في محاولة دولية لاحتواء الأزمة السورية، أعلن بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة عن تعيين رؤساء أربع مجموعات عمل بشأن سوريا ستجتمع في جنيف، وذلك في خطوة باتجاه إجراء محادثات لبحث سبل تنفيذ خريطة طريق لإحلال السلام. وقال ستيفان دي ميستورا مبعوث الأممالمتحدة بشأن سوريا في بيان «نأمل أن يمهد عملها الساحة أمام اتفاق سوري لإنهاء الصراع على أساس بيان جنيف»، مشيرا إلى اتفاق دولي تم التوصل إليه عام 2012 لحل الأزمة. وقال مكتب دي ميستورا في بيان إن الأربعة الذين عينهم الأمين العام هم يان إيجيلاند ونيكولاس ميشيل وفولكر بيرتيس وبيرجيتا هولست ألاني. وأوضح البيان أنه دي ميستورا سيتوجه إلى نيويورك للتباحث بخصوص الأزمة السورية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي غضون ذلك، جدد لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي التأكيد على أن الحل في سوريا يمر عبر تشكيل «حكومة وحدة وطنية» تضم أطرافا من النظام والمعارضة، معتبرا في الوقت نفسه أن المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد كشرط مسبق لحل الأزمة ليس واقعيا. وقال فابيوس، في مقابلة أجرتها معه عدة صحف أوروبية، إنه «منعا لانهيار النظام على غرار ما حصل في العراق، يجب الحفاظ على الجيش وعلى دعائم أخرى للدولة يتطلب الأمر في آن معا عناصر من النظام وأعضاء من المعارضة ممن يرفضون الإرهاب». وأضاف أن «أي مفاوضات سيكون مصيرها الفشل إذا قلنا مهما حصل، فإن مستقبل سوريا هو الأسد، ولكن أيضا إذا طالبنا حتى قبل أن تبدأ المفاوضات بأن يقدم الاسد اعتذارات فنحن أيضا لن نحرز أى تقدم». وعلق الوزير الفرنسي على المقترح الروسي الداعى إلى تشكيل تحالف دولي واسع يشارك فيه نظام الرئيس الأسد ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، قال فابيوس إن «موسكو قالت إنها تريد تحالف حسن نوايا. لم لا؟ ولكن كيف يمكن للنوايا الحسنة أن تضم الأسد؟». جاءت تصريحات فابيوس في الوقت الذي أعلن فيه ثلاثة نواب اشتراكيين فرنسيين عزمهم على القيام بزيارة خاصة إلى سوريا نهاية الشهر الحالي، حيث يهدفون إلى «التعبير عن دعمنا لسيادة سوريا والدفاع عن مؤسسات الدولة السورية ووحدة أراضي سوريا وسلامة حدودها». وفي لندن، قال مايكل فالون وزير الدفاع البريطاني إن بريطانيا لم تناقش مع روسيا مسألة التحرك العسكري في سوريا، مضيفا أن التحرك الروسي هناك في الأسابيع الأخيرة زاد الوضع تعقيدا. وأكد فالون أنه «من الواضح أن التحرك الروسي في الأسابيع القليلة الماضية من نشر سفن وطائرات في المنطقة يزيد من تعقيد وضع معقد جدا بالفعل». وبسؤاله عن مدى أهمية تدخل بريطانيا في عمل عسكري مباشر في سوريا، اكتفى الوزير البريطاني بالحديث عن العراق قائلا إنه من الضروري دعم حكومة رئيس وزراء العراق حيدر العبادي. وفي طهران، أكد حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني أن الأسد يجب أن يكون جزءا من أى حل سياسي للأزمة السورية، موضحا أن موسكووطهران ستفعلان كل ما هو ممكن للمساعدة في حل الأزمة السورية.