إذا كان الشعر' هو الماضي الذي يندلع فجأة في قلوبنا' فهو أيضا حاضر يندلع في الأمسيات. هكذا استحضرت قاعة هيكل بمؤسسة الأهرام' زمن الشعر' في مهرجان حمل اسم' مهرجان الجنوب الأول للشعر العربي',وافتتحت فعالياته الخميس الماضي بكلمة للمشرف العام علي المهرجان أبو العباس محمد. , نفي فيها أن يكون الشعر قليل الحيلة في تغيير الواقع, باعتباره, فيما يري البعض, ترفا نخبويا أو تحليقا في سماء الخيال. إذ هو بيت الوجود يسكنه الإنسان ومعه آلامه وآماله في واقع ينظر للشعر علي أنه بضاعة كاسدة. وختم أبو العباس كلمته بأن من أهداف المهرجان أن يتم تحويل بيوت الشعراء وأبياتهم المهملة إلي مزارات هي بمثابة ذاكرة تؤكد أن الشعر يمكنه أن يتغير بنا وأن يغير حياتنا. ثم ألقي رئيس المهرجان الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي كلمة أكد فيها احتياج الإنسان للشعر واحتياجه أيضا للثورة, وكلاهما مهدد, وعلي الجميع أن يتكاتف لنصرتهما. وأضاف حجازي أن الثورة شعر, لأن الثورة فيض الوعي الكامل وامتلاء بالحياة واتحاد بالحلم, فيما أن الشعر ثورة. لأنه يقظة الروح والجسد. وحذر حجازي في ختام كلمته من أن الذين يريدون أن يطفئوا الثورة سيحترقون بنارها. أما التونسية راضية الشهيبي, رئيسة تظاهرة24 ساعة شعر, فقالت إن الكلمات التي حضرتها مسبقا سقطت متجمدة, ومن ثم كان عليها أن ترتجل. وفي ارتجالها احتفت راضية بهذا المخلوق المهمش.. الشعر, مؤكدة أن براءة الشعراء قد ألقت في روعهم أن الثورة تغير الواقع بضغطة علي زر, بينما أثبتت لهم الحوادث بأن شيئا مما حلموا به لم يحدث, وهذا بحد ذاته ما يجب أن يحرض الشعر علي الاستمرار في الرفض والغضب. وعقب كلمات الافتتاح ألقي الشعراء والشاعرات: فاطمة شريف, جمال بخيت سمر علوش, إبراهيم عبدالفتاح, مصطفي سعيد, محيي صالح. محمد بهجت, عددا من القصائد, ثم عرض بعد ذلك فيلم تسجيلي عن اجماعة الهجرة للجنوبب, إحدي الجهات الراعية للمهرجان مع وزارة الثقافة ومجلة الأهرام العربي وجهات أخري. يذكر أن المهرجان قد اختتم أعماله اليوم في مدينة قنا, بعد زيارة ل ادوارب الشاعرين الراحلين أمل دنقل وعبدالرحيم منصور, بعدة أنشطة فنية وجلسات نقدية تناولت' الشعر التونسي من الشابي حتي الثورة, وحوار القديم والجديد في الشعر, وأحوال الشاعر العربي ودوره في الثورات والكفاح. ثم اختتم شعراء الجنوب: أشرف البولاقي, عبدالستار سليم, عبدالرحيم طايع, عزت الطيري, وآخرون, فعاليات المهرجان الذي استمر علي مدي3 أيام تنفس فيها الحضور هواء جديدا للشعر, يخرج من رئة الثورة.