تتعدد أوجه الإهمال والقصور في مدارس مصر بكل مراحلها ولا أحد يستطيع أن ينكر ما شهدته المؤسسات التعليمية في السنوات الأخيرة من وقائع هزت الرأي العام وأصابت أولياء أمور الطلاب بالاستياء والألم النفسي لما وصل إليه حال التربية والتعليم في مصر. فالإهمال لم يعد موجودا في العملية التعليمية فقط وإنما في أمور كثيرة تتعلق بأمن وسلامة التلاميذ داخل المدارس. شهدت مدرسة أحمد زويل التجريبية في مدينة بني سويفالجديدةشرق النيل بمحافظة بني سويف واقعة مؤسفة أودت بحياة طالب بالصف الثالث الابتدائي, حين سقطت عليه عارضة كرة القدم بفناء المدرسة وتسببت في وفاته نتيجة اصابته بقطع داخلي في جدار المعدة ولم تفلح العملية الجراحية في إنقاذ حياته ويروي محمود عبد البارئ خال الطفل الواقعة فيقول أنه في حصة احتياطي كانت لمادة اللغة الإنجليزية للصف الثالث الإبتدائي وبسبب عدم وجود مدرس المادة تم إنزال الطلاب في الحصة الإحتياطي الي فناء المدرسة( الحوش) وفي أثناء وجود الطالب عبد الرحمن ناصر(9 سنوات) في ذات المكان سقطت عارضة الملعب المتروكة دون تثبيت عليه وتم استدعاء الاسعاف الذي ذكرت في تقريرها ما حدث. وأضاف العقيد طه الدسوقي زوج عمة الطالب قائلا هذه ليست المرة الأولي فالسنة الماضية تكرر الأمر وأصيب أحد الطلاب بإصابات كادت تنهي حياته. وأكد خال التلميذ أن مديرية التربية والتعليم لم تتحرك تجاه الحادث إلا بعد الوفاة ولم تتحمل مديرة المدرسة المسئولية وقالت وهي متجاهلة محضر الشرطة والاسعاف إن الطفل إصطدم بعارضة الملعب في أثناء اللهو وأكتفت بعمل خصم3 أيام لجميع العاملين بالمدرسة. وفي منزل أسرة الطفل الفقيد رأينا منظرا مهيبا تقشعر له الأبدان من حالة الحزن التي خيمت علي جميع أفراد عائلته والمعزين اقتربنا من والده الطبيب الشاب ناصر الذي أتي من السعودية التي يعمل بها فور وصوله خبر وفاة فلذة كبده جلسنا بجواره وتحدثنا له فالتقط أنفاسه وحبس دموعه للحظات بصوت مكلوم قائلا كنت أتجول بلهفة بعد أن طمأنني الطبيب المعالج لولدي علي حالته الصحية وقرب إمتثاله للشفاء فذهبت لشراء ما يحبه عبد الرحمن من شيكولاته وشرائط البلاي ستيشن إلا أنني فوجئت بزوجتي تتصل بي وتخبرني بأن عبد الرحمن في ذمة الله وعاب علي نفسه ترك ابنه للهلاك في مستشفي بني سويف العام التي كان يعمل بها لمدة أربع سنوات ويعرف مدي الاهمال بها وألق بالمسئولية في وفاة نجله علي المسئولين بمدرسة أحمد زويل التجريبية واتهمهم بالإهمال نتيجة عدم تثبيت العارضة الموجودة في فناء المدرسة أما سمير عم الطفل فتحدث قائلا بعد خروج الولد من حجرة العمليات فوجئنا به ينزف من الفم بسبب الاهمال الحاد فالمستشفي قامت بتركيب قسطرة بالمعدة مسدودة ولم يقم أحد بإدخاله غرفة العناية المركزة بعد العملية التي شهدها الطفل. أما الأم فلم نستطع الحديث معها أو رؤيتها لسوء حالتها وعدم قدرتها علي الكلام بعد سماعها بخبر وفاة فلذة كبدها. وعلي الجانب الآخر توجه أهل الطفل الي المستشار ماهر بيبرس محافظ بني سويف في أثناء ذهابه لأداء واجب العزاء في الطالب وطالبوا منه بفتح تحقيق فوري في الاهمال الذي تسبب في مقتل فقيدهم وعلي الفور إستجاب المحافظ لطلب الاهالي كما أوفدت منظمة حقوق الانسان مجموعة من الحقوقيين لدراسة الامر ومتابعة التحقيقات علي ارض الواقع.