جدد طيران التحالف العربى أمس غاراته الجوية على مواقع الحوثيين وقوات الجيش الموالية للرئيس اليمنى السابق على صالح بالعاصمة صنعاء، وذكر سكان محليون إن عدة غارات عنيفة استهدفت التباب الغربية فى محيط مبنى التلفزيون، إلى جانب معسكر الصيانة بمنطقة الحصبة شمال صنعاء ومواقع أخرى بالحي، ولفتوا إلى أن دوى انفجارات عنيفة هزت تلك المناطق، وشوهدت أعمدة الدخان ترتفع منها بكثافة، دون أن تتضح على الفور الخسائر التى خلفتها. وحلق طيران التحالف فى أجواء العاصمة لفترات طويلة من نهار أمس، وسط إطلاق المضادات الأرضية من قبل الحوثيين وقوات صالح من مواقع متفرقة فى العاصمة. وفى الوقت نفسه، تعهد الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى فى وقت متأخر من مساء أمس الأول بتحرير محافظة تعز والعاصمة صنعاء قريبا. وقال خلال ترؤسه اجتماعاً للحكومة بعد ساعات من وصوله إلى عدن:"نحن اليوم فى عدن وغداً فى تعز ، وبعده سنكون فى العاصمة صنعاء، وسيعم الأمن والاستقرار والوئام ربوع الوطن اليمنى رغم أنف القوى الظلامية والمتخلفة". وطالب هادى الحكومة بسرعة العمل على إعادة تأهيل البنية التحتية للمحافظة واستئناف عمل مؤسسات الدولة من محافظة عدن وتوفير الخدمات للمواطنين وفى مقدمتها المياه والكهرباء والصحة والعمل على استتباب الأمن، مؤكدا ضرورة العمل على معالجة مخلفات الحرب فى عدن وغيرها من المحافظات واستيعاب عناصر المقاومة الشعبية فى المؤسستين العسكرية والأمنية وتدريبهم وتأهيلهم واستكمال معالجة الجرحى من مدنيين وعسكريين.
وطالب هادي- حسب وكالة الأنباء اليمنية التابعة للحكومة - بتكاتف الجميع لبناء اليمن والخروج من دوامة الحرب إلى الإعمار والتنمية .. وحيا تضحيات وبسالة الجيش الوطنى والمقاومة الشعبية وما سطروه من ملاحم بطولية وهم يدافعون عن الوطن والشرعية من المليشيات. وأشاد بالمساندة غير المحدودة لدول التحالف العربى ووقوفها إلى جانب اليمن لاستعادة الدولة والشرعية الدستورية. وقدحضر اجتماع الرئيس اليمنى مع الحكومة بعدن كل من خالد بحاح نائب الرئيس رئيس الوزراء ومحمد على الشدادى نائب رئيس مجلس النواب واللواء على سيف اليافعى قائد المنطقة العسكرية الرابعة ومحمد مارم مدير مكتب رئاسة الجمهورية.وكان هادى قد عاد أمس الأول إلى عدن قادما من الرياض بعد ستة أشهر من مغادرتها بسبب الحرب التى شنتها ميليشيات الحوثيين وصالح. وفى غضون ذلك، أكد المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي، أن عودة الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى إلى عدن، ثم قيامه بعد ذلك بالمشاركة فى أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة تمثل رسالة واضحة بعودة السلطات الشرعية فى اليمن. وقال، فى اتصال هاتفى مع قناة "العربية الحدث"الإخبارية" إن عودة هادى ستعطى دفعة أكبر فى التعامل مع ملفات المياه والكهرباء، والجرحى والتعليم والأمن فى البلاد".وأضاف "إن ثلاثة وزراء جدد عادوا مع الرئيس هادى بعد تأديتهم اليمين الدستورى فى الرياض وهم نايف البكرى وزير الشباب والرياضة، والمهندس سيف الشريف وزير النفط والثروات المعدنية، والدكتور ناصر باعوم وزير الصحة". وتابع قائلا: إن الرئيس هادى سيقوم بمشاركة أهالى عدن فرحتهم بحلول عيد الأضحى المبارك، ثم سيقوم بمغادرة البلاد إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية". وأشار بادي، إلى أن الرئيس هادى سيناقش هذه الأيام ما أنجزته الحكومة خلال تواجدها هذا الأسبوع، كما سيطلع على حقيقة الدمار الذى تعرضت له مدينة عدن، بالإضافة إلى مناقشته ملف الأعمار، وتثبيت الأمن، واحتواء المقاومة سواء فى جهازى الشرطة والجيش، منوها بأن الحكومة تعمل فى أكثر من محور لكى يشعر المواطن بالتغيير وبوصول الخدمات إليه. وميدانيا، أفادت مصادر من المقاومة الشعبية، أن 9 مسلحين من الحوثيين وقوات الجيش الموالى للرئيس اليمنى السابق على صالح قتلوا وجرح 17 آخرون فى مواجهات اندلعت مع المقاومة الشعبية بمحافظة تعز (256)كيلومترا جنوب العاصمة صنعاء. وقالت المصادر إن تلك الحصيلة كانت جراء المواجهات العنيفة التى اندلعت بين الطرفين فى أحياء ثعبات والكمب والدحي، مؤكدة أن "المقاومة صدت هجوما شرسا شنه الحوثيون وقوات صالح على حى وادى الدحى غرب المدينة وعلى ثعبات والكمب فى الجبهة الشرقية للمدينة بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وتحت غطاء نيران كثيفة فى محاولات متكررة منها لإحداث اختراقات فى الجبهات"، ولفتت المصادر إلى أن اثنين من رجال المقاومة قتلوا وجرح تسعة آخرين خلال صد تلك الهجمات.يأتى ذلك فى حين واصل مسلحو الحوثى وقوات صالح قصفهم العشوائى على الأحياء من مواقعهم فى الجند والحوبان والستين وقد استهدف القصف أحياء وادى القاضى والمسبح وثعبات والبريد والموشكى والروضة وعصيفرة.وأسفر القصف عن مقتل 7 مدنيين وجرح 15 آخرين، إلى جانب خسائر مادية فى الممتلكات حسب ما اشارت اليه المصادر. وتشهد محافظة تعز مواجهات عنيفة بين الطرفين، منذ أكثر من خمسة أشهر، وعلى الرغم من تكثيف غارات طيران التحالف العربى بقيادة السعودية على مواقع الحوثيين وقوات صالح، إلا أنهم لا زالوا يسيطرون على أجزاء منها ويفرضون عليها حصاراً خانقاً من جميع الاتجاهات. وفى سياق ذى صلة، قالت وزارة الخارجية الإماراتية إنها تدرس مذكرة سلطنة عمان بشأن ما أثير حول تعرض منزل السفير العمانى فى اليمن للقصف، للرد عليها. وقال أحمد البلوشى مدير إدارة مجلس التعاون بالوزارة: إن "وزارة الخارجية العمانية استدعت السفير محمد سلطان السويدى سفير الإمارات لدى مسقط وسلمته مذكرة مكتوبة على خلفية الأحداث المرتبطة بمنزل السفير العمانى فى صنعاء". وأضاف البلوشى أن الخارجية الإماراتية تدرس المذكرة والتنسيق مع دول التحالف العربى تمهيدا لإعداد الرد على وزارة الخارجية العمانية.