وضعت إسرائيل كامل ثقلها العسكرى لمواجهة الشبان الفلسطينيين الذين يدافعون عن الأقصى بصدورهم العارية، حتى تأزمت الأمور على الأرض وارتفعت حدة الصدام، بين اصرار من الفلسطينيين العزل في الدفاع عن حقوقهم المشروعة، فى القدس ومختلف محافظات الضفة، ومواصلة القائم بالإحتلال فى فرض القبضة الأمنية الغاشمة على الأرض والسكان، وحسب بيان من وزراة الصحة الفلسطينية وصل Aعدد ضحايا التصادمات مع جيش الإحتلال منذ بداية اكتوبر الحالى الى 23 شهيدا بالرصاص الحى وألف مصاب بالرصاص الحي والمطاطي، ووصفت جراح العديد منهم بالخطيرة، إلى جانب مئات حالات الاختناق نتيجة قنابل الغاز السام. ومع ترشح الأحداث للتصاعد والانفجار فى مدن الضفة وغزه بخلاف المواجهات التى لم تتوقف على مدار الساعة فى المسجد الأقصى ومحيطة وفى مدينة القدس عامة مع اصرار المستوطنين اليهود على مواصلة الإعتداءات تحت حماية الجيش، ورغم هذا التصعيد المستمر، تخرج الجماعات اليهودية المتطرفة تتهم نيتانياهو باللين والتراخى فى مواجهة الفلسطينيين. اتساع الغضب وتمددت موجة الغضب من القدس مسرح الأحداث التى فشلت آلة الموت الإسرائيلية فى إخمادها، حتى اصبحت مدينة القدس بكاملها سكنة عسكرية لقوات الجيش وعناصر الشاباك، فلا الحواجز العسكرية ولا الرصاص المطاطى ولا قنابل الغاز والدخان ولا حتى الرصاص الحى الذى حصد الأرواح، منع الغاضبين العزل من رفض تدنيس الأماكن المقدسة والتصدى لقطعان المستوطنين على كل شبر من المسجد الأقصى، بما دفع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نيتانياهو إلى حظر زيارة القدس على وزرائه، وأوقف مشروع بناء جديد في المدينة، لكن العنف المستشرى فى القدس جعل الغضب يتسرب الى جميع مدن الضفة حتى خرج الآلاف فى مدينة الخليل يواجهون الحواجز ويلتحمون بمسيرة اخرى خرجت من بيت لحم فى محاولة للوصول الى القدس لنصرة المرابطين فواجهتهم إسرائيل بالرصاص الحى وقنابل الغاز والدخان وسقط العشرات جراء المواجهات الدامية التى راح ضحيتها 6 مواطنين واصيب مايزيد على 200 بالرصاص الحى والمطاطى، وتمدد الغضب الى قطاع الطلاب فى جامعة النجاح بنابلس وخرجوا بالمئات على الحاجز الإسرائيلى محاولين الوصول الى القدس، وتصدت لهم مدرعات الجيش الإسرائيلى وقطعت عليهم الطرق واعتقلت العشرات ومن الخليل الى بيت لحم واريحا فى الجنوب مرورا بقلقيلية ورام الله وطولكرم فى الوسط وصولا الى نابلس وجنين فى الشمال تتزايد حدة الصدام ومعدلات الغضب الفلسطينى بما جعل إسرائيل تستدعى قوات الإحتياط لإحكام السيطرة بعد ان اصبح الإنفجار وشيكا، كما لم ينجوا الداخل الإسرئيلى من هذه الموجة فخرج الآلاف فى الناصرة وام الفحم والجليل يطالبون الحكومة الإسرائيلية بوقف قطعان المستوطنين عن تدنيس المسجد الأقصى، ووقف عنف قوات الجيش التى تستبيح القتل فى صفوف المحتجين واصدروا بيانات لجميع وسائل الإعلام تحذر من تفجر شلال الدم فى صفوف الفلسطينيين وتحمل نيتانياهو مسئولية تدهور الأوضاع جراء الممارسات العنيفة لقوات الإحتلال. عنف نيتانياهو ووسط هذه الظروف بالغة الصعوبة التى تشهدها الضفة الغربية لم يلق هذا العنف اليمينى المتطرف قبولا إسرائيليا بل يطالب بتفجير شلال الدم ومزيدا من القمع والتصدى لإخماد الغضب الفلسطينى وخرج الإعلام الإسرائيلى يقترح على الحكومة إجراءات اكثر عنفا ودموية، مع سخط متزايد من المستوطنين على حكومة نيتانياهو واتهامه باللين والتراخى، وخرجت مسيرات فى يافا والقدس وتل ابيب تحمل نيتانياهو مسئولية مايجرى وتطالبه بالرحيل، وقد أظهر استطلاع إسرائيلي للرأي، تراجع شعبية بنيامين نيتانياهو ، وتقدم كبير لليميني المتطرف أفيجدور ليبرمان على ضوء المواجهات في الضفة والقدس المحتلتين، وذكرت القناة العبرية الثانية، أنه حسب إحصائية الإستطلاع فإن أفيجدور ليبرمان زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" الحزب الأكثر تطرفا في الكنيست فاز في الاستطلاع الذي دار حول الشخصية التي ستخدم أمن المستوطنين والإسرائيليين في هذه الظروف الصعبة، وأشارت القناة إلى أن 73% من الإسرائيليين يعتقدون أن نيتانياهو فشل في إدارة الأزمة الحالية مع الفلسطينيين، بينما 80% باتوا يشعرون بانعدام الأمن، وأن نتائج الاستطلاع سجلت تقدم ليبرمان بنسبة 22%، نفتالي بينت 17%، نيتانياهو 15%، بما يجعل نيتانياهو يفقد مكانته في اليمين الإسرائيلي بصفته الرجل الذى يقدم الأمن. الدم الفلسطينى لم يحرك الدم الفلسطينى ساكنا للعالم ولم تخرج حتى إدانة لإقتحام المستوطنين للأماكن المقدسة او شجب لشلال لدم الفلسطينى المتدفق فى القدس وجميع انحاء الضفة، ولم ترفض الولاياتالمتحدة استخدام الجيش الإسرائيلى للقوة المفرطة فى مواجهة الاحتجاجات، ولكن عندما تلامست الأحداث مع امن إسرائيل ظهر وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى فى إتصال هاتفى بالرئيس ابومازن، مؤكدا على استمرار الجهود للحفاظ على التهدئة ووقف التصعيد، مطالبا بالعودة الى استقرار الأوضاع مع تعهد امريكى بوقف إعتداءات المستوطنين، وحسبما اعلن راديو إسرائيل اعرب كيرى فى اتصال مماثل برئيس الحكومة الإسرائيلية عن قلقه من تفشى العنف فى الأراضى المحتلة، واعدا ببذل المزيد من الجهود وصولا الى تهدئة الأوضاع، وفى الوقت الذى طالب فيه الرئيس عباس من الولاياتالمتحدة ان توقف السلطات الإسرائيلية عن السماح للمستوطنين بالقيام باستفزازات تحت حماية الجيش، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى وضع لا يمكن السيطرة عليه، وطلب ابومازن من كيرى أن تلتزم إسرائيل بعدم قتل الفلسطينيين المدنيين، وإزالة الحواجز ومنع اقتحام المدن والمناطق الفلسطينية في الضفة الغربية، بينما حمل نيتانياهو مسئولية ما يجرى للسلطة الفلسطينية وطلب من كيرى حث السلطة على الكف عن التحريض الذي أدى إلى اندلاع موجة العنف الحالية. عودة الروح ومنذ وصول باراك اوباما الى سدة الحكم فى الولاياتالمتحدة وإعلانه المسئولية عن حل قضية الشرق الأوسط برعاية امريكية، والرباعية الدولية التى كانت تدير الملف دخلت الى الثلاجة وتجمدت ولم تتدخل سوى ببعض تصريحات حثيثة عن بعد تاركة الولاياتالمتحدة ترعى الملف التفاوضى الفاشل ومن فشل الى فشل الى رضوخ امريكى لأطماع اليمين المتطرف فى إسرائيل حتى تفجرت الأوضاع بما يهدد امن إسرائيل وبما دفع الإدارة الأمريكية الى العودة الى المربع صفر بعد 7 سنوات بظهور الرباعية الدولية على مسرح الأحداث من جديد فى الإعلان عن وفد يصل الى رام الله الاربعاء المقبل للقاء الرئيس محمود عباس، وحسب ما اعلن صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين ان الوفد سيكون على مستوى المندوبين لكل من الأممالمتحدة وروسيا والولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، وأن الجانب الفلسطيني سينقل اليه حقيقة المجازر الإسرائيلية منذ شهر بحق الفلسطينيين. تدهور الأوضاع لم تكن غزه بعيدة عن موجة الغضب الفلسطينى، حيث قامت جماعات سلفية لا ترتبط بسلطة حماس بإطلاق صاروخين على بلدات الجنوب الإسرائيلى، بما جعل اسرائيل ترد بغارة أسفرت عن مصرع 6 شهداء شرق غزة وخان يونس، وأصيب 145 آخرين، بعدها تفجرت الأوضاع وتصاعد العنف على الحدود مع القوات الإسرائيلية، قالت القناة الإسرائيلية السابعة، إن سيارة عسكرية إسرائيلية، تعرضت لإطلاق نار من قطاع غزة، قرب كيسوفيم جنوب شرق القطاع، وشهدت الحدود مع إسرائيل توتراً شديداً، ارتفع بسببه عدد الضحايا الى 9 شهداء وعشرات الجرحى، في هبة جماهيرية ضد القوات الإسرائيلية التى تحاصر القطاع.