتهم بأن تحافظ علي أموالها بعيدا عن زوجها, وأن تكون قوية معه, وألا تخضع لتحكماته وسيطرته ومن هنا تنشب العديد من الخلافات'. أما' شبح العنوسة'.. فقد أصبح بمثابة هاجس يخيف الشابات الصغيرات ويدفعهن للزواج سريعا حتي وإن كان الاختيار خاطئ, إذ أصبحن يفضلن لقب' مطلقة' علي لقب' عانس', وبالرغم من أن التأني في اختيار شريك العمر ومعرفة ماضيه وحاضره وشخصيته وأخلاقه أمر أساسي, إلا أن النظرة المادية أصبحت هي الغالبة, فأهل الفتاة يتركز اهتمامهم في الحالة المادية للشاب وضرورة أن يكون جاهز ماديا ويوفر ماتحتاجه إبنتهم من متطلبات مادية دون الاهتمام بشخصيته وأخلاقة وتدينه, بالإضافة لكارثة أخري لا يدركها الأهالي إلا بعد فوات الأوان وهي التعارف من خلال وسائل التواصل الاجتماعي, فالشاب يعمل بالخارج ويأتي كي يتزوج واحدة من فتيات بلده, فيخطب الفتاة وتقتصر طريقة التعارف بينهما علي الحديث عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويسعي كل منهما لتجميل شخصيته وخداع الطرف الآخر, وبعد إتمام الزواج يصطدم كلا منهما بالآخر ومن هنا تبدأ النزاعات.