لم تكن إسرائيل تتخيل حتي لحظة العبور يوم6 أكتوبر عام1973 أن خط بارليف كان كتابا مفتوحا لدي المصريين وأن أجهزة الاستخبارات المصرية حصلت علي صورة طبق الأصل من رسوم وإحداثيات وكروكيات إنشاء هذا الخط. كانت شبكة التحصينات التي تشكل خط بارليف تتكون من36 نقطة قوية استغرق بناؤها شهورا طويلة واستخدمت في مراحل بنائها عشرات الجرافات والمعدات الثقيلة فضلا عن آلاف من سيارات اللوري الضخمة التي جلبت من شمال إسرائيل كتلا من الأحجار الصخرية وضعت في شباك من الحديد لاستخدامها في بناء طبقات تفجير وقائية فوق أسطح الدشم للحيلولة دون نفاد قذائف المدفعية الثقيلة وقنابل الطائرات. كان هدفهم إقامة مواقع قوية حول المحاور الأربعة التي تربط قناة السويس بعمق سيناء عند منطقة الممرات ومن ثم فقد تم بناء معظم تحصينات خط بارليف كمجموعات علي صورة قبضات محصنة ليكون بإمكان كل منها تقديم تغطية للأخري! ولأن العقلية اليهودية عقلية استثمارية فإنه إلي جانب الأهداف السياسية عمدت إسرائيل فور استكمال بناء خط بارليف إلي جعله مزارا سياحيا بعد أن أخذ غلافه الخارجي شكل قلعة من القرون الوسطي وكأنها دبابة عملاقة قادرة علي القتال بصورة مستقلة اعتمادا علي أن الجنود الرابضين في الدشم المكيفة بالهواء مزودون بقوة نيران هائلة لتمكين كل تحصين- علي حدة- من قدرة الدفاع المنفردة لمدة أسبوع كامل. وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام: لا تنم علي حرير أمجادك فتأخذك غيبوبة الغرور إلي الفشل!. [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله