ميلانو هند السيد هاني: يتناول الإعلام الإيطالي الحديث عن باب أزمة جديدة ستفتحه الانتخابات الرئاسية في مصر, ففي مقال نشره موقع أنباء نينا الإيطالي وتناقلته وسائل الإعلام استعرض الكاتب باولو جونتساجا الخبير في قضايا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ماسينجم من أزمة في توازن القوي الذي حكمت مصر بموجبه منذ قيام ثورة يناير وحتي الوقت الراهن عند إجراء انتخابات الرئاسة. وكما يري الكاتب فإن أبرز ملامح هذه الأزمة يتعلق بالدور الرسمي للقوات المسلحة في الحياة السياسية, فعلي صعيد محور تحالف الإخوان المسلمين والجيش بدأ جانب كبير من جماعة الإخوان المسلمين طرح هذا التحالف جانبا, في حين إن القاعدة الشعبية للجماعة صارت تطالب بمساحة أكبر يوما بعد يوم في الحرية السياسية, وهو يتصادم مع مصالح الجيش, لذا فإنه من المستبعد أن يصمد محور الإخوان والجيش طويلا, إلا في حالة توصلهما إلي مرشح للرئاسة يحقق مصالح الاثنين معا, وهو ما يعمل الكثيرون من أجل تحقيقه. وفي جميع الأحوال فإن أقوي مرشح للرئاسة سيكون بلا شك هو من يحظي بدعم الإخوان وتأييد السلفيين لتقع مصر تحت القبضة الكاملة للقوي الإسلامية خلال أشهر قليلة, وذلك بعد سيطرتهم بالفعل علي الجهاز التشريعي وبالرغم من عدم افصاح الجماعة بشكل قاطع عمن سيؤيدونه في الانتخابات, إلا أن هناك بعض المرشحين الأقوياء من المنتمين لها مثل عبدالمنعم أبوالفتوح, والذي أصبح عدوا لمكتب الارشاد بعد إعلان نيته الترشح ويستنبط الكاتب مما تم تداوله أخيرا من لقاءات صحفية مع مسئولي الجماعة والقوي السلفية, وما صدر عنهم من تصريحات وإن كان الغموض يشوبها أنهم سيدعمون مرشحا لا ينتمي لهم وإنما يتقارب معهم من الناحية الفكرية والثقافية. وهنا يثير الكاتب اسم حسام الغرياني رئيس المجلس الأعلي للقضاء معتبرا أنه من تتوافر لديه السمات المطلوبة, ويؤكد أنه لو حظي الغرياني بدعم الأحزاب الكبري في البلاد وفي مقدمتها الحرية والعدالة إلي جانب النور, فستصبح فرص فوزه في الانتخابات كبيرة ومع ذلك, يشير الكاتب إلي موقف غريب للسلفيين الذين أعربوا عن استعدادهم لتأييد المرشح الذي سيدعمه الإخوان, في حين إنهم صرحوا عن انفتاحهم لمساندة مرشح الجيش في الانتخابات ويراهن الجيش باثنين من المرشحين في الانتخابات المرتقبة, أحدهما منصور حسن الذي ينظر إليه الكثيرون علي أنه ثمرة التقارب بين الإخوان والجيش لما يتمتع به من خلفية عسكرية فضلا عن مواقفه المناهضة للشيوعية خلال السبعينيات منالقرن الماضي, وبحسب الكاتب فإن تأييد الإخوان لمنصور حسن صار يتلاشي ليظل أمام الجيش مرشح آخر في حالة فشل المفاوضات بين الجيش والإخوان والسلفيين هو أحمد شفيق. وتظل هناك أصوات أخري خاصة بين شباب جماعة الإخوان لدعم باسم خفاجة( خبير إداري) فضلا عن توجه قاسم من القوي الإسلامية لتأييد حازم أبو إسماعيل بالرغم من بحث الأحزاب السلفية عن غيره لدعمه, ويبدو أن الإخوان صاروا ينظرون بجدية في دعم ترشيح أحد اثنين هما: حسام الغرياني أو طارق البشري الذي ترأس لجنة التعديلات الدستورية عقب الثورة. وينتقل الكاتب للحديث عن عبدالمنعم أبو الفتوح وما قد يمثله فوزه المحتمل من نقطة فارقة في تطور الحركات الإسلامية, مؤكدا أن وصول أبوالفتوح إلي السلطة يدفع مصر علي مسار النموذج التركي بقوة, لتتمتع مصر بالصابغ العلماني ولكن مع الاحتفاظ بتقاليدها الإسلامية والعربية إلي جانب ضمان عدم الخضوع للجيش في اتخاذ القرار, ويؤكد الكاتب أن فوز أبوالفتوح سيضمن لمصر رئيسا يسعي بصدق في تحرير البلاد من قبضة العسكري, فبالرغم من انتمائه إلي الإخوان المسلمين علي مدار رحلة حياته, فإته كان معارضا قويا داخل قيادة الحزب. ويشير الكاتب إلي أن الكثيرين داخل الجماعة أصبحوا مناهضين للقيادة القديمة لها فضلا عن انشقاق العديد من شباب الجماعة لينضموا إلي التيار المصري( الذي تحالف في الانتخابات مع الثورة مستمرة), ويعلنوا دعمهم لأبو الفتوح. وينتقل الكاتب إلي تحليل الماكينة الانتخابية لأبوالفتوح التي نجحت في نيل تقدير كل من الإسلاميين والعلمانيين أنفسهم, حيث تمكن من مد جسر بين هاتين الثقافتين, اللتين التقتا معا في تأسيس حركة كفاية أول حركة معارضة ضد مبارك. ويري الكاتب أنه بعيدا عن التيار الإسلامي, فإن هناك مرشحين بارزين أحدهما عمرو موسي الذي يتكئ علي عاملين يدعمانه: أصوات النخبة وتوافر الأموال لديه للانفاق علي الحملة الانتخابية, والبسطويسي الذي يتمتع بتأييد العلمانيين, وحمدين صباحي الذي ينتمي لليسار ويتمتع بتأييد العمال في عدة مناطق في مقدمتها المحلة والسويس يليهم اثنان ينتميان لليسار ولكن لا يحظيان بشهرة ووسائل كافية تمكنهما من التنافس بقوة, بالرغم من كونهما علي درجة جيدة من الكفاءة هما: أبو عز الحريري زعيم حزب التحالف الاجتماعي الشعبي, وخالد علي ناشط حقوقي مشهود له, ويتوقع الكاتب أن يعلن حزب التجمع تأييده لصباحي.