انسحبت ميليشيات الحوثيين وقوات صالح من الأطراف الشمالية لمدينة «عدن» باتجاه محافظة لحج الواقعة جنوبى البلاد، عقب قصف لقوات التحالف العربى على مواقعها فى الأطراف الشمالية والشرقية لمدينة عدن. وذكرت مصادر صحفية يمنية أن طائرات التحالف استهدفت مدينة المخاء الساحلية ومواقع الميليشيات فى معسكرات الدفاع الجوى والقطاع الساحلى غرب المدينة التى تقع على البحر الأحمر والمطار القديم والطريق الساحلى الواصل بين محافظتى تعز وعدن وسط أنباء عن عمليات إنزال أسلحة نفذها التحالف للمقاومة . وأكد شهود عيان أن طائرات الأباتشى التابعة لقوات التحالف حلقت بكثافة فوق مدينة تعز للمرة الأولى منذ بدء العمليات العسكرية فى المحافظة أواخر شهر مارس الماضى وسط تأكيدات لمصادر فى المقاومة الشعبية بأنها تستعد لتنفيذ خطة شاملة لتحرير مدينة تعز وبقية مديريات المحافظة خلال ساعات. وكان الشيخ حمود المخلافى قائد المقاومة الشعبية فى تعز أكد فى تصريحات له أن قوات المقاومة وضعت خطة لتطهير تعز بالكامل من بقايا المليشيات خلال 48 ساعة لإعلان محافظة تعز محررة بالكامل.وفى تطور آخر أفادت مصادر أن العميد حمود دهمش قائد اللواء 22 مدرع التابع للحرس الجمهورى فى تعز غادر المحافظة اثر خلافات شديدة مع القيادات الميدانية للحوثيين فى تعز . وأوضحت المصادر أن الحوثيين مارسوا ضغوطا كبيرة على دهمش لإشراك قيادات حوثية فى قيادة المواقع واخضاع كل العمليات العسكرية التى ينفذها اللواء بالمحافظة لتوجيهاتهم وهو ما رفضه دهمش وغادر اللواء المحافظة وسط انشقاقات بدأت تظهر بين قيادات اللواء . فى حين، أفاد مصدر يمنى مسئول فى وزارة الصحة أمس بمقتل 50 مدنياً فى الغارات التى شنتها قوات التحالف على مدينة المخاء. يأتى ذلك فى وقت، اندلعت مواجهات عنيفة أمس بين ميليشيات الحوثيين المدعومين من القوات الموالية للرئيس السابق على عبدالله صالح من جهة، والمقاومة الشعبية من جهة أخرى فى مدينة مأرب شرقى اليمن. وأكدت مصادر محلية يمنية سقوط قتلى وجرحى من الحوثيين دون تحديد عددهم. وأشارت إلى أن المنطقة العسكرية الثالثة الموالية للرئيس عبدربه منصور هادى قصفت بشكل عنيف مواقع الحوثيين بالأسلحة الثقيلة بالتزامن مع الاشتباكات. كما شنت مقاتلات التحالف الذى تقوده السعودية عدة غارات جوية على مواقع تابعة للحوثيين فى منطقة الجفينة، والسائلة وطريق سد مأرب القديم. وسمع دوى انفجارات عنيفة وشوهدت أعمدة الدخان ترتفع من تلك المواقع دون معرفة الخسائر التى خلفتها تلك الغارات. وفى السياق ذاته، قالت المصادر إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الحوثيين وقوات صالح من جهة، والمقاومة الشعبية من جهة أخرى فى جبهة «عكد» بمحافظة أبين بعد محاولة الحوثيين التقدم نحو المنطقة، حيث دفعت بتعزيزات عسكرية من منطقة «مكيراس» بمدينة البيضاء الواقعة وسط اليمن باتجاه جبهة عكد و لودر فى أبين. ويحاول الحوثيون وقوات صالح التقدم مجدداً نحو مدينة عدن والمناطق التى سيطرت عليها المقاومة بعد تحريرها منهم الأسبوع الماضي، فيما تستمر المقاومة الشعبية فى التقدم نحو المناطق الجنوبية الأخرى لتحريرها من الحوثيين وقوات صالح. ومن جانبها، دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الأطراف المتنازعة فى اليمن إلى مساعدتها فى إيصال المساعدات إلى المدنيين، وقال أنطوان جراند رئيس بعثة اللجنة الدولية فى بيان :«لقد بلغت معاناة السكان المدنيين مستويات غير مسبوقة، وبعد مرور أكثر من مائة يوم على اندلاع الأزمة، ما زالت كافة أرجاء البلاد تعانى من نقص حاد فى المياه والغذاء والوقود، بالإضافة إلى الغارات والقتال البري». وأشار إلى أن محافظتى عدن وتعز شهدتا قتالاً برياُ مكثفاً خلال الأسبوعين الماضيين، حيث بات الوصول إلى المناطق المتضررة ومواصلة إجلاء القتلى والجرحى وتقديم المساعدات المنقذة للأرواح مسألة بالغة الصعوبة بالنسبة لهم. وناشدت اللجنة الدولية فى بيانها كافة الأطراف احترام القانون الدولى الإنسانى وكفالة احترامه ومنح المنظمات الإنسانية الفرصة لأداء عملها. وفى غضون ذلك، وصلت الى ميناء عدن صباح أمس سفينة تابعة لدولة الإمارات على متنها مولد كهربائى يستطيع تشغيل الكهرباء فى محافظاتعدن ولحج وابين. وأوضح المهندس خليل عبدالملك مدير كهرباء عدن، أنه تم التوصل إلى اتفاق بأن يشترى الهلال الأحمر الإماراتى معدات محطة 22 مايو لصالح مؤسسة الكهرباء بعدن وتكون محطة مملوكة للمؤسسة مع دفع تكاليف التشغيل والصيانة لمدة عام كامل من جانب الامارات . وأضاف أن الهلال الاحمر الاماراتى اشترى 17 مولدا كهربائيا قدرة واحد ميجاوات ستصل عدن الأسبوع الحالي، وهناك دفعة ثانية تضم 30 مولدا ستصل تباعا لتصل المحطة الى طاقتها القصوى لخدمة المحافظات الثلاثة.