اليوم، استلام الشحنة الثانية من "البيض" المستورد لطرحه بالمجمعات الاستهلاكية    بعد انتقاد سجلها الحقوقي، الصين تعاير الغرب ب "الجحيم الحي" في غزة    أحمد عادل: لا يجوز مقارنة كولر مع جوزيه.. وطرق اللعب كانت تمنح اللاعبين حرية كبيرة    سعر الجنيه أمام عملات دول البريكس اليوم الأربعاء 23 أكتوبر 2024 بعد انضمام مصر    إبراهيم عيسى: اختلاف الرأي ثقافة لا تسود في مجتمعنا.. نعيش قمة الفاشية    وزير التعليم: لا يوجد نظام في العالم لا يعمل بدون تقييمات أسبوعية    نجم الأهلي السابق: كولر كسب الرهان على «طاهر محمد طاهر»    عبد الرحيم حسن: فارس بلا جواد ربطني باقي العمر بمحمد صبحي.. وكان نقلة في مشواري    أصولي صعيدية.. نهى عابدين تكشف أسرارًا من حياتها الأسرية |فيديو    حالة وفاة وعشرات المصابين في أمريكا تناولوا وجبات ماكدونالدز، والكارثة في البصل    لمدة 4 أيام.. تفاصيل جدول امتحان شهر أكتوبر للصف الرابع الابتدائي    تصعيد إسرائيلي في «غزة» يسفر عن شهداء ومصابين وتدمير واسع    هاريس: جاهزون لمواجهة أي محاولة من ترامب لتخريب الانتخابات    ثروت سويلم: ما حدث عقب مباراة الزمالك وبيراميدز إساءة والدولة مش هتعديه دون محاسبة    منصور المحمدي يُعلن ترشحه لمنصب نائب رئيس اتحاد الطائرة بقائمة مخلوف    الكومي: فرد الأمن المعتدى عليه بالإمارات «زملكاوي».. والأبيض سيتأثر أمام الأهلي    خبير يكشف موقف توربينات سد النهضة من التشغيل    رياح وأمطار بهذه المناطق.. الأرصاد تعلن حالة الطقس اليوم ودرجات الحرارة    أنتوني بلينكن: مقتل "السنوار" يوفر فرصة لإنهاء الحرب في غزة    استشهاد 10 أشخاص وإصابة العشرات في ضربات إسرائيلية على مناطق متفرقة في لبنان    بحفل كامل العدد|هاني شاكر يتربع على عرش قلوب محبيه بمهرجان الموسيقى العربية|صور    يسرا تدير الجلسة الحوارية لإسعاد يونس في مهرجان الجونة    قبل أيام من الكلاسيكو.. رودريجو يوجه رسالة لجماهير ريال مدريد بعد إصابته    بدلا من الذهب.. نقابة المصوغات والمجوهرات تنصح المواطنين بالاستثمار في الفضة    «اللي حصل جريمة وكارثة».. تعليق ناري من نجم الزمالك السابق على عقوبات الأهلي ضد كهربا    مصرع شخصين في حادث تصادم سيارة فنطاس فى التجمع    أمن كفر الشيخ يكشف لغز العثور على جثة شاب ملقاه بترعة في بيلا    نيللي كريم: لو حد عاوز يشتكي أوبر يكلم مين؟ وجمهورها يقدم لها الحل    دوللي شاهين تطرح برومو أغنية «أنا الحاجة الحلوة».. فيديو    إذا كان دخول الجنة برحمة الله فلماذا العمل والعبادة؟ أمين الفتوى يجيب    بركات يوم الجمعة وكيفية استغلالها بالدعاء والعبادات    مصرع طفل أُغلق على جسده باب مصعد كهربائي بكفر الشيخ    بينها عادات سيئة .. هؤلاء الأشخاص أكثر عُرضة لالتهاب الجيوب الأنفية    ضبط 5 أطنان دواجن فاسدة داخل مجازر غير مرخصة في بدمياط    أدباء وحقوقيون ينتقدون اعتقال الخبير الاقتصادي عبدالخالق فاروق    سعر الذهب اليوم الأربعاء بيع وشراء.. أرقام قياسية ل عيار 21 والجنيه    أرباح لوكهيد مارتن خلال الربع الثالث تتجاوز التقديرات    وزير المالية: 3 أولويات لتعزيز البنية المالية الإفريقية في مواجهة التحديات العالمية    إنفوجراف| أبرز تصريحات الرئيس السيسي خلال لقائه مع نظيره الروسي    نائب الرئاسي الليبي يبحث مع مسؤولة أممية التطورات السياسية في ليبيا    الفنانة عبير منير تكشف كواليس تعارفها بالكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة: "عشنا مع بعض 4 سنين"    أوكرانيا تبحث مع استونيا تعزيز القدرات الدفاعية للبلاد    محافظ البحيرة تعقد ثاني لقاء موسع مع الصحفيين لتسليط الضوء على قضايا ومشاكل المواطنين    البطريرك يلتقي عددًا من الآباء الكهنة والراهبات في روما    تشريح جثة طفل عثر عليها ملقاة بالشارع في حلوان    حلوى الدببة الجيلاتينية التى تباع في آلات البيع الألمانية تحتوى على سم الفطر    حلواني بدرجة مهندس معماري| ساهر شاب بحراوى يفتتح مشروعه لبيع «الفريسكا»    رئيس جامعة الأزهر يتابع أعمال التطوير المستمر في المدن الجامعية    هل الإيمان بالغيب فطرة إنسانية؟.. أسامة الحديدي يجيب    أرسنال يعود لسكة الانتصارات بفوز صعب على شاختار دونيتسك    شتوتجارت يسقط يوفنتوس بهدف قاتل فى دوري أبطال أوروبا    القاهرة الإخبارية: 4 غارات إسرائيلية على مناطق برج البراجنة وحارة حريك والليلكي في الضاحية جنوب لبنان    تفاصيل ضبط طالب لقيادته سيارة وأداء حركات استعراضية بالقطامية    نشرة المرأة والمنوعات: الوقوف لساعات طويلة يصيبك بمرض خطير.. أبرز أسباب مرض داليا مصطفى.. سعر غير متوقع ل فستان ريهام حجاج    قومي المرأة يهنئ المستشار سناء خليل لتكريمه في احتفالية "الأب القدوة"    هل قول "صدق الله العظيم" بدعة؟.. أمين الفتوى يجيب    أمين الفتوى: تربية الأبناء تحتاج إلى صبر واهتمام.. وعليك بهذا الأمر    وزير الشؤون النيابية: نحن في حاجة لقانون ينظم شؤون اللاجئين بمصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القدس‏..‏ لمن؟‏!‏
نشر في الأهرام اليومي يوم 02 - 04 - 2010

في ندوة‏'‏ الأهرام‏'..‏ تحدث مفتي القدس رئيس الهيئة الاسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصي المبارك فامتزجت كلماته بالتفاؤل والمرارة‏..‏ وقالها بوضوح‏:'‏ لا تحملونا أكثر مما نحتمل‏. فنحن نجاهد في الثبات والاستقرار تصديا لخطة تهويد القدس‏..‏ لكن‏..‏ لا تتركونا وحدنا‏..‏ لا تكتفوا بالفرجة علينا‏.'‏ وعبر عن سعادة المقدسيين والفلسطينيين بصفة عامة بانعقاد القمة العربية في سرت تحت شعار‏'‏ نصرة القدس‏'‏ الذي اقترحته مصر‏..‏ وبمجمل قراراتها والموافقة علي تخصيص دعم مالي اضافي ليصبح خمسمائة مليون دولار‏..‏ لكن المهم هو التطبيق العملي‏.'‏ وطالب الشيخ الدكتور عكرمة صبري بوحدة الفلسطينيين والارتفاع فوق الخلافات‏..‏ وان تكون القدس فوق الجميع‏..‏ وفلسطين فوق أي خلاف‏.‏ ولقد جري الحوار صريحا‏..‏ حول ماذا اذا انهار المسجد الأقصي؟‏..‏ ماذا اذا صحونا ليقال لنا ان جدرانه قد تساقطت خاصة وانه يوجد تحته‏37‏ نفقا جعلته متصدعا معرضا للأخطار‏.‏ وتطرقت الندوة الي ما يجب ان يكون‏..‏ والي كيفية التعامل قانونيا مع الانتهاكات والممارسات الاسرائيلية التي تخرق كل المواثيق والقوانين الدولية‏.‏ وما هو المطلوب عربيا واسلاميا ودوليا‏..‏ قبل ان تقع الواقعة‏!!‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ نرحب بفضيلة الدكتور عكرمة سعيد صبري رئيس الهيئة الاسلامية العليا بالقدس وهو في ذات الوقت خطيب المسجد الأقصي المبارك‏..‏ وترحيبنا به لشخصه وصفته وتقديرا لجهوده المستمرة المخلصة‏..‏ وأهلا به في مصر‏..‏ وطنه‏..‏ ووطن كل عربي‏..‏ وكنا قد استقبلنا فضيلته الشهر الماضي في‏'‏ الأهرام‏'..‏ واليوم يسعدنا لقاؤه مرة أخري وقد صارت القدس هي محور الأحداث هذه الأيام أكثر من أي وقت مضي حيث صارت مهددة تهديدا حقيقيا والأخطار تحوم حولها‏,‏ بل تنهش في كيانها وتفت في عضدها‏..‏ ومنذ ساعات يوم عقد الندوة انتهت اجتماعات القمة العربية في سرت بليبيا واصدرت اعلانها الختامي الذي كانت فيه القدس محورا أساسيا وأكد العرب انه لا محادثات سلام قبل وقف بناء المستوطنات خاصة في المدينة المقدسة التي تركز سلطات الاحتلال الاسرائيلي علي محاولات تهويدها‏..‏ وقد أقر القادة العرب اعتماد مبلغ اضافي لميزانية القدس لتصبح‏500‏ مليون دولار بدلا من‏150‏ مليونا فقط‏.‏ واسمحوا لي تجاوز تفصيلات ما يقوم به الاسرائيليون فهم نفذوا وينفذون خطة محددة لسرقة القدس‏..‏ المعني والمبني‏..‏ والتاريخ والجغرافيا‏..‏ بالاستيلاء علي المباني خاصة المقدسة الاسلامية والمسيحية وبناء غيرها يبتدعون لها تاريخا وهميا‏..‏ كما يستولون علي بيوت المواطنين بالترغيب والترهيب والمنشآت في اطار تحقيق هدف التهويد الكامل‏..‏ وهنا أسأل‏:‏ إلي أي مدي يمكن ان ينجح الفلسطينيون مدعومين عربيا واسلاميا في التصدي لهذه الخطة وايقاف التهويد للحفاظ علي القدس‏..‏ لتبقي عربية اسلامية مقدسة تحترم كل الديانات وتفتح أبوابها للجميع‏.‏
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ لقد جاء سؤالك في العمق‏.‏ وأجيب بأنه مطلوب الثبات والتمسك من المرابطين بالقدس بأنه لا تفريط‏..‏ ولا تنازل‏..‏ ولا استجابة لأي ضغط من الضغوط الاسرائيلية‏..‏ أو‏..‏ الترهيب والترغيب‏..‏ فان هناك اغراءات بالأموال‏..‏ وتهديدات بالطرد‏..‏ ولذلك فان أول ما نطلبه ونضمنه هو‏:‏ عدم الاستجابة وعدم الرضوخ للضغوطات الاسرائيلية‏..‏ ونؤكد ان أهل بيت المقدس متمسكون بحقوقهم ومدافعون عنها‏..‏ أما عن الميزانية المالية ودعمها فإننا نأمل ان ينفذ قرار القمة بدعمها ورفع قيمتها‏..‏ ولقد كنت أول من طالب بهذا الرقم خلال كلمتي يوم‏26‏ ديسمبر‏2009‏ أمام اجتماع البرلمان العربي في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة‏..‏ ثم بدأت عدة مؤسسات تطالب بهذا الرقم نفسه‏..‏ وأري انه بهذه الميزانية يمكن فعل الكثير مثل‏:‏ القدرة علي تعيين طاقم محامين للدفاع عن حقوقنا واقامة الدعاوي ضد المحتلين‏..‏ والتعاقد مع مهندسين وشركات لترميم الأبنية والدور وتثبيت الأهالي في بيوتهم وانشاء مشروعات اسكان للزيجات الجديدة والشباب‏..‏ وغير ذلك مما يساعد علي التصدي للتهويد‏..‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ نحن نعلم انك اول من حددت هذا الرقم 500‏ مليون دولار وطالبت به‏..‏ فهل كان ذلك بعد دراسة شارك فيه المتخصصون لتغطية تكاليف الاحتياجات المطلوبة‏.‏
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ نعم‏..‏ لتغطية احتياجات أحد عشر قطاعا منها‏:‏ الاسكان الصحة التعليم السياحة الشئون الاجتماعية‏..‏ و‏...‏وغيرها‏..‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ من سيدبر هذا‏..‏ ويتولي مسئولية انفاق هذه الميزانية؟
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ هذا ما ستقرره الجامعة ومعلوماتي انها ستكون مسئولية الأمانة العامة للجامعة أو‏..‏ ستتولي المهمة جهة مثل البنك الاسلامي للتنمية أو‏..‏ بيت المال في المغرب‏..‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ وما هي الجهة التي ستقود وتدير عملية التنفيذ داخل القدس بدءا من تحديد الأولويات والمطلوب مع الأشراف‏..‏ وتكون هي المرجعية؟
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ توجد مؤسسات في القدس‏..‏ منها لجنة مسئولة عن الاسكان من المهندسين والمحامين‏..‏ وتوجد نقابة الأطباء تهتم بالصحة‏..‏ ونقابة المعلمين تهتم بالتعليم‏..‏ وهكذا يمكن لكل قطاع ان يقدم احتياجاته‏..‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ كل هذا جميل‏..‏ لكن لمن يقدم كل قطاع احتياجاته‏..‏ هل للسلطة الفلسطينية‏..‏ أم‏..‏ لمن؟
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ الحقيقة‏..‏ فإنني لا أعرف‏..‏ ما هي المرجعية‏..‏ والأمر كما قلت يرجع الي الجامعة العربية‏..‏ وربما تجد الجواب عند الأمين العام عمرو موسي‏..‏
الموقف السياسي مطلوب
‏*‏ محمود مراد‏:‏ بالمناسبة‏..‏ فإن القمة سبق ان شكلت لجنة خاصة بالقدس‏..‏ برئاسة ملك المغرب‏..‏ ألا تزال تعمل‏..‏ فعلا‏..‏ أم‏..‏ إسما؟
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ إنها تعمل إسما‏..‏ لكن تفرع منها‏'‏ بيت المال‏'‏ الذي يرأسه الدكتور عبد الكريم المدغري وزير الأوقاف المغربي الأسبق‏.‏ واسمح لي أن أستكمل اجابتي عن سؤال سابق لك عن التصدي للتهويد‏..‏ فقد ذكرت صمود المواطنين أمام الترهيب والترغيب‏..‏ أي ثبات المرابطين‏..‏ ثم يجئ تنفيذ الميزانية في القطاعات التي اشرنا إليها‏..‏ ولكن مصاحبا لذلك‏:‏ يبقي الموقف السياسي الكبير بمعني ان الشعب الفلسطيني لا يستطيع وحده‏..‏ ان يوقف التهويد والاستيطان‏..‏ فانه لابد من موقف عربي موحد ضاغط علي اسرائيل مباشرة أو‏..‏ علي الولايات المتحدة لتضغط علي اسرائيل‏..‏ فالفلسطينيون بمفردهم لا يقدرون ويكابرون ان قالوا غير ذلك لأن هذا الأمر فوق طاقة أهل فلسطين‏..‏ وأهل القدس‏..‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ هذا صحيح‏..‏ وفي سبيل التهويد تجيء القوة الاسرائيلية الي البيت في القدس تعرض مالا علي صاحبه لإخلائه‏..‏ فان فعل‏..‏ كان بها‏..‏ وان لم يفعل تهدم البيت علي من فيه‏!‏
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ نعم‏..‏ إن هذا يحدث‏..‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ اذن‏..‏ فان الدعم المالي من الميزانية المقررة لن يجدي وحده‏..‏ لأن المسألة ليست بيعا وشراء بحيث اذا أعطينا صاحب البيت مبلغا اكبر مما يعرضه الاسرائيليون سيبقي فيه‏.‏ لأنه ان بقي ورفض التسليم لهم سيهدمون الدار فوق رأسه‏!.‏ اذن ما جري الدعم‏!‏
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ الهدف‏..‏ ألا يسجل علينا أننا قد تنازلنا‏..‏ فان صاحب البيت لن يبيع للاسرائيليين كما انه بعد هدم بيته سيرفض أخذ تعويض منهم‏..‏ وقد أصدرنا فتوي بأن قبول التعويض المالي يسصاوي البيع والتنازل‏..‏ ومنذ ما قبل شهر رمضان الماضي وهناك عشرات العائلات تفترش أرصفة الشوارع‏..‏ وبعضهم أنفقت عليه جهات عربية ليقيم في الفنادق‏.‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ أيا كان المكان الذي تقيم فيه وستقيم فيه العائلات المشردة‏..‏ فان المعني هنا‏..‏ هو الاستيلاء علي البيوت والاستمرار في التهويد‏..‏ ويبقي السؤال الأهم‏:‏ كيف نوقف هذا التهويد‏.‏
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ إن وقف التهويد يكون من خلال موقف عربي موحد صلب‏..‏ يتحرك إقليميا ودوليا‏..‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ كيف تطلب من العرب اتخاذ هذا الموقف‏..‏ بينما الفلسطينيون أنفسهم‏..‏ ممزقون
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ هذا هو المؤلم والمؤسف والمحزن‏..‏ ان يكون الفلسطينيون مختلفين ممزقين‏.!.‏ لكن الذي يساعد علي اتخاذ الموقف العربي الموحد هو‏:‏ ثبات المواطن المقدسي‏..‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ إذن فان السيناريو الذي تراه هو‏:‏ ان يقوم الاسرائيليون بطرد الفلسطينيين فتصرف لهم جهة ما من الميزانية المقررة دعما ماليا‏..‏ وبهذا نحافظ علي المواطنين واعاشتهم وهذا هدف نبيل بلا شك لكن الاسرائيليين سيستولون علي المباني والدور‏..‏ وتضيع القدس‏!!‏
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ لكن هذا الاستيلاء يكون غير شرعي‏!‏
‏*‏ محمود مراد‏:..‏ وهل توجد شرعية في المجتمع الدولي خصوصا بالنسبة للعرب والعالم النامي وخصوصا فيما يتعلق بمحاسبة اسرائيل التي تخرق كل المواثيق والقوانين الدولية‏..‏ وتمارس جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية جهارا بلا رادع
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ المهم ان أبقي بقوتي ما دمت علي الحق‏.‏ واستمر قويا مطالبا بحقوقي مهما تقادم الزمن‏..‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ يا سيدي‏..‏ نحن نقول هذا ونكرره منذ عام‏1948‏ ومن وقتها والي الآن ضاعت للفلسطينيين والعرب حقوق كثيرة‏..‏ ولقد اجتاز الفلسطينيون مراحل متعاقبة من النضال وكانوا فصائل متعددة ثم اتحدوا في منظمة التحرير التي اعترف بها العالم ومنظماته الدولية باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب وحققت مكاسب الي ان حدث الانشقاق ووجدنا حكومة في رام الله وأخري في غزة‏..‏ وتقاتل الشقيقان ووجدتها اسرائيل فرصة وكان العدوان علي القطاع وتحرك العرب ودعا الرئيس حسني مبارك الي مؤتمر دولي في شرم الشيخ لإعمار غزة واجتمعت القمة العربية في الدوحة‏..‏ ونتج عن الاجتماعين اعلان جمع نحو اربعة مليارات دولار للاعمار ولكن حتي الآن لم يحدث شيء‏..‏ بسبب موقف الذين يسيطرون علي غزة‏..‏ وبذلت مصر جهدا مضنيا للمصالحة الفلسطينية وتمت صياغة اتفاقية تضم‏38‏ مادة وكان متفقا علي توقيعها في مارس العام الماضي‏..‏ وحتي الآن لا تزال المراوغة مستمرة‏..‏ والاعمار متوقفا‏..‏ وأخشي ان يحدث في القدس نفس الشيء فلا تنفق ميزانية الدعم ولا نوقف مؤامرة التهويد‏!‏
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ ان موقف القدس مختلف عن موقف غزة‏..‏ فالقدس محتلة وهي موضع اتفاق بين الجميع‏..‏ ولذلك نريد ان نجنبها اي صراع سياسي‏..‏ وننقذها من الأخطار المتربصة بها‏..‏ وأنا متفائل في إمكانية حمايتها‏..‏
‏*‏ الدكتور جمال عبد السلام‏:‏ أضيف نقطتين مهمتين‏..‏ الأولي‏:‏ ان موضوع التهويد خطير‏..‏ واسرائيل تريد بناء خمسين ألف وحدة سكنية لإحداث تغيير ديموجرافي القدس بتكلفة‏1.2‏ مليار دولار‏..‏ وهذه خطة قديمة‏..‏ وقد حولوا حائط البراق الي حائط مبكي رغم ان لجنة دولية قالت بعد دراسة تاريخية انه اسلامي ولا حق لليهود فيه كما هدموا حي المغاربة في الأقصي‏.‏ فالخطة مستمرة ولا دخل للخلاف الفلسطيني فيه وان كان جرحا غائرا في صدورنا‏.‏
والنقطة الثانية‏:‏ ان التاريخ لن يعطي شرعية للاحتلال الصهيوني وممارساته منذ ستين سنة وحتي الآن‏.‏ وعلينا ان نتذكر الاحتلال الاسرائيلي لسيناء وقبل ذلك الاحتلال الانجليزي لمصر سبعين عاما‏..‏ وقبل ذلك احتلال الصليبيين‏..‏ وفي كل هذه الحالات وغيرها انتهي الاحتلال وعاد كل شيء الي أصله وطبيعته وأهله‏.‏ ولدينا أمل في أهل القدس‏.‏ وفي وحدة الفلسطينيين‏.‏ وباذن الله لن تكون سوي الحقيقة حتي يقاتل المسلمون الصهيانة‏..‏ وسيظل الحق حتي تقوم الساعة‏..‏ حتي ينطق الشجر والحجر‏..‏ هذا ما نؤمن به‏.‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ أنت في الجزء الأول من كلامك‏..‏ اتفقت معي‏..‏ أما الجزء الثاني فهو كلام بليغ لكنه يحتاج الي خطة عملية‏..‏ واسمح‏,‏ لي ان أشير الي مقالي المنشور في الأهرام السبت‏27‏ مارس وتعرضت فيه لما ذكرته عن الاحتلال وقلت انه في السابق كان عسكريا وبعد زواله بقي الانسان بهويته والمكان بطبيعته ولم يحدث تأثير مهم الا قليلا‏,‏ أما الآن فهو أكثر فسوة اذ يعمل علي تغيير الهوية ومعالم المكان‏..‏ وهذا ما حدث ويحدث في القدس بدليل ما قيل الآن عن تحويل حائط البراق الي حائط مبكي‏..‏ وغير ذلك وصولا الي هذا الذي يسمونه كنيس الخراب‏..‏ والأمثلة كثيرة‏..‏
وأخيرا‏:‏ أسأل‏:‏ هل توجد اتصالات لتأسيس هيئة أو لجنة تتولي ادارة القدس وانفاق الدعم وما الي ذلك مما أشرنا اليه وبحيث تمثل فيها المؤسسات والنقابات والتي تحدث عنها فضيلة الشيخ‏..‏ وتكون هي المرجعية التي تنسق وتدير لحماية القدس والحفاظ علي هويتها وتتصدي للتهويد‏..‏ وتكون علي اتصال بغيرها‏..‏
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ توجد مرجعية شعبية تشكلت في القدس من ممثلي كل القطاعات‏..‏ وهذه اللجنة ستتصل بالجامعة العربية لبحث ما سوف يكون‏.‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ أصل بعد هذا الي التساؤل الأخير وهو‏:‏ ماذا اذا صحونا فوجدنا المسجد الأقصي وقد انهار‏..‏ وقيل للتبرير ان جدرانه الآيلة للسقوط قد وقعت‏..‏ أو‏..‏ ان متطرفا مختلا عقليا قد هدمه‏.‏ طبعا‏..‏ ستشتعل المظاهرات في القدس والعالمين العربي والاسلامي‏..‏ لكن ماذا بعد‏.‏
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ اننا لا نفكر في هذا الطرح‏..‏ وعموما‏..‏ فانه لكل حادثة حديث‏..‏
‏*‏ الدكتور جمال عبد السلام‏:‏ ان المسجد الأقصي معلق في الهواء‏..‏ ويوجد تحته‏37‏ نفقا‏..‏ وان حلقت فوقه طائرة تخترق حاجز الصوت‏..‏ سينهار‏!!‏
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ ان امكانياتنا كمواطنين ضعيفة‏..‏ ولذا فالسؤال يوجه للعرب والمسلمين وماذا يمكنهم فعله‏..‏ ونحن لا نتشاءم‏..‏ فأرجو ألا تحملونا نحن الفلسطينيين المقدسيين اكثر مما نحتمل‏..‏ وفي نفس الوقت نقول‏:‏ لا تكتفوا بالفرجة علينا‏..‏ لا تتركونا وحدنا‏..‏ ولن يضيع حق وراءه مطالب‏.‏ وهذا اختبار للأمة الاسلامية‏.‏ والمباركة للأرض‏..‏ وليس للحجر‏.‏
المطاردة‏..‏ بالقانون‏..‏
‏*‏ الدكتور أيمن سلامة‏:‏ ان هذه الندوة تأتي في توقيت مهم بعد اعلان القمة العربية ووسط الانتهاكات الجسيمة لكل الأعراف الدولية وهو ما تقوم به اسرائيل في فلسطين المحتلة خاصة في القدس والمسجد الأقصي الشريف‏..‏ وهي ممارسات ينطبق عليها القانون الدولي الانساني ويجرمها واذا رجعنا الي المواثيق الدولية مثل‏:‏ اتفاقيات لاهاي سنة‏1899‏ ثم سنة‏1907..‏ ثم اتفاقيات جنيف الأربع سنة‏1949..‏ فاننا نجدها تحمي الموروث الديني والثقافي‏..‏ ثم أتت اتفاقية لاهاي سنة‏1954‏ وهي تختص بحماية الممتلكات الثقافية‏..‏ وكل هذه المواثيق وغيرها كافية لإقرار المسئولية الدولية لسلطة الاحتلال الاسرائيلي في الانتهاكات الواقعة بالقدس‏..‏ ولكن المشكلة ان اسرائيل ليست دولة متحضرة تلتزم بالقوانين الدولية وبميثاق الأمم المتحدة‏..‏
ومن ثم فانه يجب ان تقوم منظمة المؤتمر الاسلامي 57‏ دولة وجامعة الدول العربية بدور فاعل ضاغط في الأمم المتحدة والمنظمات والتجمعات الدولية للضغط علي اسرائيل واجبارها علي احترام وتنفيذ القانون الدولي‏.‏
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ ان اسرائيل ومنذ قيامها لم تنفذ أي قرار دولي وهي الآن تحتمي بالولايات المتحدة التي تستخدم الفيتو ضد أي قرار يدين اسرائيل‏..‏ كما ان الدول العربية والاسلامية لم تستثمر القرارات التي تدين اسرائيل استثمارا ايجابيا ومنها كمثال قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي سنة‏2004..‏ وهذا أمر مؤسف‏.‏
‏*‏ الدكتور أيمن سلامة‏:‏ نعم‏..‏ مع ان ما قالته محكمة العدل الدولية هام جدا اذ يؤكد ان القدس والضفة وغيرها أراض محتلة‏..‏ لكننا لم نستثمر هذا‏.‏ وفي رأيي فان الظرف الراهن مناسب جدا للتحرك وفق آليات قانونية‏..‏ فان الموقف الاسرائيلي القانوني ضعيف جدا في المجتمع الدولي‏..‏ وأشير هنا الي تقرير جولد ستون عن العدوان علي غزة‏..‏ والي تزوير جوازات السفر‏..‏ والي غير ذلك مما جعل اسرائيل مطاردة قانونيا‏..‏ ولابد من اللجوء الي اليونسكو‏..‏ وانني أري تخصيص جزء من المبلغ المرصود للقدس‏..‏ لاقامة دعاوي قضائية ضد اسرائيل علي الجرائم التي ترتكبها في القدس حتي لا تستمر في عمليات التهويد‏..‏ وأؤكد ان القوانين متاحة أمامنا‏..‏
‏*‏ أسماء الحسيني‏:‏ هل أنتم راضون عن الدعم المرصود لنصرة القدس وقرارات القمة العربية؟
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ لقد سررنا بانعقاد القمة تحت شعار‏'‏ نصرة القدس‏'‏ وهو ما اقترحته مصر ونحن بشكل عام نرضي عن قرارات القمة وان كنا ننتظر التطبيق العملي‏..‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ في النهاية نشكر فضيلة الدكتور عكرمة‏..‏ ونترك له المساحة ليوجه رسائل باسم المقدسيين الي الشعب الفلسطيني‏..‏ والي العرب والمسلمين‏..‏ والي المجتمع الدولي‏..‏
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ أوجه الي الفلسطينيين‏..‏ رسالتين‏,‏ الأولي‏:‏ الاستمرار في ثباتهم للحرص علي القدس والمسجد الأقصي‏..‏ والثانية‏:‏ التوحد والاتفاق علي القضايا العامة والقواسم المشتركة وترك الأمور الفرعية ونبذ الخلافات لأن القدس فوق الجميع وفلسطين فوق الجميع‏..‏
وأقول للعرب والمسلمين‏:‏ ان القدس‏..‏ شأنها شأن مكة المكرمة والمدينة المنورة ولابد ان يهتموا بها‏..‏ ليس فقط من أجل أهل فلسطين وانما لأنها تمثل جزءا من العقيدة والايمان‏.‏
وأقول للمجتمع الدولي‏:‏ ان يكون محايدا‏..‏ منصفا‏..‏ دون تحيز لأي طرف‏..‏ لكن للحق والقانون‏..‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ شكرا لفضيلتك‏..‏ وللسادة الحضور‏.‏ وندعو للاحتشاد حماية للقدس‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.