الناتو ليس الشرطى الدولى الذى يقع على عاتقه حل جميع المشكلات والصراعات الدولية، بل هو دور الأممالمتحدة» . هكذا حاول مسئولون بحلف شمال الأطلنطى الرد على تساؤلات حول سبب عدم تدخلهم لفض الصراعات فى الشرق الأوسط، سواء فى سوريا أو لإنهاء الصراع العربى الإسرائيلي. فرغم التدخل العسكرى السريع لقوات الحلف فى أوكرانيا فور إعلان روسيا ضم إقليم القرم اليها، أو تدخل الحلف عسكريا فى ليبيا ، فإن هناك تجاهلاً من جانب الحلف لبؤر مشكلات وصراعات أخرى لا تقل أهمية. ورفض عدد من المسئولين بحلف شمال الأطلنطى الاعتراف بوجود ازدواجية فى المعايير فيما يتعلق بالمشكلات الدولية وخاصة فى منطقة الشرق الأوسط، فعلى سبيل المثال ذكر مصدر مسئول بالحلف أن الحلف لا يمكنه لعب دور لإنهاء الصراع العربى الإسرائيلى نظرا لانه لا يمكنه التحرك دون وجود اتفاق من جانب الطرفين على اللجوء للحلف لطلب المساعدة ويقصد بذلك الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى!! وأكدوا أن الحلف منظمة سياسية وعسكرية وليس عسكرية فقط. كما أكدوا عدم إمكان تدخلهم فى سوريا لعدم وجود تفويض أو طلب للقيام بذلك وعدم وجود قرار صادر عن مجلس الأمن. ومن خلال اللقاءات التى عقدها وفد من الصحفيين والإعلاميين المصريين بمقر حلف شمال الأطلنطى فى بروكسل، تبين وجود اختلاف فى الآراء من قبل المسئولين حول فشل الحلف من عدمه فى ليبيا وتحمله مسئولية، أو جزء من مسئولية الوضع الفوضوى فى ليبيا حاليا الذى أدى بشكل مباشر لتنامى خطر الإرهاب فى منطقة الشرق الأوسط مع سيطرة تنظيم داعش الإرهابى على بعض المناطق فى ليبيا. فعلى الرغم من أن أحد أهداف وإستراتيجيات الحلف ضمان أن يصبح الوضع أفضل ولا يسوء فى المناطق التى يتم التدخل فيها فقد اعترف مسئول بقسم مكافحة الإرهاب بالحلف بحدوث خطأ متمثل فى عدم وضع استراتيجية او تصور لكيفية التعامل مع الوضع فى ليبيا بعد التدخل العسكرى وهو الأمر الذى أدى لحدوث فوضى، الى جانب عدم معرفة ما يمكن ان يقدمه الحلف لليبيا فى الوقت الحالي، يرى مسئول آخر بقطاع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن ما قام به الحلف فى ليبيا كان نجاحا وليس فشلا فى حدود الظروف التى كانت تحيط بالمشهد آنذاك، موضحا أن الحلف حصل على تفويض من جامعة الدول العربية بتنفيذ عمليات عسكرية فى ليبيا، فى الوقت نفسه وضعت الجامعة العربية وليبيا شروطا مثلت عائقا للحلف وهو عدم التدخل العسكرى برا او بحرا والاكتفاء بالعمليات الجوية فقط. وأضاف أن الأمر يرجع لكل دولة فيما يتعلق بنوعية المساعدة التى تطلبها من الحلف، فعلى سبيل المثال لم يتم تقديم طلب للحلف بالبقاء بعد التدخل العسكرى لتدريب قوات الشرطة مثلا ، كما أن تنظيم الأمور الداخلية لكل دولة يقع على عاتق الدولة نفسها ولا يجوز لجهة خارجية التدخل، ومن ثم فهى مهمة الليبيين أنفسهم توحيد الرؤى ووضع خطط للعمل على استقرار الوضع الداخلى. وشدد مسئولو الناتو على حرص الحلف على تفعيل الحوار المتوسطى، اى حوار الناتو مع دول جنوب وشرق المتوسط الشريكة له وهى مصر والجزائر والمغرب والأردن وتونس وموريتانيا وإسرائيل، وهو الحوار الذى بدأ عام 1994، ثم تم تفعيل الحوار بصورة أكبر عام 2004، وفى البداية كانت هناكً مخاوف من جانب الدول الشريكة من ان يكون هدف الناتو هو البحث عن أعداء جدد بدلا من التعاون فى حين ان الحلف يسعى على حد قولة مسئوليه إلى الاستقرار، فهناك اجتماعات تتم بصورة دورية بين الحلف وممثلى تلك الدول، كما تشارك بعض هذه الدول ضمن قوات الناتو فى عدد من العمليات، ومنها مشاركة مصر ضمن قوات الحلف فى كوسوفو. وعن التعاون مع مصر بوجه خاص، فقد أكد مصدر مسئول بالناتو أن التعاون يتم حاليا فى مجال إزالة الألغام من منطقة العلمين والصحراء الغربية وهو أمر معقد ويحتاج لسنوات لتطهير المنطقة، وكانت احد أوجه مساعدة الناتو لمصر فى هذا الشأن تقديم آليتين صنعت خصيصا لمصر ب مليون ونصف مليون يورو لهذا الغرض، مؤكدا أن الأمر يرجع لكل دولة على حدة فى تحديد أُطر وقدر التعاون مع الناتو. كما يوجد تعاون بين الجانبين فى مجال الاستخبارات والمعلومات لمكافحة الإرهاب. وأضاف ان لكل دولة خصوصيتها ومن ثم كل دولة قادرة على تحديد مدى وكيفية التعاون الذى ترغب فى تحقيقه مع الحلف. ويرى مسئولون بالناتو أن تحسين صورة الناتو فى العالم العربى الذى ينظر للحلف باعتباره المسئول عن الخراب والتدمير أينما وجد، لا تقع على عاتق الحلف، فعلى الرغم من عمل مسح لاستطلاع رأى المواطن العادى حول الناتو بصورة دورية واكتشاف ان المواطنين لا يعلمون بوجه التحديد حقيقة العمليات التى يقوم بها الناتو وأهدافها ونتائجها، فإن الحلف يرى أن تحسين هذه الصورة مسئولية الدول المشاركة فى تلك العمليات العسكرية. وتعليقا على عدم تقديم الناتو دعماً لمصر لمساعدتها فى مكافحتها للإرهاب فى سيناء وعدم اعتراف المجتمع الدولى بما فى ذلك حلف شمال الأطلنطى بمسئولية جماعة الإخوان عن العمليات الإرهابية فى مصر، تساءلت أحدى سفراء الدول الأوروبية بالناتو عن أهمية تعليق الناتو على ما تقوم به جماعة الإخوان فى مصر! وما اذا كان ذلك سيسهل من كيفية التعامل معهم! ثم تتجاوز هذا التبرير لتلقى على مسامعنا وربما موقفهم الرسمى غير المعلن: «أن بعض أعضاء الجماعة يستخدمون العنف.. بينما يقوم الآخرون بالأعمال الخيرية» ولم تذكر مصدر معلوماتها الذى بنت عليه رأيها .