جدد طيران التحالف العربى غاراته الجوية أمس على مواقع الحوثيين وقوات الجيش الموالية للرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح فى العاصمة صنعاء. وتزامن ذلك مع تحضير الحوثيين للاحتفال بالذكرى الأولى لدخولهم إلى العاصمة والسيطرة على جميع مؤسسات الدولة. وقال شهود عيان، إن الغارات استهدفت معسكرات الشرطة العسكرية والخرافى ومدرسة الحرس الجمهورى، إلى جانب دائرة الأشغال العسكرية.كما استهدفت الغارات منزل الشيخ القبلى البارز سام الأحمر الذى يسيطر عليه الحوثيون فى حى الحصبة منذ دخولهم العاصمة صنعاء فى سبتمبر الماضى. وأكدت المصادر سقوط قتلى وجرحى فى صفوف الحوثيين الذين اتخذوا من منزل الأحمر ثكنة عسكرية، وأن سيارات الإسعاف هرعت إلى الموقع. وهز دوى انفجارات عنيفة صنعاء ، وشوهدت أعمدة الدخان ترتفع من المواقع المستهدفة دون أن تتضح على الفور الخسائر التى خلفتها الغارات فى المواقع الأخرى. وفى سياق متصل، أحرز الجيش الوطنى ورجال المقاومة الشعبية أمس تقدما نحو المواقع الخاضعة للحوثيين وقوات صالح بمحافظة مأرب، وقالت مصادر من المقاومة الشعبية إن المقاومة تقدمت فى جبهات القتال وسيطرت على التباب الواقعة فى سد مأرب وتبة ماهر فى جبهة المخدرة وقطعت طرق إمداد الحوثيين وقوات صالح من وإلى جبهة صرواح جنوب غرب مأرب، مشيرة إلى أن الجيش والمقاومة يحاصران معسكر ماس فى جبهة الجدعان شمال مأرب. ومن ناحية أخرى، قتل ثلاثة مدنيين يمنيين فى قصف شنه مسلحو الحوثيين وقوات صالح على الأحياء السكنية فى محافظة تعز جنوبصنعاء. وقالت مصادر صحفية، إن من بين القتلى طفلين إلى جانب إصابة آخرين، مشيرة إلى أن القصف العشوائى طال أحياء المسبح وثعبات والروضة والموشكى والدحى. وفى السياق ذاته، لفتت المصادر إلى أن المقاومة الشعبية دمرت عربة للحوثيين فى منطقة الجند، كانت تحمل ذخائر مدفعية، مما أدى إلى إعطابها ومقتل من فيها. وأوضحت أن اشتباكات عنيفة تدور بين الطرفين فى منطقة ثعبات وفى محيط مقر التموين العسكرى القريب من منزل صالح فى محاولات متكررة من الحوثيين لاستعادة ما فقدوه من هذه المواقع. وفى إطار سعى الحوثيين لتأكيد سيطرتهم على الأوضاع فى صنعاء ، أصدرت اللجنة الثورية العليا التابعة للحوثيين قرارا بعزل النائب العام اليمنى القاضى الدكتور على أحمد ناصر الأعوش وتعيين القاضى حمدى عبد القادر حكمت نائبا عاما. وعلى صعيد آخر، قال قيادى فى جماعة الحوثيين، إن الجماعة أطلقت سراح ست رهائن أجانب بعد أشهر فى الأسر. وغادر الرهائن العاصمة صنعاء التى يسيطر عليها المتمردون إلى سلطنة عمان على متن طائرة بصحبة وفد من الحوثيين، وفقا للقيادي. وأضاف القيادي، الذى طلب عدم نشر اسمه، أن الرهائن تم إطلاق سراحهم عبر وساطة عمانية. ولم يحدد جنسياتهم أو يذكر سبب أسرهم. ومن جانبها، أكدت سلطنة عمان رسميا أنها قامت بوساطة أسفرت عن الإفراج عن ستة أجانب كانوا محتجزين فى اليمن لدى أجهزة أمنية موالية للحوثيين، وبينهم أمريكيان وثلاثة سعوديين وبريطانى واحد. وقال بيان لوزارة الخارجية العمانية نشرته وكالة الانباء الرسمية أن السلطنة، وبأمر من السلطان قابوس، قامت "بتلبية طلب الحكومة الأمريكية للمساعدة فى تسوية قضية مواطنين أمريكيين محتجزين لدى الأجهزة الأمنية اليمنية". كما ذكر البيان أن الجهود العمانية "الإنسانية" أسفرت عن الإفراج عن ثلاثة مواطنين سعوديين ومواطن بريطانى كانوا أيضا "لدى الاجهزة الأمنية اليمنية". و بدوره، رحب البيت الابيض بالإفراج عن الأمريكيين الاثنين ونقلهما إلى سلطنة عمان من دون أن يحدد هويتهما. لكن شبكة "سى إن إن" الأمريكية أوردت أن أحدهما يدعى سكوت داردن وهو موظف فى شركة مقرها فى الولاياتالمتحدة وخطف فى مارس بصنعاء، بينما يدعى الآخر سام فران. وقال جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى إن إطلاق سراح المواطنين الأمريكيين ظل محط اهتمام الإدارة الأمريكية منذ علمها باحتجازهما، وأعرب عن تقديره لجميع الأطراف التى شاركت فى الجهود التى أدت إلى إطلاق سراح المحتجزين، خاصة حكومة سلطنة عُمان.