فازت الدكتورة إيمان جاد عميدة كلية التربية بالجامعة البريطانية بدبي بجائزة الأميرة هيا ابنة الملك حسين وحرم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي تقديرا لجهودها في انشاء جهاز لذوي الاعاقات, وسبل اندماجهم في المجتمع, وهو ما يجعلها نموذجا لكثير من المصريين, فهي أول مصرية تحصل علي هذه الجائزة الشرفية التي تمنح للمتميزين في أبحاث التربية الخاصة, ويتقدم لها العديد من الباحثين المتخصصين في هذا المجال من جميع أنحاء الوطن العربي والشرق الأوسط, وقد تقدم إليها هذا العام أكثر من خمسمائة باحث. د. إيمان جاد حاصلة علي بكالوريوس تربية من جامعة الإسكندرية عام1987 و الدكتوراة في التربية الخاصة عام1998 من جامعة إيست أنجليا البريطانية وعملت بها لمدة خمس سنوات, كما عملت بالتدريس بجامعة الإماراتالمتحدة, ثم عميدة بالجامعة البريطانية بدبي, كذلك تم انتدابها لحكومة الإمارات كمدير إدارة خدمات الإعاقة من عام2009 وحتي عام2010 ثم عملت إستشارية لدي منظمة الأممالمتحدة للثقافة والعلوم( اليونسكو) في مجال دمج ذوي الإعاقات بالمدراس العادية, كما شغلت عدة مناصب شرفية من بينها العمل كأستاذ شرفي دائم بجامعة برمنجهام البريطانية والمدير التنفيذي لإحدي أكبر جمعيات النفع العام بالخليج. اقتربنا منها في محاولة للتعرف علي رؤيتها في دمج ذوي الاعاقات ودار معها هذا الحوار: ما هي أهمية برامج التوجيه والارشاد للطلاب؟ العناية ببرامج التوجيه والارشاد التي تمكن المعلمين من خلال التعرف علي قدرات التلاميذ وميولهم ومشكلاتهم الدراسية والنفسية لذوي الاعاقة البسيطة تتم بالمدارس المهنية في اطار خطة للوزارة لتطوير مراحل التعليم من رياض الأطفال بتهيئة هذه المدارس من خلال عملية تقويم من قبل هيئة الأبنية التعليمية للتأكد من وجود الجو المناسب للتعليم, والتأكد من وجود اخصائيين مؤهلين للتعامل مع التلميذ وفقا لحالته حتي يمكنهم توصيل المعلومة للطفل بشكل سليم. كيف ترين وضع ذوي الاعاقات في مصر والعالم العربي ؟ وضع ليس بجيد بالمرة لأنهم يحتاجون الكثير من التدخل السريع لدمجهم في ثلاثة قطاعات هي التعليم و الصحة و التوظيف. ماهي أفضل الأساليب في التعامل مع هذه الحالات ؟ أفضل أسلوب هو التعامل الطبيعي لأن هذه الحالات تتواجد في المجتمع بين الأهل والأصدقاء والمسجد والكنيسة و المدرسة وهكذا.... بحيث لا نشعرهم بأنهم مختلفون عن باقي أقرانهم. ما هو دور وسائل الاعلام في نشر الوعي حول هذه القضية ؟ وما امكانية التخلص من المفاهيم المغلوطة حول هؤلاء المعاقين ؟ دور مهم و حيوي لأنه يجب نشر الوعي عن طريق النظرة الحقوقية لهم وليس نظرة العطف و الشفقة, فالمجتمع عندما يتبني هذه النظرة يحصل ذوو الإعاقات علي حقوقهم كحق وليس منحة. أما التخلص من المفاهيم المغلوطة فسيتحقق عن طريق التخلص أولا من المسميات والأوصاف ومنها كلمة المعاقين لأنهم ذوو اعاقة, واطلاق هذا المسمي يكون بغرض تقديم الخدمة وليس التمييز. كيف يمكن دمج الأطفال ذوي الإعاقات الذهنية في المجتمع ؟ هناك عدد من الخطوات تتمثل في التوعية المجتمعية التي تؤتي ثمارها بالمجتمع عن طريق تقبله للمفهوم الحقوقي للإعاقة وبدمج هذه الفئة يكتمل المجتمع لأن المجتمع يصبح مكتملا عندما تندمج جميع فئاته. كيف يمكن تنمية مهارات ذوي الاعاقات خاصة أنهم يمثلون نسبة ليست بقليلة في المجتمع ؟ أهم خطوة هي الدمج المبكر في الحضانات و المدارس الابتدائية, وهناك مقولة شهيرة الأطفال الذين يتعلمون معا يتعلمون التعايش معا اذن كلما بدأت تنمية مهارات ذوي الإعاقة في الصغر كلما ساعد هذا علي أن تعم الفائدة علي المجتمع بأكمله ليصبح مجتمعا يحترم قدرات الجميع. كيف نساعد ذوي الاعاقات ليصبحوا مبدعين ؟ الابداع يتطلب تنمية, والتي يجب أن تكون مدروسة والدراسة عكس الواقع, وللأسف ينقصنا في مصر والدول العربية دراسات موسعة في هذا المجال ويجب كخطوة أولي دعم البحث بهدف اندماجهم في المجتمع.