بعد سلسلة من اللقاءات الثنائية مع رؤساء بلدان مجموعتى "بريكس" و"شنجهاي" والاتحاد الأوروآسيوى، إلى جانب اللقاءات مع مجلس رجال الأعمال والاتحادات النقابية فى بلدان هذه التحالفات، افتتح الرئيس فلاديمير بوتين أمس الجلسة الموسعة لرؤساء الصينوالهند والبرازيل وجنوب أفريقيا بحكم منصبه كرئيس للدورة الحالية لمجموعة بلدان "بريكس". وفيما استعرض أعمال القمة وأهم الموضوعات التى تناولتها ، أشار الرئيس بوتين إلى تركيزها على أهمية تعدد الأقطاب وتطوير الأوضاع الاقتصادية فى بلدان المجموعة وضرورة مواجهة الارهاب وما وصفه بتحديات العصر ومنها القرصنة وتهريب المخدرات. وقال بوتين "إن روسيا تمكنت من الحفاظ على الثوابت الأساسية فى الاقتصاد، رغم الصعوبات الخارجية والداخلية التى تواجهها، مشيرا إلى "أن الحكومة الروسية نجحت فى الحفاظ على معدلات البطالة عند مستويات منخفضة بلغت 5،8٪، كما حافظت على حجم احتياطاتها المالية وسعر صرف الروبل ضمن حدود مقبولة، وعلى الفائض فى الميزان التجاري". وعاد بوتين إلى التركيز على ماسبق الاشارة إليه حول "اهتمام بلاده بمسألة الانتقال إلى التعامل فى الحسابات التجارية بين الدول أعضاء "بريكس" بالعملات الوطنية، فيما طالب البلدان الأعضاء باتخاذ قرار حول توسيع استخدام العملات الوطنية فى التبادل الاقتصادي"، وكشف بوتين عن "أن روسيا أنشأت بالفعل مع بعض البلدان، ومنها الصين صناديق مالية خاصة، حيث يقوم البنكان المركزيان فى كل من البلدين بتبادل كمية مناسبة من الموارد، بالعملتين المحليتين الروبل واليوان"، وهو ما دعا بوتين إلى اتباعه مع كل من الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا. وكان جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا قد اقترح من جانبه على أعضاء "بريكس" توحيد وتبسيط نظام منح تأشيرات الدخول لرجال الأعمال بين جميع دول المجموعة، فيما كشف عن أن بلاده قامت فى عام 2014، وكجزء من الجهود الرامية إلى توطيد العلاقات بين مجتمعات الأعمال من مختلف دول "بريكس" بإنشاء وإطلاق نظام لمدة عشر سنوات، لمنح تأشيرات دخول متعددة السفرات لممثلى مجتمع الأعمال للدول الاعضاء. يشار إلى أن مجموعة "بريكس" للاقتصادات الناشئة تضم كلا من روسياوالصين والبرازيل والهندوجنوب أفريقيا، بينما تضم منظمة شنجهاى - وهى تكتل أمنى - كلا من الصينوروسيا وقازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزباكستان. وعلى هامش بريكس وشنجهاي، طالبت روسيا أمس مجددا بتشكيل جبهة تضم دولا فى منطقة الشرق الأوسط لمحاربة إرهاب داعش، فى الوقت الذى توقعت فيه أن تتم مناقشة طلب مصر بالانضمام إلى تجمع "شنجهاي" الأمنى قريبا. وقال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف على هامش اجتماعات قمتى تجمعى شنجهاى وبريكس فى مدينة أوفا ببشكيريا الروسية ردا على سؤال "الأهرام" حول طلب مصر الانضمام إلى منظمة "شنجهاي" إن المنظمة ستبحث الطلب المصرى مع بقية الطلبات التى يبلغ عددها قرابة 12 طلبا. وحول قضية الإرهاب، أكد وزير الخارجية الروسى تمسك بلاده بما سبق واقترحه الرئيس فلاديمير بوتين خلال استقباله وليد المعلم وزير الخارجية السورى فى نهاية يونيو الماضى حول تشكيل جبهة مضادة للإرهاب لمواجهة الأخطار التى يشكلها تنظيم داعش الإرهابى وجبهة النصرة فى سوريا بمشاركة كل من السعودية والأردن وتركيا. وشدد لافروف على ضرورة تكثيف الجهود من أجل تشكيل مثل هذه الجبهة بمشاركة دول المنطقة وفصائل المعارضة السورية "المعتدلة"، بعيدا عن شروط رحيل الرئيس السورى بشار الأسد والمعايير المزدوجة.وأعلن لافروف تأييد بلاده لرفع الحظر الدولى على بيع الأسلحة لإيران فى أسرع وقت ممكن، مشيرا إلى أن مشاركة إيران فى مكافحة تنظيم داعش، ورفع الحظر عن الأسلحة سيساعدها على تحسين قدرتها على محاربة الإرهاب. وأشار إلى أن التوصل إلى اتفاق نهائى بشأن برنامج إيران النووى بات "قاب قوسين أو أدنى".