أكد المتحدثون فى افتتاح مؤتمر المعارضة السورية الذى انطلقت أعماله أمس بالقاهرة على ضرورة بلورة حل سياسى سلمى للأزمة السورية باعتباره الخيار الوحيد المتاح بعد أن عجز الحل العسكرى عن حسم الموقف لصالح أى من أطرافها، فضلا عن إسهامه فى سفك دماء السوريين وتهجيرهم قسريا داخل وخارج البلاد. مشددين فى الوقت نفسه على ضرورة أن يكون الحل خالصا وبمنأى عن تدخلات أى أطراف خارجية مناشدين المعارضة ببلورة تصورات موحدة للخروج بوثائق من شأنها أن تمكنها من أن تكون واجهة الشعب السورى فى أى تحرك سياسى لإنهاء الأزمة وقد افتتح سامح شكرى وزير الخارجية المؤتمر الذى يعقد برعاية المجلس المصرى للشئون الخارجية وتحت عنوان: "من أجل الحل السياسى فى سوريا " بحضور الدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية وأحمد الجروان رئيس البرلمان العربى وبمشاركة أكثر من 200 من مختلف أطياف المعارضة السورية بما فى ذلك أعضاء قياديون فى الإئتلاف الوطنى لقوى المعارضة والثورة السورية بصفتهم الشخصية فضلاعن شخصيات محسوبة عليه بعد إعلان قيادة الإئتلاف مقاطعة المؤتمر. وفى كلمته إلى المؤتمر أكد شكرى أن شعبى مصر وسوريا كانا وسيظلان شريان العروبة وقلبها النابض، مشيرا إلى وجوب توحيد جهود الجميع لمواجهة المخاطر العاصفة الذى تحيط بالأمة العربية وتهدد مستقبلها، بل وتهدد بقاء دولها وشعوبها. وحدد شكرى الموقف المصرى من الأزمة السورية وقال إنه غير مبنى على مواقف مسبقة، ولا يجول بذهننا كمصريين، شعباً ودولة، رؤية تتأسس على شخصيات أو قوى بعينها أياً كانت توجهاتها، بل إن وجودنا معكم اليوم وغداً وفى المستقبل، يتأسس على دعم شعب شقيق ورعاية خياراته وتطلعاته وطموحاته المشروعة للتغيير وبناء دولة موحدة ديمقراطية تعددية تساوى فى الحقوق والواجبات بين كل السوريين أياً كانت انتماءاتهم وتقوم على المؤسسات وذات سيادة على جميع الأراضى السورية. ومن جهته ، ناشد الدكتور نبيل العربى فى كلمته المعارضة السورية لحشد جهودها وطاقاتها لتمثل الواجهة الحقيقية لمطالب الشعب السورى بعد مضى أكثر من أربع سنوات سفك الدماء وتزايد أعداد القتلى واللاجئين والنازحين والدمار الذى لحق بالدولة وبمؤسساتها مشددا على ضرورة السعى بجدية لتجنب الخلافات وتوحيد أرائها وتبلور ررؤية مشتركة فيما بينها داعيا جميع الأطراف المؤثرة والمعنية بمجريات الأزمة السورى لتحمل مسئولياتها السياسية والتاريخية لإنقاذ سورية وشعبها ، وذلك بالعمل الجاد نحو ابتكار صيغة مناسبة تضمن تنفيذ البيان الختامى لمؤتمر جنيف (1) والذى شاركت الجامعة فى إعداده فى 30 يونيو 2012، من أجل تحقيق الاتفاق على تشكيل هيئة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة كنقطة بداية، لتتولى مقاليد الأمور وتضع هذه الأزمة على مسار الحل السياسى السلمى الذى يضمن تحقيق تطلعات الشعب السورى الشرعية فى الحرية والعدالة الاجتماعية والتغيير الديمقراطى المنشود.