جاء إعلان جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة بترشيح المهندس خيرت الشاطر للمنافسة علي منصب رئيس الجمهورية ليحول مياه سباق الرئاسة إلي أمواج عالية من الغضب. وكأن قنبلة الشاطر انفجرت في وجه الإخوان.. وكان هناك شبه إجماع من القوي المدنية والسياسية علي أن الجماعة كشفت عن نياتها الحقيقية في السيطرة علي كل المؤسسات ومعاقل الدولة بعدما اعتبروا انهم في مرحلة التمكين.. وانها تفضل مصلحتها علي مصلحة الوطن. وأكد عبدالعزيز النحاس سكرتير عام حزب الوفد المساعد أن الإخوان المسلمين ارتكبوا سلسلة كبيرة من الأخطاء بدءا من إعلانهم أنهم لن يرشحوا أكثر من نسبة30% لمجلس الشعب ثم خالفوا هذا, وجاءت بعدها مسألة تأييدهم لحكومة الجنزوري ثم سحب هذا التأييد والتلويح بسحب الثقة في وقت كلنا يعلم أن المدة القصيرة جدا لهذه الحكومة لا تستدعي تشكيل حكومة جديدة ولا تستطيع أن تضيف شيئا, كما أنهم فاجأوا الجميع باحتكار الجمعية التأسيسية للدستور ان ترشيح خيرت الشاطر لم يأت من حزب الحرية والعدالة كحزب سياسي وإنما جاء من مكتب الإرشاد بما يؤكد خلط الدين بالسياسة وأشار النحاس إلي أننا أمام جماعة تقول شيئا وتفعل شيئا آخر, وهذا لن يقبله الشعب المصري, لأن الشعب المصري عندما أعطي أغلبية للإخوان في البرلمان كان علي اقتناع بأنهم لن يرشحوا رئيسا وأن الرئيس القادم سوف يكون من أحد التيارات الأخري حتي يكون هناك توازن في السلطات ولا نكرر أخطاء الماضي بأن يحتكر مصر فصيل سياسي واحد, ومن المؤكد أن الشعب سيقول كلمته الأخيرة في الانتخابات القادمة, وأن ما ارتكبه الإخوان سوف يدفع كل القوي لأن تتحرك حتي يقوم الشعب بدوره لحماية مكتسبات ثورة يناير وتحقيق أهدافها. كما أكد عادل القلا رئيس مصر العربي الاشتراكي إن هذه الخطوة ستضع التيارات الإسلامية في مأزق, حيث ان أربعة مرشحين حاليا للتيار الإسلامي هم سليم العوا, وأبوالفتوح, وحازم صلاح أبوإسماعيل, والمهندس خيرت, وهذا يصب في مصلحة المرشحين غير المنتمين للتيار الإسلامي, بينما أكد الدكتور محمد أبوالغار مؤسس الحزب المصري الديمقراطي أن ترشح خيرت الشاطر سيضيف لسباق الرئاسة وسيجعل المعركة أكثر حماسا وأكد بدوره علي أن الأخوان لم يتلزموا بالصدق فقد أعلنوا منذ البداية عدم ترشح اي اخواني لسباق الرئاسة. ومن ناحيته اكد الدكتور ممدوح حمزة الأمين العام للمجلس الوطني المصري أن الإخوان اضروا بمصداقيتهم وقت تأكيدهم علي عدم النية في وجود مرشح اخواني وأن نزول الشاطر ربما من أجل مواجهة شعبية حازم صلاح أبو إسماعيل. ووصف اتحاد شباب الثورة علي لسان الدكتور هيثم الخطيب وحمادة الكاشف الاخوان بانهم يسيرون علي خطي الحزب الوطني بالسيطرة والهيمنة والصوت الواحد وقال الاتحاد العام للثورة الذي ضم18 ائتلافا وحركة ثورية إن الجماعة ارتكبت اكبر خطأ سياسي في تاريخها.. وان المجلس العسكري اثبت انه الاصدق والاوفي بوعودة من الإخوان.. فيما وصف شباب الثورة والقوي السياسية بالإسكندرية ماحدث بان الاخوان اصيبوا بهيستريا وفقدوا مصداقيتهم, وأكدوا انهم يسعون للمغالبة وليس المشاركة, ويحاولون الهيمنة والاستحواذ علي جميع السلطات والمؤسسات. و دعا ائتلاف القوي الاسلامية الشاطر للانضام الي مبادرة مرشح إسلامي واحد والتي دعا لها الدكتور محمدإسماعيل المقدم أحد أبرز رموز الدعوة السلفية لاتفاق كل القوي الإسلامية علي اختيار أكفا المرشحين الإسلاميين وأقدرهم علي ادارة البلاد لضمان عدم تفتيت الأصوات. وصرح الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية بان الدعوة مستمرة في مبادرة ائتلاف القوي الإسلامية وتواصل اجتماعها مع مرشحي الرئاسة للوقوف علي افضل المرشحين الذين تنطبق عليهم الشروط التي وضعها الائتلاف في مرشح الرئاسة ومن جانبه أكد الدكتور يسري حماد المتحدث الرسمي لحزب النور أن الحزب مازال علي موقفه الذي اعلنه من قبل من انه لن يعلن عن اسم المرشح الذي سيدعمه في انتخابات الرئاسة الا من خلال مبادرة القوي الاسلامية ووجه الدكتور محمد يسري إبراهيم الأمين العام للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح الدعوة لخيرت الشاطر عضو مجلس أمناء الهيئة لإجراء مناقشة مع اللجنة المسئولة عن ملف اختيار مرشح الرئاسة لعرض برنامجه الانتخابي. وقال ائتلاف التيار الإسلامي العام الذي سبق ان اعلن تأييده لحازم صلاح أبو إسماعيل كنا نربأ بالمهندس خيرت الشاطر ان يلعب دور رشح الضرار الذي لاهدف له سوي تفتيت أصوات الإسلاميين, وإفساح الطريق لمرشح العسكر. وأكد التيار الإسلامي العام في بيان اصدره امس ان المستفيد الأكبر من ترشح الشاطر ليس سوي المجلس العسكري, الذي سيستخدم مرشح الجماعة كغطاء لعملية تزوير واسعة تضع مرشحه في قصر الرئاسة وترسخ هيمنته علي مصر لعقود طويلة مقبلة.