ذكرت صحيفة لوفيجارو الفرنسية امس ان الوضع الراهن في مالي يبعث علي القلق بصورة كبيرة للغاية. وقالت ان الطوراق الذين كانوا يسعون للحصول علي حكم ذاتي, أصبحوا الآن بعد الانقلاب العسكري يطالبون بدولة مستقلة في الجزء الشمالي من البلاد و الذي تزيد مساحته عن مساحة فرنسا كاملة. وحذرت لوفيجارو من أن الحلفاء الإسلاميين للطوارق سيعملون علي الاستفادة من تمرد الطوارق كما سبق واستفاد تنظيم القاعدة من انقلاب حركة طالبان علي الحكم في أفغانستان. وأكدت الصحيفة أن هؤلاء الحلفاء يحاولون إنشاء خلافة اسلامية في قلب منطقة الغرب الإفريقي وطالبت دول المنطقة بالحيلولة دون أن تتحول منطقة الساحل الإفريقي إلي ملاذ جديد لإرهابيي القاعدة. و كشفت مصادر امنية عن اجتماع ثلاثة بين اهم زعماء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي بمدينة تيمبكتو, وقالت المصادر ان الجزائريين ابوزيد مختار بلمختار, ويحيي ابوالهمام التقيا مع اياد اج غالي احد زعماء الطوارق في مالي ومؤسس جماعة انصار الدين الاسلامية. وقال شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية امس الاول إن المسلحين الإسلاميين الذين يقاتلون إلي جانب متمردي الطوارق في شمال مالي يحاولون فرض الشريعة في مدينة تيبمكتو التاريخية وقال أحد سكان البلدة ان الإسلاميين الذين ينتمون إلي فصيل أنصار الدين ابلغوا محطات الإذاعة المحلية بالتوقف عن إذاعة الموسيقي الأجنبية, كما طالبوا النساء عبر الإذاعة بارتداء الفساتين بدلا من البنطلونات, وهددوا بقطع أيدي السارقين. وتقاتل حركة أنصار الدين الإسلامية من أجل استقلال شمال مالي إلي جانب الحركة الوطنية من أجل تحرير أزواد. وفي غضون ذلك ذكرت تقارير صحفية امس أن الجزائر قررت نشر تعزيزات عسكرية إضافية كجزء من خطة أمنية جديدة لتأمين الحدود الجنوبية بعد تدهور الأوضاع في مالي, وذكرت صحيفة وقت الجزائر ان وزارة الدفاع جندت خمسة آلاف عسكري إضافي لتأمين الحدود تفاديا لأي عمليات إرهابية أو تسريب للسلاح علي خلفية الوضع المتدهور في منطقة الساحل وخاصة في مالي, وأضافت الصحيفة أن الجيش كثف دوريات المراقبة البرية والجوية, ونشر اسلحة جديدة و عزز قدراته بثلاث مروحيات اضافية منذ الاسبوع الماضي, ودعت الجزائر إلي عودة فورية إلي الشرعية الدستورية بمالي مؤكدة من جديد تمسكها الثابت بوحدة الوطنية ووحدة أراضيها. وفي تلك الاثناء, قالت المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن اللاجئين من مالي يعبرون إلي بوركينافاسو وموريتانيا بمعدل400 شخص يوميا في الأيام القليلة الماضية قادمين من مدينتي جاو, وتيمبكتو بسبب قلقهم من السطو المسلح, وخوفا من المزيد من القتال العنيف في الشمال بينما قال البعض إنهم تركوا منازلهم بسبب نقص الغذاء, وشرد أكثر من215 ألف شخص من منازلهم حتي الآن نتيجة الصراع في شمال البلاد. ومن جانبه, وفي اطار سعيه للخروج من الازمة الراهنة دعا امادو سانوجو رئيس المجلس العسكري في مالي الي عقد اجتماع وطني لكل السياسيين و المنظمات المدنية سيبدأ اليوم لبحث مستقبل مالي, وتحديد افضل الطرق الديمقراطية للبلاد.