لا أحد ينكر أن زيادة الوزن هى المشكلة الكبرى التى يعانى منها كثير من النساء والرجال.. ويظل الطعام هو المسئول الأول والأخير عن السمنة الى أن يثبت عكس ذلك ويوضح الدكتور عماد حلمى استشارى التغذية وعلاج السمنة قائلا: يجب أن نعرف أن سبب زيادة الوزن تختلف من شخص لآخر، ولذا يجب أن يكون التشخيص من خلال منظومة شاملة لمعرفة سبب السمنة، لأن فرضية أن الذين يعانون من زيادة فى الوزن يأكلون بشراهة فرضية سطحية يقع فيها أغلب أطباء الرجيم حيث إن عددا لا بأس به من المرضى يتناولون سعرات أقل من احتياجاتهم الفعلية، ومع ذلك يزيد وزنهم.. لذلك علينا الوصول للسبب الحقيقى فى زيادة الوزن فقد يكون كسلا فى عملية الحرق (الميتابوليزم) أو بسبب أدوية معينة، أو لعادات غذائية خاطئة، وعليه فإن تطبيق رجيم منخفض السعرات ليس الحل الأمثل دائما بالعكس فقد يؤتى بنتائج عكسية فى الوزن. أما إذا كانت السيدة تفقد الكثير من الوزن ثم تستعيده بسرعة فهى تعانى من (اليويودايت). فمشكلة فقدان الوزن السريع هى إتباع نظام غذائى غير سليم بالحرمان لأسابيع عديدة وبعدها الانفجار فى تناول الطعام، وعند الأكل بشراهة يقوم الجسم بردة فعل للدفاع عن نفسه ويخزن الطعام على شكل دهون أكثر من عضل مما يعرض من يتبع هذا النظام الغذائى إلى تصلب فى الشرايين، وارتفاع نسبة الكولسترول والدهون فى الدم، وخطورة الإصابة بالسكر من النوع الثانى . كما أن هناك كثيرات يعالجن السمنة بالأعشاب دون استشارة طبيب وعادة لا يصلن لأى نتيجة حيث أن للبدانة عدة أسباب منها ما هو وراثى أو عادات غذائية خاطئة وإفراط فى الطعام ومنها ما هو مرضى كأمراض الغدد الصماء. أما تجربة الأدوية والأعشاب دون استشارة الطبيب فتسبب مشاكل كثيرة منها:- استثارة الجهاز الهضمى وزيادة إفرازات الهرمونات، أو العمل على امتصاص الدهون والنشويات من الأمعاء، أو زيادة حرق الدهون ولها العديد من المخاطر على ضغط الدم وزيادة ضربات القلب، بالإضافة إلى تسببها فى الأعراض الجانبية مثل جفاف الحلق. هل الرجيم القاسى يؤدى الى خسارة العضلات؟ يشرح د.عماد حلمى أن هذا تفكير خاطئ لأن العضلات لها دور أساسى فى (الميتابوليزم) والتى تعنى عملية الحرق مجازا! وإهدار الكتلة العضلية مما يؤدى بدوره إلى تباطؤ فى حرق الدهون، وبالتالى يبدأ الجسم فى تحويل بروتين العضلات إلى جلوكوز فيما يعرف بعملية (استحداث السكر) وهذه العملية قد تشمل لاحقا تكسير الأعضاء الحيوية مثل (الكلى والكبد وحتى عضلة القلب وتحويلها إلى سكر! وقد أثبتت الدراسات أنه فى حالة إتباع رجيم قاسى بدون ممارسة الرياضة لتقوية العضلات، فإن 50% من الوزن المفقود يكون من العضلات، وإذا أضفنا 20-25%فقدان فى مياه الجسم، فإن 75% من الوزن المفقود لا يكون من دهون الجسم، وهذا يفسر مظهر متبعى الرجيم القاسى الذى يتميز بصغر فى محيط الرقبة وتآكل عضلات الكتفين وترهل الصدر والبطن. بالإضافة إلى مشكلة أخرى تكتشف عندما يبدأ نفس الرجيم مرة أخرى.. وهى فقدان الوزن بصعوبة شديدة مهما تم تقليل كمية الطعام ويبدأ مرة ثانية فى اكتساب الوزن بسهولة ويصاب بالشراهة أكثر. اختيار الطريق الصعب لفقدان الوزن لا يعتمد هذا الرجيم على حرمان الجسم من مواد غذائية كثيرة مهمة للجسم.. وقد تؤدى هذه الأغذية إلى السمنة ولكن هذا لا يعنى أن نلغى تناولها تماما من نظامنا الغذائى لأن أجسامنا تحتاج لها، مثل الكربوهيدرات والدهون، وقد يؤدى إلى جوع شديد وعدم القدرة على الاستمرار فى الرجيم والتوقف فى نصف الطريق. وهنا يجب اتباع ارشادات طبيب التغذية للمساعدة على التخسيس بطريقة سليمة فى الرياضة وتغيير السلوك الغذائى مع الصبر وقوة الإرادة والابتعاد عن حلول وهمية مثل أدوية حرق الدهون.. والقناعة بأن التخلص من كجم من الدهون يحتاج جهدا ووقتا فلا تعجل بتناول أدوية قد تأتى بنتائج لا يحمد عقباها. ويشير د.عماد إلى أنه فى حالة زيارة من يعانى من الوزن الزائد إلى الطبيب يستعرض معه كل الأسباب التى قادته الى تلك الحالة، وبعد توقيع الفحص الإكلينيكى الشامل وبعض الفحوص المعملية يتم علاجها على أساس سليم بأنظمة غذائية مناسبة للحالة، فيتعلم الشخص كيف وماذا يأكل؟ حتى يصل إلى وزنه الجديد. وفى النهاية يشير د.عماد حلمى إلى أن مبدأ الرجيم عند الأغلبية مرتبط بالشكل الخارجى فى حين أن المفروض ما نخاف عليه هو صحتنا... فقد يكون الوزن الزائد هو أحد أعراض حالة صحية غير متزنة لأن زيادة الوزن هى السبب المباشر لأمراض كثيرة جدا أهمها الضغط والسكر والقلب وضيق الشرايين والتهاب المفاصل وآلام الظهر.