انقذوا السياحة الايطالية الوافدة إلى مصر قبل فوات الأوان..عليكم أن تتحركوا سريعا لوقف انهيار هذه السوق التى تكاد تلفظ انفاسها الأخيرة .. هذه العبارات ترددت على مسامعى عشرات المرات من منظمى الرحلات وشركات السياحة الايطالية خلال حضورى فعاليات بورصة السياحة والسفر فى مدينة ريمينى الإيطالية ..هذه الصرخة جاءت بعد التراجع الحاد فى الأعداد الوافدة من هذه السوق المهمة فبعد ان كانت 1.2 مليون سائح عام 2010 انخفض الرقم الى نحو 400 ألف العام الماضى 2014.. كما استمر التراجع خلال العام الحالى 2015 بنسبة وصلت الى 40% خلال الفترة من يناير الى اغسطس الماضيين، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى. الأحاديث والحوارات الجانبية حول مصر لم تنقطع خلال انعقاد بورصة ريمينى الايطالية التى اختتمت اعمالها مطلع الاسبوع الحالي..وتعود أهميتها الى ان المشاركة بها مقصورة فقط على المهنيين من شركات السياحة والفنادق من كل بلاد العالم.. ولا تفتح ابوابها للجمهور العادي..وهذا ما يجعلها أكثر شهرة من بورصة ميلانو التى تعقد خلال شهر فبراير من كل عام. وقد لاحظ الايطاليون ان تلك المدينة الجميلة يهجرها السائحون خلال فصل الشتاء فقرروا بناء مركز ضخم للمؤتمرات والمعارض المعروف بأسم (الفييرا) لجذب رجال الأعمال والعارضين هذه الفكرة جعلت جميع الفنادق والمطاعم والمحلات تفتح ابوابها خلال الشتاء ونتمنى ان يأخذ المسئولون لدينا بهذه التجربة ويقيمون مراكز للمعارض والمؤتمرات فى المدن السياحية التى تتأثر بإنتهاء موسم توافد السائحين..مثل الأقصر والاسكندرية والساحل الشمالي. وعودة الى احاديث بورصة ريمينى حول أسباب تراجع السياحة الوافدة لمصر من السوق الايطالية..فنجد بداية أنه حقق تراجعا حادا وخطيرا وفقا للأرقام حيث توافد الى جميع مقاصدنا السياحية عام 2010 نحو مليون سائح إيطالى ..ثم تراجع هذا الرقم الى 718 الف سائح فى 2012 ووصل إلى 504 آلاف سائح فى 2013..وواصل تراجعه فى 2014 ليسجل 400 الف سائح.. وأكثر منظمى الرحلات تفاؤلا يتوقعون ان يصل العدد العام الحالى الى 250 الف سائح فقط. قابلت هناك محمد عبد الجبار رئيس قطاع السياحة الدولية بهيئة تنشيط السياحة وقد كان ايضا مستشارنا السياحى فى إيطاليا لسنوات..وقد وجدته رغم هذا التراجع متفائلا.. مبررا ذلك بأن مصر حتى الآن مازالت الوجهة المفضلة للسائح الايطالى متفوقة على تركيا وتونس..بالاضافة الى ان شركات السياحة الايطالية الكبرى لديها استثمارات ضخمة على سواحل البحرين الأحمر والمتوسط.. مما يجعلها حريصة على مساعدتنا لعودة الحركة السياحية الى معدلاتها الطبيعية. وأضاف عبد الجبار ان الحملة التى سيطلقها وزير السياحة هشام زعزوع على هامش بورصة لندن الشهر المقبل تحت شعار (هى دى مصر) أو This is Egypt سيكون لها دور رئيسى فى زيادة الحركة والتسويق الى مصر.. لافتا الى أن هيئة التنشيط بصدد عقد مؤتمر بإحدى المدن المطلة على البحر الأحمر لاتحاد شركات السياحة الإيطالية للبدء فى التشاور والتفاوض لتذليل جميع العقبات أمام تنشيط الحركة الوافدة من السوق الإيطالية.. مؤكدا ان هذه اللقاءات والمؤتمرات ستمثل امتدادا للمؤتمر الذى عقد بمرسى علم والذى شارك فى اعماله وزير السياحة هشام زعزوع وكان تحت عنوان «اتحدوا من اجل مصر» او United for Egypt، وقال ان مرسى علم اكثر حظا من شرم الشيخ حيث تتزايد الإعداد الوافدة لها من المدن الايطالية، مشيرا الى ان اهم الأسباب لتراجع هذه السوق هو الاتجاه السائد الآن فى جميع الدول الأوروبية للابتعاد عن المنطقة العربية حتى تستقر الأمور. بالطبع هذا التراجع له اسبابه والتى ليس من بينها تداعيات ثورة 25 يناير وان كانت تمثل بداية التراجع..فهناك أسباب أخرى عديدة كما يؤكد عماد عبد الله مستشارنا السياحى فى روما.. أولها الخوف الشديد الذى انتاب المواطن الإيطالى عقب تهديد داعش بغزو روما وضمها الى الخلافة الاسلامية..وكذلك إعلانها ان تفجير القنصلية الإيطالية فى مصر عقاب للايطاليين..ثانيا تناول الاعلام الإيطالى السلبى لحادثة الواحات التى أودت بحياة بعض السائحين المكسيكيين وربطها بالأوضاع الأمنية .. ثالثا تقرير الخارجية الإيطالية الذى تضعه على موقعها كإرشادات لمواطنيها الراغبين فى زيارة مصر..فعلى الرغم من عدم نصه صراحة على تحذيرات السفر الى مصر.. إلا ان كل كلمة وفقرة وردت فيه تنصح الايطاليين بعدم زيارتها. اما السبب الرابع الذى يسوقه عماد فهو إفلاس او انسحاب العديد من شركات السياحية الإيطالية من السوق مثل (فينتاليو- كولومبس- وماكسي) وآخرها (فون اند جو)، ومن هنا يتضح ان ملف تنشيط الحركة السياحية وعودتها الى معدلاتها، ليس فى أيدى وزارة السياحة فقط بل ان جميع أجهزة الدولة مطالبة أن يكون لها دور فاعل فى هذا الملف.. وعلى رأسها وزارة الخارجية التى لعب وزيرها السيد سامح شكرى دورا مهما وبارزا فى رفع الحظر الذى كان مفروضا على مصر من الدول الأوروبية .. والمعروف بحرصه على معالجة مثل هذه الملفات..ولكن رفع التحذيرات وحدها اجراء غير كاف..فلابد من تخفيف حدة النصائح الموجهة للسائحين حتى لا يشعرون بالرهبة والخوف من زيارة مصر. كذلك لابد من قيام هيئة الإستعلامات بدورها فى عقد مؤتمرات وندوات للصحفيين والاعلاميين لتغيير اعتقادهم الخاطئ عن طبيعة الأحداث التى تمر بها مصر مع التركيز على ان العالميين العربى والاوروبى يواجهون الاٍرهاب وانه لانوجد دولة بمنأى من شروره..علينا جميعا ان نتحرك بقوة خلال الفتره المقبلة حتى نستعيد اهم سوق سياحى لمصر. [email protected]