ضمن متابعاتى للطريقة التى يصور بها الإعلام الغربى ما يجرى فى مصر، وعلى ضوء ما إنكشف عن الدور القيادى الذى لعبه معظم ذلك الإعلام فى المؤامرة على بلدنا، توقفت- أخيرا - أمام ما كتبه كيركباتريك مراسل «النيويورك تايمز» فى مصر، وهو حالة ميؤوسة، وقراءته وتأويلاته- فى معظمها- للوضع فى مصر مغرضة. ولقد كتب كيركباتريك عن افتتاح القناة ما يؤكد أن مصر دفعت فيها ثمانية مليارات دولار حتى الآن، وأن المصريين لن يستفيدوا منها شيئا. وأولاً فإن مصر لم تدفع فى الحفر إلا أربعة مليارات دولار، والأربعة الأخرى هى نفقات حفر الأنفاق عبوراً إلى الضفة الشرقية، وهو ما بدأ الآن. وثانياً فإن أمثال كيركباتريك من الجهلة أو المغرضين يتحدثون عن قناة السويس الجديدة بوصفها (ممراً مائياً) فحسب، بينما القناة مشروع متكامل اسمه (مشروع تنمية محور قناة السويس) وهو الذى ستستفيد مصر فيه من زيادة أرجحية القيمة الجديدة لمشروع القناة والوزن التنافسى الجديد الذى سيصبح لنا. يعنى الأستاذ كيركباتريك يريد أن يشيع عن قناتنا أنها بلا فائدة للشعب الذى وضع فيها ملايينه، ليتناغم طرحه- بعد ذلك- مع ما تردده عناصر جماعة الإخوان الإرهابية الإجرامية، من أن القناة مجرد ترعة أو تفريعة. فكرة محاولة (التقليل) من شأن ما أنجزه الشعب والبلد، تدل بنحو قاطع على عظمة الإنجاز العملاق. فلو كانت القناة مجرد ترعة ولو كان الشعب وضع فيها أمواله لتضيع، ما الذى دفع كل تلك الدول (سبعين دولة) إلى أن تبعث بممثليها إلى احتفال تدشين تشغيل القناة، وهذه دول لا تعرف الهزل ولا تشترك فى مثل تلك الأحداث لمجرد أن يلتقط الرئيس المصرى صورة معهم تؤكد أهمية المشروع المصري. تلك دول ذات أوزان سياسية كبري، ولديها أجهزة مخابرات شديدة القدرة، وحين تعترف بشىء فهى تعرف حق المعرفة أنه يستحق الاعتراف به، وحين تقول إنه عمل إعجازى فهو إعجازى غصباً عن عين أم كيركباتريك. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع