يلح علي هذه الأيام هاتف يقول لي: اختلف المصريون وانقسموا وتشرذموا, فأصبحنا نسمح عن: الاخوان المسلمون, والليبراليون والمدنيون والشيوعيون والسلفيون والأقباط واتحاد ماسبيرو والعلمانيون والبهائيون وغير ذلك. وكانت نتيجة تلك الفوضي الفكرية والاجتماعية والأمنية والأزمة الاقتصادية, وتوقف وسائل الإنتاج والقطارات وسيارات النقل العام.. الخ فلماذا لانجتمع علي قلب رجل واحد ونترك انتماءاتنا المختلفة الدينية والمذهبية والجنسية ونتمسك بشيء واحد وحقيقة مؤكدة وهي ان كلنا مصريون ونكون جماعة الاخوان المصريون التي تعمل من اجل مستقبل مصر المشرق باذن الله, ولمصلحة كل أبناء مصر علي اختلاف مشاربهم, الذين هم إخوة في الوطن فعلا, وتربط بينهم اواصر الصداقة والحب والانتماء والأسرة الواحدة, بل والجينات الوراثية من الناحية العلمية فعلا, فقد قامت الباحثة الامريكية: مارجريت كاندل ببحث عن جينات الشعوب المختلفة الوراثية من عام1994 الي عام1999 واختلفت هذه الجينات الوراثية من شعب الي آخر, حتي مع الشعوب الموحدة, لكن هذه الجينات الوراثية في مصر وصلت الي درجة مزهلة في التقارب والتوحد وهي97%, اي ان الشعب المصري شعب واحد تقريبا من الناحية العلمية الوراثية البدنية. أليست هذه النتيجة العلمية تكفينا حتي نترك خلافاتنا الدينية والمذهبية والجنسية ونتوحد ونعمل بجد لتكوين جماعة:. الاخوان المصريون الذين لايفرق بينهم اي مفرق, الذين يشربون من مياه النيل معا, ويتغذون من خيرات هذه الارض الطيبة. الاخوان المصريون لايمكن ان يفرق بينهم الدين, لان مصر هي موطن الأديان, وهي التي عرفت قدسية الدين قبل ان يعرفه العالم بأثره, والاسلام والمسيحية عرفتا طريقهما لمصر وانتعشا فيها, وعاش المسلمون والمسيحيون مع بعضهما اخوة متحابين يعبدون الله ويحبون بعضهم ويتبادلون الاخوة والمصلحة, بل ويتزوجون من بعضهم ايضا, فأنت تجد عائلات كثيرة فيها المسلم والمسيحي, هذه حقيقة يؤكدها تاريخ المصريين, وحتي كلمة قبطي تعني مصري, لكنها تطلق مجازا علي المسيحيين, والواقع ان المصريين كلهم اقباط, وهناك اقباط مسلمون وأقباط مسيحيون. فلسفة الأديان واحدة وكل متدين حقيقي يعرف ذلك ويحترم دين الاخر لاننا في النهاية نعبد الها واحدا احدا, ليس له ابن ولاشريك. من اجل ذلك فالاخوان المصريون هم اخوة في الايمان بالله ايضا, لاتفرق الاديان بينهم بل هي توحدهم وتؤلف بين قلوبهم, ألم تنادي المسيحية بأن الله محبة؟ وقال النبي الكريم محمد بن عبدالله: من أذي ذميا فأنا خصيمه يوم القيامة؟ ووضع الاسلام مبدأ غاية في الأهمية عندما قال: لكم دينكم ولي دين, ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة. لقد فطن الشيخ الجليل الامام المجدد محمد عبده الي هذه الحقيقة فأنشأ جمعية سرية لتحقيق الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين في مصر. اننا يجب ان نتوحد علي قلب رجل واحد في مصر هذه الايام العصيبة ونكون جماعة الاخوان المصريون التي تعمل علي نشر الحب بين الجميع ونبذ التعصب الملعون الذي يحرق اي دولة ينتشر فيها. ان الاخوان المصريون امامهم مهام كثيرة جليلة اهمها انقاذ مصر من الفوضي, والاهتمام بالمواطن المصري الذي عاني الكثير في حياته, الاهتمام بان يجد رغيف الخبز كل صباح والطعام الضروري, ثم تتاح الفرصة له في تعليم جيد وعمل مناسب وحرية الابداع اذا كان مبدعا, والمساهمة بفكرة في بناء بلده. الاخوان المصريون يؤمنون بأنه لافضل لمصري علي مصري الا بالعمل الصالح من اجل مصر والمصريين, وأن بناء مصر يحتاج كمشروع نهضة يعتمد علي فكر كل اطياف وافراد المجتمع مهما اختلفت مذاهبهم وآراؤهم وهم يقدسون علمهم ويرفعونه في كل مكان. المزيد من مقالات فايز فرح