9 في تقرير لجنة أجرانات لتقصي أسباب هزيمة إسرائيل في حرب أكتوبر عام1973 وردت فقرة بالغة الأهمية مفادها أن تحصينات خط بارليف تحولت بمرور الوقت إلي أغلي مساكن أقيمت في إسرائيل فقد أنفق علي بناء كل تحصين عشرات الملايين من العملة الإسرائيلية الشيكل وعمل في إنشائها آلاف الأشخاص من مهندسين وخبراء في الاتصالات والإلكترونيات ومئات من عمال البناء, فضلا عن مئات من الجنود المدنيين من مهن مختلفة. وطبقا لتقرير أجرانات فإن خط بارليف تحول إلي مساكن حقيقية مجهزة بكل وسائل الراحة من أجهزة اتصال متطورة ومكيفات للهواء ومبردات للمياه ومواسير للمياه الدافئة ومخازن للتموين والإمداد بالغذاء والسلاح وأنه عندما اكتمل بناء خط بارليف أصبح مزارا تتباهي به إسرائيل بعد أن أخذ شكله الخارجي شكل قلعة من القرون الوسطي, وكأنها دبابة عملاقة قادرة علي القتال بعبوره مستقلة اعتمادا علي أن الجنود الإسرائيليين الرابضين في الدشم المكيفة مزودون بقوة نيران هائلة توفر لكل نقطة قوية بمفردها قدرة الدفاع لمدة أسبوع كامل إذا هاجمتها كتيبة مدرعة كاملة من القوات المصرية. ولم تكن إسرائيل تتخيل حتي لحظة العبور ظهر يوم السادس من أكتوبر أن المخابرات المصرية بأذرعها المختلفة كانت قد حصلت منذ وقت مبكر علي صورة طبق الأصل من رسوم وإحداثيات وكروكيات خط بارليف وأكواد البناء الهندسي والإلكتروني عن طريق عيونها المنتشرة في عمق سيناء ومن خلال من تمت زراعتهم في قلب وداخل كواليس مبني تسهال حيث القيادة العسكرية الإسرائيلية في تل أبيب. والأهم من ذلك كله أن المخابرات المصرية بأذرعها المختلفة اخترقت العقل الإسرائيلي ذاته علي مستوي القيادة وتيقنت من أن إسرائيل تبني حساباتها علي أساس أن أي حرب يمكن أن تشنها مصر ستظل في إطار شبيه بما حدث في الحرب العالمية الأولي واصطلح علي تسميته ب حرب الخنادق التي يمكن لإسرائيل ضمان إجهاضها بالقوة الجوية وحدها! .. وغدا نواصل الحديث [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله