فجر ترشيح جماعة الإخوان المسلمين المهندس خيرت الشاطر القيادي بالجماعة لخوض انتخابات الرئاسة حالة من الانقسام داخل الجماعة نفسها وخارجها من جانب القوي السياسية والحزبية والثورية. وفي أول رد فعل للقرار.. قدم الدكتور كمال الهلباوي المتحدث الرسمي السابق باسم الإخوان استقالته, وقال: مش ممكن أقعد مع الإخوان بعد اليوم بسبب كذبهم لأني لم أعهد عليهم الكذب, أو أن يصبحوا أصحاب سلطة في غير موضعها.فيما وصف الدكتور محمد حبيب نائب المرشد العام السابق قرار الاختيار ب الخطأ الاستراتيجي للجماعة الذي سيؤدي إلي توسيع الفجوة بين جماعة الإخوان من ناحية وبين القوي السياسية. في غضون ذلك تزايدت دعاوي عدم قانونية ترشح الشاطر بسبب عدم صدور قرار العفو العام عنه من جانب المجلس العسكري في قضية ميليشيات الأزهر أسوة بما حدث مع د. أيمن نور الذي صدر له إقرار العفو العام أمس الأول. الدكتور أحمد أبو بركة المستشار القانوني لحزب الحرية والعدالة قال: إنه لا يوجد أي مانع قانوني أو دستوري أمام ترشيح الشاطر للرئاسة, موضحا أنه صدر بحقه قرار نهائي من المحكمة العسكرية برد الاعتبار. وقال أبو بركة: إن كل ما يثار عن وجود عوائق قانونية أمام ترشيح الشاطر لا أساس له من الصحة ومجرد تخاريف. ومن جانبه قال المستشار زكريا عبدالعزيز رئيس نادي قضاة الإسكندرية الأسبق: إن اللجنة العليا للانتخابات لن تقبل أي أوراق مرشح للرئاسة إلا إذا كانت تنطبق عليه شروط الترشيح. وأشار إلي أن الإخوان لن يغامروا بشخص في قدر خيرت الشاطر إلا إذا كانوا يعلمون مدي قانونية الخطورة التي أقدموا عليها. ويتفق معه في الرأي نقيب المحامين سامح عاشور الذي أكد أن اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية هي المسئولة عن قبول أوراق ترشحه من عدمه. وأكد الدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة أن الحزب اتخذ قرار ترشيح المهندس خيرت الشاطر في انتخابات رئاسة الجمهورية بناء علي العديد من المتغيرات المتلاحقة التي شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية, وعلي استعداد لتحمل جميع تبعات القرار. يأتي ذلك في الوقت الذي توالت فيه ردود الأفعال من جانب القوي السياسية والحزبية والثورية, حيث أعلن الدكتور عماد عبدالغفور رئيس حزب النور السلفي أنه بصفة شخصية يؤيد ترشيح المهندس خيرت الشاطر للرئاسة ولكن قرار الحزب سيتم إعلانه في اجتماع الهيئة العليا للحزب بعد غد, مشيرا إلي أنه في حالة عدم التوصل إلي اتفاق حول ترشيح الشاطر أو غيره سأدعو إلي جمعية عمومية طارئة للحزب. من جانبه أكد محمد سرحان نائب رئيس حزب الوفد أن الإخوان أكدوا بترشيحهم الشاطر أنهم لا عهد لهم ولا كلمة, فقد أعلنوا في البداية عدم الترشيح وهم يحاولون أن يطوعوا كل شيء لإرادتهم, ويتلاعبون بإرادة الشعب المصري. وقال: نحن لا نريد عسكريين ولا إسلاميين ولكن نريد شخصية ليبرالية تتولي مسئولية الرئاسة, مؤكدا أن الشعب المصري ذكي ولن يؤيد الشاطر رئيسا. وقال الدكتور رفعت السعيد, رئيس حزب التجمع: هذه هي سياسة الإخوان, ففي البداية قالوا لن نرشح سوي30% علي مقاعد مجلس الشعب ثم أخذوا الأغلبية, وسيطروا علي اللجان النوعية بمجلسي الشعب والشوري ثم أخذوا الجمعية التأسيسية لإعداد الدستور ثم يريدون الوزارة وها هم يرشحون خيرت الشاطر للانتخابات الرئاسية, وتساءل: هل سيدخل الشاطر في مواجهة مع حازم أبو إسماعيل لتكون هناك مواجهة بين الإخوان والسلفيين أم ماذا؟. وأكد اللواء د. عادل عفيفي, رئيس حزب الأصالة السلفي وعضو مجلس الشعب, أن الحزب لن يعلن قراره بشأن ترشيح الشاطر للرئاسة حاليا وسيعلن قراره النهائي بعد غلق باب الترشيح للانتخابات الرئاسية حول المرشح الذي سيؤيده الأصالة في هذه الانتخابات. وقال: إن الأصوات الخاصة بالتيارات الإسلامية سيتم تفتيتها بين المرشحين الذين ينتمون لهذه التيارات, مؤكدا أنه من الأفضل الاتفاق علي مرشح واحد للتيارات الإسلامية. فيما أكد هيثم الخطيب عضو المكتب التنفيذي لاتحاد شباب الثورة أن ترشيح الشاطر يدخل في إطار الحرب الباردة بين الإخوان والمجلس العسكري, موضحا أنهم يستخدمونه كورقة للضغط علي المجلس. وقال الخطيب أعتقد أنهم لن يقدموا علي استكمال تلك الخطوة, مؤكدا أنها ستكون بمثابة الكشف عن أعدادهم الحقيقية في الشارع المصري. أضاف أن الجماعة تتعلل الآن بسياسة أصحاب الوعود الكاذبة, مشيرا إلي أنهم قد وعدوا مسبقا بالتوافق والتعامل مع البرلمان وحينما وصلوا إليه تعاملوا بسياسة الأغلبية. فيما أكد عصام الشريف المتحدث الرسمي باسم الجبهة الحرة للتغيير السلمي أننا الآن أمام سيناريوهين, أولهما إما أن تكون هناك صفقة تمت مع المجلس العسكري علي ترشيح الشاطر من أجل تفتيت أصوات الإسلاميين والتوافق علي رئيس من الأسماء المطروحة, أو أنه استكمال للصدام مع العسكري, مشيرا إلي أن كليهما يؤكد أن ما يهم الجماعة هو مصلحتها الشخصية في الأول والآخر حتي إذا كانت علي حساب الوطن. وقال أحمد ماهر المنسق العام لحركة شباب6 أبريل: إن هناك علامات استفهام حول القرار, وإن التفسير الوحيد للأمر أن هناك أزمة داخل الجماعة بسبب اختيار قطاعات كبيرة منهم للدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح وقطاعات أخري تدعم حازم صلاح أبو إسماعيل, مشيرا إلي أن هذه الأسباب وراء اختيار الجماعة الشاطر.