مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، تستعد القنوات المختلفة أرضية وفضائية بحزمة برامج خاصة بالانتخابات اضافة الى تطويع عدد من البرامج لمجاراة الانتخابات واضافة فقرات ومناظرات ببرامج التوك شو، اضافة الى الاعلانات مدفوعة الأجر للمرشحين "فردي" أو "قوائم" أو أحزاب ، ولأن المشهد الاعلامى فى مصر مرتبك بسبب عدم صدور ميثاق شرف اعلامى حتى اليوم، كما أن بعض أصحاب القنوات منهم برلمانيون سابقون أو رؤساء أو أعضاء فى أحزاب أو لهم ميول سياسية، فان هناك تخوفات بأن تشهد الفضائيات بعض التجاوزات أثناء فترة الانتخابات، وقد وضع المتخصصون فى الاعلام بعض النقاط التى يتوجب على القنوات والاعلاميين مراعاتها فى تغطيتهم للانتخابات البرلمانية. د. صفوت العالم الأستاذ باعلام القاهرة يقول: الانتخابات تمر بعدة مراحل ويجب على الفضائيات مراعاة حساسية كل مرحلة وطبيعتها والالتزام بالمهنية فى كل مرحلة، ففى الفترة التى تسبق الانتخابات والخاصة بالدعاية يجب أن تكون متوازنة، من حيث اتاحة الفرص بالتساوى بين المرشحين، والاعتدال فى مناقشة كل مرشح أو فى الحديث عن حزب، والبعد عن تعظيم حزب بعينه أو مرشح دون غيره، أو مهاجمة مرشح بالتلميح أو التصريح، وعرض مؤتمرات وزيارات كافة المرشحين بشكل متوازن، والابتعاد عن الحيل التى شهدناها فى السنوات الأخيرة، مثل شريط الأخبار الذى يكرر أخبار مرشح بعينه طوال الوقت أو يهاجم مرشحاً أو حزباً بعينه بشكل يؤثر فى ارادة المشاهد الانتخابية بشكل غير مباشر وبعيد عن ما يقال على الشاشة، أو استخدام الدعاية المضادة والسلبية لأحد المنافسين عند استضافة القناة لأحد المرشحين، فعلى القائم بالاتصال عدم السماح للمرشح بذكر سلبيات خصمه فى الوقت المخصص له، وانما يركز على ذكر ايجابيات المرشح نفسه لزيادة الوعى لدى الناخب المصري، ويتوجب على القناة والمرشح الالتزام بقواعد الانفاق المالى وهى مسئولية تشترك بها القناة والمرشح، وفى مرحلة الصمت الانتخابى على الفضائيات أن تلتزم بالصمت دون خرق أو تلميح أو تحاول عبر شريط الأخبار أو اعادة مواد مسجلة أو مناقشة موضوعات ترتبط بشكل غير مباشر بمرشح أو حزب، وفى مرحلة الانتخابات وأيام التصويت ووقت الفرز على القناة أن تغطى بحيادية وترصد كل مايحدث من سلبيات وتكشفه للجمهور ولا تكون التغطية مؤثرة فى ارادة الناخب أو تحمل أى نوع من التوجيه وأن تلتزم باذاعة المعلومة من مصدرها الموثقة. ويقول د.رفعت الضبع أستاذ الاعلام: أول مايتوجب على الفضائيات فعله هو تثقيف المذيعيين الذين سيغطون الانتخابات البرلمانية، فعلى الاعلامى أن يلم على الأقل بقانون الانتخابات وأساسيات البرلمان من عدد اللجان والمرشحين والصلاحيات وغيرها، وأن لا تقتصر التغطية على الرصد فقط بل يكون لها دور تنويرى للمشاهد لرفع ثقافته ووعيه والأسس التى يجب أن يختار على أساسها المرشح، وعلى الاعلاميين أيضاً مراعات التوازن والحيادية فى الوقت المتاح والأهم وقت البث، فكثير من الفضائيات كانت تذيع لقاءات مرشحين نهاراً فى أوقات لا تحظى بنسبة مشاهدة عالية، وتذيع لقاءات لمرشحين فى أوقات تحظى بنسبة مشاهدة عالية، ومما زاد هذه الممارسات الخاطئة ارتباط مصالح أصحاب القنوات بالانتخابات والأحزاب، اما من أجل الاعلانات أو وجود أصحاب قنوات يرأسون أحزابا أو لهم اتجاهات سياسية معينة تؤثر سلباً على المهنية أثناء التغطية، وأناشد القنوات التزام المهنية وعدم ترويج الشائعات والتأكد من المعلومات قبل بثها وأن تكون هناك جهات محترمة ووطنية تراقب آداء القنوات والاعلاميين فى فترة الانتخابات لكشف كل الخارجين عن المهنية والحيادية للجمهور والمشاهدين. وتقول د.هويدا مصطفى أستاذ الاعلام: تليفزيون الدولة له المصداقية والثقة وعليه العبء الأكبر فى عملية التغطية الانتخابية، فلابد من تقديم برامج وفقرات جاذبة يكون لها دور فى تعريف المواطن بكل قواعد وأسس العملية الانتخابية وكيفية الاختيار الصحيح.