قبيل أيام من انعقاد جولة جديدة من المحادثات النووية بين إيران و القوي الكبري, كشف تقرير لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية سي.إي.إيه النقاب عن أن إيران وسعت من أنشطتها النووية خلال العام الماضي. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن التقرير الذي عرض علي الكونجرس الأمريكي, قوله إن طهران واصلت تطوير البنية التحتية لبرنامجها النووي ووسعت من أنشطة تخصيب اليورانيوم وتطوير قدراتها الصاروخية.وذكر التقرير أن طهران أنتجت4 آلاف و900 كيلوجرام من اليورانيوم منخفض التخصيب, وأضاف أنه في نوفمبر الماضي شمل مخزون المواد النووية الإيرانية4 آلاف و150 كيلوجراما من اليورانيوم منخفض التخصيب و نحو80 كيلوجراما من اليورانيوم المخصب بنسبة20%. وأشار التقرير إلي أن منشأة فوردو الإيرانية الواقعة تحت الأرض بالقرب من مدينة قم, والتي وصفها بأنها منشأة نووية كبري, بدأت في إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة تقترب من20%. كما أوضح أن إيران واصلت تطوير قدراتها الصاروخية. قائلا إن طهران ستواصل العمل علي انتاج المزيد من الصواريخ الباليستية متوسطة المدي و تطوير منصات الإطلاق.وحذر من أن الترسانة الصاروخية الإيرانية من أكبر الترسانات في الشرق الأوسط وهو ما يشكل تهديد متنامي, مشيرا إلي أن إيران تقترب من تحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاج الصواريخ ولكنها لا تزال تعتمد علي الإمدادات الخارجية من الصين و روسيا و كوريا الشمالية, في الحصول علي بعض المواد الضرورية. وتعتقد السي.إي إيه أن الإيرانيين يطورون مكونات سلاح كيماوي و أنهم أجروا بحثا علي تطبيقات هجومية. وفي تصعيد أمريكي آخر ضد إيران, أكدت وزيرة الخاريجة الأمريكية هيلاري كلينتون أن كل الخيارات لا تزال مطروحة للتعامل مع الملف النووي الإيراني, محذرة من أن مهلة العمل الدبلوماسي ليست بدون حدود, وذلك وسط تصاعد الخلاف علي مكان انعقاد الجولة الجديدة من المحادثات النووية مع إيران والمقرر له الشهر الحالي عقب إعلان طهران عن اقتراح العراق أو الصين لاستضافة المفاوضات بدلا من تركيا. وقالت كلينتون, خلال مؤتمر صحفي مشترك في واشنطن مع رئيس وزراء كوسوفو هاشم تاجي, إنه علي طهران أن تبدأ بتبديد الهواجس الدولية حول برنامجها النووي وإلا ستواجه ضغوطا متزايدة وعزلة إضافية.وأضافت أن المجتمع الدولي يريد حلا سلميا لكن مهلة العمل الدبلوماسي ليست بلا حدود وكل الخيارات لا تزال مطروحة لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي, قائلة كلما أسرعنا في البدء بالمفاوضات كلما كان ذلك أفضل. وأشارت كلينتون إلي أن الاتحاد الأوروبي سينظر في تحديد موعد ومكان للمفاوضات العالقة بشأن البرنامج النووي الإيراني, لكنها تعهدت أن بلادها ستواصل ممارسة الضغوط علي طهران. وكانت كلينتون قد أعلنت السبت الماضي أن مفاوضات مجموعة(5+1) مع إيران ستتم يومي13 و14 أبريل الحالي في إسطنبول.إلا أن روسيا والاتحاد الأوروبي أعلنا بعد ذلك أن مكان وزمان المفاوضات لم يحددا بعد. وفي سياق متصل, ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية أمس أن طهران أثارت شكوكا جديدة حول استئناف المحادثات النووية مع القوي المكبري بإعلانها أمس الأول عن اختيار دولة أخري لاستضافة المحادثات بدلا من تركيا, بما يمثل تعقيدا اخرا لمثل هذه المحادثات المشحونة. وفي غضون ذلك, صرح وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أمس بأن العام الحالي هو عام مكافحة البرنامج النووي الإيراني. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن باراك اعترفه بوجود خلاف بين واشنطن وتل أبيب حول التعامل مع إيران, قائلا إن إسرائيل والولاياتالمتحدة تشتركان في تفاهم كبير لاينعكس دائما في اتفاق رسمي, مؤكدا في الوقت نفسه أن إسرائيل لا يمكن أن تضع قرارات هامة تتعلق بمستقبلها وأمنها في أيدي آخرين حتي أصدقاء مثل الولاياتالمتحدة.