افتتح بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة محادثات سياسية بشأن اليمن فى جنيف أمس بالدعوة إلى هدنة إنسانية لمدة أسبوعين على الأقل بمناسبة بدء شهر رمضان، كما دعا إلى وقف إطلاق النار بين الفصائل المحلية وانسحاب الجماعات المسلحة من المدن. وقال: "بقاء اليمن اليوم على المحك، و فى الوقت الذى تتشاحن فيه الأطراف المختلفة، يحترق اليمن." وتابع أن الحوثيين لم يصلوا إلى المحادثات بعد ولكنه يتوقع حضورهم خلال ساعات. وأوضح أنه يرى ضرورة التحرك على ثلاثة محاور: العمل على توصيل المساعدات الإنسانية إلى السكان؛ ووقف إطلاق النار؛ واستئناف الانتقال السياسى السلمي. وفى ظل الانقسامات الشديدة بين الجانبين، يعتزم بان والمبعوث الأممى لليمن الموريتانى إسماعيل ولد الشيخ أحمد عقد لقاءات منفصلة مع الجانبين أولا أملا فى جمعهما على طاولة واحدة. وفى إشارة غير مباشرة إلى الجماعات المتشددة كالقاعدة وداعش ، قال الأمين العام إن الصراع فى اليمن يقوى الإرهابيين، محذرا من أن المنطقة قد تواجه أزمة أخرى على غرار أزمتى ليبيا وسوريا. ومن جانبه، أعلن رياض ياسين وزير خارجية اليمن ، أنه يمكن بحث هدنة محدودة لكن يجب أن ينسحب الحوثيون من مدن بينها عدن وتعز وأن يفرجوا عن أكثر من 6 آلاف سجين ويلتزموا بقرار الأممالمتحدة. وعلى الصعيد الأمني، قصفت مقاتلات التحالف العربى الذى تقوده المملكة السعودية مواقع المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح. وذكر شهود عيان ان غارات جديدة استهدفت مخازن الاسلحة والصواريخ على تلة فج عطان المطلة على صنعاء. واستهدفت غارات أخرى مواقع الحوثيين فى محافظة عمران شمال صنعاء، وفى محافظتى حجة وصعدة بالقرب من الحدود مع السعودية. وكان الحوثيون قد سيطروا أمس الأول على مدينة الحزم، عاصمة محافظة الجوف الشمالية المحاذية للسعودية. وفى تعز بجنوب غرب اليمن، اتهم سكان الحوثيين بتنفيذ قصف على الاحياء السكنية بالمدفعية والدبابات مما أسفر عن سقوط ضحايا. وفى الوقت نفسه، أعلنت المقاومة الشعبية فى إقليم آزال، عن سقوط قتلى وجرحى من المسلحين الحوثيين اثر استهداف دورية عسكرية تابعة لهم بصنعاء. وقالت المقاومة عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، إن أفراد المقاومة الشعبية شنوا هجوماً على دورية عسكرية تابعة للحوثيين فى منطقة نقيل عصر بمديرية بنى مطر غرب صنعاء، مما أسفر عن مقتل ستة مسلحين حوثيين وإصابة خمسة آخرين. ونفذ أفراد المقاومة الشعبية فى صنعاء، عدة هجمات استهدفت تجمعات لمسلحين حوثيين خلال الأيام الماضية أسفرت عن سقوط قتلى وجرحي. وكانت فصائل المقاومة الشعبية قد أعلنت مساء الخميس الماضى فى بيان أول تصدره المقاومة، عن جاهزيتها التامة " لمواجهة وتطهير" العاصمة صنعاء وبقية محافظات إقليم آزال من المسلحين الحوثيين. وفى غضون ذلك، أتمت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامى الاستعدادات لعقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية الدول الأعضاء حول الوضع فى اليمن، وذلك فى مقر الأمانة فى جدة اليوم، بناء على طلب الحكومة اليمنية وموافقة غالبية الدول الأعضاء.