في رأي شيمون بيريز الرئيس الإسرائيلي أن البكيني هو الوسيلة الوحيدة لإنقاذ الاقتصاد المصري وإذا اختفي فلن تكون في مصر سياحة.. وقال الإسرائيلي العجوز وهو يقوم بجولة في مرتفعات الجولان السورية المحتلة, ان مصر لا تملك مصادر خارجية للدخل غير السياحة وإذا منعت السلطات فيها البكيني إذا حكم الإسلاميون فقل علي السياحة في مصر السلام.. إن هذا الرأي تعبير صادق عن فكر المسئولين الإسرائيليين, ولهذا كانت لديهم القدرة علي إقناع المسئولين عندنا في العهد البائد بأن منتجعات العري في شرم الشيخ هي الطريق الوحيد لزيادة دخل السياحة..وهنا وجدنا شواطئ العراة التي تحولت إلي وكر للسياحة الإسرائيلية بأمراضها ومصائبها.. ورغم ان إسرائيل تمنع صالات القمار فيها إلا أنها تشجعها دائما في الدول المحيطة خاصة تلك التي تفتح ابوابها للسياحة الإسرائيلية ويدخلها الإسرائيليون بالبطاقات الشخصية بدون تأشيرة دخول.. ولم يكن غريبا ان تصدر هذه التصريحات من المسئول الإسرائيلي, فهو يحاول ان يكشف الوجه الجديد للحكم في مصر, وان الإسلاميين إذا وصلوا للسلطة فسوف يمنعون سياحة الشواطئ ونسي ان في مصر أكبر ثروة حضارية وأثرية في العالم كله وان في مصر نصف آثار الدنيا التي تتجاوز6 ملايين قطعة أثرية.. كان من الخطأ الجسيم في السنوات الماضية ان صدرنا للعالم فكرة خاطئة ان السياحة في مصر هي شرم الشيخ والغردقة وشواطئ العراة الإسرائيلية ونسينا الأقصر واسوان والنوبة وأثار الجيزة والقاهرة ومدن الصعيد والوجه البحري.. نسينا الكرنك وابو الهول والأهرامات وسانت كاترين وفيلة وأبو سنبل, وأكتفينا بشرم الشيخ وفلول السياحة الإسرائيلية الرخيصة التي تأتي ومعها مائة شيكل ومايوه بكيني, إن بعض رموز التيار الإسلامي والإعلام المصري يتحملان مسئولية هذه الصورة الخاطئة والساذجة ان السياحة في مصر هي البكيني, وكأن نصف نساء مصر عاريات يذهبن بالبكيني إلي الشواطئ علي رغم ان سياحة العراه تركت لنا40% من سكان المحروسة تحت خط الفقر. هناك أشياء كثيرة أساءت لنا, وللأسف الشديد اننا صنعناها بأيدينا في العهد البائد من خلال إعلام مشبوه.. وأفكار متخلفة وعقول تفتقد الوعي والحكمة. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة