يتميز الشعب المصري بالعديد من الصفات المتنوعة التي لا تبهر فقط الاجانب.. ولكنها تبهر ابناء الوطن الواحد "المصريين" انفسهم. فبالأضافه لصفات خفة الدم والجدعنة التي تراجعت مؤخراً لتتصدر صفة الثوري الذي لا يسكت علي ضياع حقه ابدا نجد ان الشعب المصري "انتحاري" بطبعه نعم "انتحاري"... لا تندهش من هذه الصفه فيبدوا أن هذا السلوك غير جديد بل هو سلوك متأصل في اللاوعي الجمعي للشعب المصري وإذا اردت أن تتأكد بنفسك أو أن تستمتع بمشاهدة مقاطع طريفة للسلوك الانتحاري الجماعي فأجلس في مقعد المراقب علي اي رصيف في شارع رئيسي وتمتع بالعرض المستمر وصدقني "مش هتقدر تغمض عينيك" من فرط التشويق والإثارة. فالمواطن الانتحاري ينقسم الي نوعين، الاول انتحاري "قائد السيارة" والثاني إنتحاري من "المشاة"، اما الأول فيختلف سلوكه الانتحاري وفقاً لنوعيه المركبة التي يقودها، فنجد أن قائد السيارة الملاكي يكون أقل في الانتحارية من قائد التاكسي أو الميكروباص والنقل العام واللذين بدورهم أقل في إنتحاريتهم من قائدي الدرجات النارية والنقل الثقيل. ونلاحظ أن معظم سائقي المركبات علي اختلاف أنواعها في حالة توتر دائم وانفعال مستمر ربما بسبب الأزمة المرورية المزمنة في القاهرة وضواحيها، هذه الازمة التي تولد لديهم ميل إلي العنف والرغبة في الصراخ وإطلاق السباب بسبب أو بدون سبب. اما مظاهر السلوك الأنتحاري فتتمثل في "الغرز" و "رمي وش" السيارة والسرعة الجنونية والسير عكس الاتجاه والتوقف والركن العشوائي للسيارات والضغط الهستيري علي آلات التنبيه. ويصاحب السلوك الانتحاري لقائدي السيارات حاله مفاجأة من الاندهاش فإذا تصادف في أحد الأيام وحدثت المعجزة، وكان هناك سيوله نسبية في حركة المرور، يصاب قائد السيارة "الأنتحاري" بحاله غير طبيعيه من الاندهاش المصحوب ببطء في الحركة فيبدوا اننا في مصر نخشى بشده من رؤية الطريق بسير بشكل طبيعي حتي اننا نتشأم وتقبض صدورنا ونقول "اللهم اجعله خير" وعلي الصعيد الاخر لا تقل انتحارية المواطنين المصرين من المشاة في القوي والقدرة علي الإبهار فنجد أن المشاة في مصر بينهم وبين الرصيف عداء او "تار بايت" ولديهم كل الحق فالرصيف مشغول دائما بالباعة الجائلين وكذلك كباري وأنفاق المشاة وبالرغم من أنشاء هذه الوسائل للحفاظ علي ارواح المواطنين علي الطرق السريعة والخطيرة مثل الطريق الدائري والاتوستراد والطرق الرئيسيه المزدحمة إلا ان المشاة يأبه أن يعبر منها وأشهد شهادة حق أن المسئولين عن الطرق في مصر لديهم العديد من الأفكار المبتكره لإجبار المشاة علي العبور من الأنفاق والكباري حيث تجد ان الشارع الذى حباه الله بكبرى مشاه أو نفق محاط ومسور بأسياخ الحديد التي تمنع اي مواطن من العبور في نهر الطريق كذلك نجد أن بعض اشارات المرور صممت بشكل يتيح للمشاة العبور من مكان محدد يغلق بأبواب حديديه تمنعهم من المرور اذا فتحت الإشارة ولكن هل ينجح هذا فيمنع المواطن الانتحاري من العبور؟ الاجابة هي "لا" وألف "لا" لأنه شعب عبقري لا توقفه الأسوار أو الجدران حيث يتم تحطيمها وتنشئ فجوات في اماكن مختلف ليعبر الناس من تحتها او من فوقها ولا يستخدمون الكباري أو الأنفاق. ويبهرني بشكل شخصي المواطن الأنتحاري الذي يعبر الطريق دون ادني اهتمام بالنظر إلي السيارات القادمة فيفاجأ قائد السيارة بمواطن امامه والأغرب ان ينظر في الاتجاه الاخر .... المشاهد كثيرة ومتنوعة ونتعرض لها يوميا في الشارع المصري سواء كنا من المشاة أو من قائدي السيارات وللأسف فأن هذه المشاهد لا تنتهي بنهاية سعيدة بل قد تنتهي بمشهد درامي يفقد فيه مواطن حياته لأنه لا يحترم فقط قواعد العبور وقوانين القياده ولكنه أيضا لا يحترم حياته ويلقي بنفسه في التهلكة بسلوكه "الأنتحاري تابعوني علي فيسبوك وتويتر www.twitter.com/nerminekotb [email protected] المزيد من مقالات نيرمين قطب