اجتاحت المسلسلات التركية الفضائيات العربية ووجد المواطن نفسه محاصرا بمواكب الجمال التركي الرهيب في النساء والطبيعة والشوارع النظيفة والمدن الساحرة. وتحولت هذه المسلسلات إلي اكبر دعاية سياحية لتركيا واتجهت أفواج السياح العرب إلي الشواطئ التركية لتعيد جسور التواصل التاريخي بين الدولة العثمانية في عصرها الذهبي والدول العربية في عصرها الإستعماري.. امتلأت الشاشات بسحر الجمال التركي وقد كان للعرب يوما نصيب منه حين اختلطت الأنساب وشهدت الملامح العربية تغيرا كبيرا امام الغزو النسائي التركي للشعوب العربية.. علي امتداد أكثر من أربعة قرون من الزمان تدفقت دماء تركية كثيرة في شرايين الصحراء العربية وتزوج ملايين العرب من النساء الأتراك وحدثت عملية تهجين رائعة للملامح والوجوه العربية ولكن هذا التواصل الإنساني الجميل انقطع سنوات عديدة بعد ذلك وانتهت الدولة العثمانية وانتهت معها مواسم الزواج العربي التركي وعادت الملامح العربية إلي صورتها القديمة.. والآن أطلت علينا مرة أخري مواكب الجمال التركي البديع وبدأت مواسم السياحة ومع المشروع التركي السياسي الذي يقوده الرئيس اردوغان يمكن ان تعود العلاقات الأسرية مرة أخري بين العرب والأتراك لقد أخذ العرب من الاتراك اشياء كثيرة بدأت بالموسيقي والغناء الشجي وإنتهت بأنساب اكثر تطورا وجمالا ورقيا فكثير من العائلات العربية لها جذور تركية مختلطة ومنها ايضا من يتحدث اللغة التركيه حتي الآن خاصة كبار السن والأجيال القديمة ومع غزو المسلسلات عاد الحنين يشد المواطنين العرب إلي الدولة العثمانية وتاريخها القديم.. هل يمهد غزو المسلسلات لعلاقات سياسية وإقتصادية وسياحية اكثر تقاربا بين العرب والأتراك خاصة ان الدين الإسلامي مازال وسيظل نقطة إلتقاء تاريخية.. علينا ان ننتظر مستقبل العلاقات في ظل المسلسلات وكلها فضائيات. علي الشاشات العربية الآن مسلسل ضخم عنوانه حريم السلطان جمع مئات الوجوه الجميلة في صراع بين الجمال والسياسة ولأن السياسة تفسد كل شيء سقط الجمال وتواري امام صخب السيوف والمدافع..إن الشيء المؤكد ان المسلسلات التركية تمثل تهديدا صريحا للدراما العربية خاصة المصرية والسورية ومع موجات التشدد الديني ومعركة الفن سوف يكون المستقبل أكثر غموضا. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة