وسط متابعة محلية ودولية اصدرت محكمة جنايات القاهرة فى جلستها المنعقدة بمقر اكاديمية الشرطة حكمها على ثانى رئيس مصرى تتم محاكمته عقب ثورتى 25 يناير و30 يونيو،حيث قضت المحكمة بمعاقبة الرئيس المعزول محمد مرسى بالسجن المشدد 20 عاما فى اول حكم قضائى يواجهه فى القضايا التى يحاكم فيها، كما عاقبت المحكمة 12 آخرين من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، بالسجن المشدد ايضا 20 عاما واثنيين اخرين بالسجن المشدد 10 سنوات ووضعهم جميعا تحت مراقبة الشرطة فى قضية احداث عنف قصر الاتحادية التي شهدت مقتل 10 أشخاص بينهم الزميل الحسينى أبو ضيف واصابة آخرين من المتظاهرين السلميين المناهضين للإعلان الدستورى المكمل الذى أصدره المتهم فى نوفمبر 2012. وقد تضمن الحكم ادانة المتهمين عن تهم التعذيب والاحتجاز وبراءتهم من تهمة القتل العمد.وجاء منطوق الحكم كالأتى رفض الدفوع بعدم اختصاص المحكمة واختصاصها بنظر الدعوي، ومعاقبة كل من محمد مرسى العياط وأسعد الشيخة والذى عينه المتهم مرسى نائب رئيس ديوان رئيس الجمهورية وأحمد عبد العاطى مدير مكتب المعزول وأيمن عبد الرءوف هدهد والذى كان ابان فترة مرسى يعمل مستشارا أمنيا له وعلاء حمزة (قائم بأعمال مفتش بإدارة الأحوال المدنية بالشرقية) ورضا الصاوى (مهندس بترول هارب) ولملوم مكاوى (حاصل على شهادة جامعية - هارب) وهانى توفيق (عامل هارب) وأحمد مصطفى المغير (مخرج حر هارب) وعبد الرحمن عز الدين (مراسل لقناة مصر 25 - هارب) ومحمد البلتاجى وعصام العريان (طبيب) ووجدى غنيم ( هارب) بالسجن المشدد 20 سنة، وعبدالحكيم إسماعيل (مدرس - محبوس) وجمال صابر محامى ومنسق ما يسمى بحازمون بالسجن المشدد 10 سنوات وتضمن الحكم وضع جميع المتهمين تحت مراقبة الشرطة لمدة 5 سنوات والزامهم بالمصاريف الجنائية. وأوضحت المحكمة خلال تلاوتها منطوق الحكم السالف الذكر أن الإدانة للمتهمين جاءت عن تهم استعراض القوة والعنف والقبض والاحتجازالمقترن بالتعذيب. وبرأت المحكمة المتهمين مما نسب إليهم من تهم القتل العمد واحراز السلاح دون الترخيص. واحالت الدعوى إلى المحكمة المدنية المختصة لتحديد جلسة لنظرها واعلان الخصوم. صدر الحكم برئاسة المستشار أحمد صبرى يوسف، وعضوية المستشارين حسين قنديل وأحمد أبوالفتوح، وحضور المستشارين مصطفى خاطر وعبد الخالق عابد المحامين العامين الأول بمكتب النائب العام وإبراهيم صالح محامى عام نيابة غرب القاهرة وحسام عزت وكيل نيابة امن الدولة وسكرتارية جلسة ممدوح عبدالرشيد والسيد شحاتة. أجواء من داخل قاعة المحاكمة سيطر الحضور الاعلامى المكثف من وسائل الاعلام المحلية والدولية على المشهد داخل قاعة المحاكمة حيث اكتظت القاعة بعدسات العديد من القنوات الفضائية فضلا عن مراسلى الصحف والمواقع الالكترونية المختلفة خاصة بعد أن سمحت المحكمة بدخول وسائل الاعلام لمتابعة الجلسة التى شهدت إجراءات امنية تميزت باليسر والانتظام فى إدخال الحضور من دفاع المتهمين والمدعين بالحق المدنى والاعلام الجلسة وتفقدت القيادات الامنية مقر المحاكمة للاطمئنان على سير العملية التأمينية وقد تم نقل مرسي من سجن برج العرب بالاسكندرية إلى سجن طرة ومنه إلى الاكاديمية للحيلولة دون افتعال اى اعمال عنف من تنظيم الإخوان الإرهابي. وفى نحو الساعة العاشرة صباحا اودع المتهمون قفص الاتهام وظهر محمد البلتاجى وعصام العريان وايمن هدهد ببدلة السجن الزرقاء واخذوا كعادتهم يلوحون بشعار رابعة وقاموا بالاقتراب من قفص الاتهام لالتقاط صور لهم كما رددوا فى تطاول الهتافات المناهضة للدولة واجهزتها وجلس البلتاجى وآخرون واضعين ساقا على ساق فى مشهد استفزازى داخل قاعة المحاكمة وانتابت الحضور حالة من الضحك على تصرفات المتهمين خاصة البلتاجى وفور دخول المتهم محمد مرسى قفص الاتهام المخصص له اخذ الجناة يرددون هتافات مؤيدة له. مرسى صامتا لحظة النطق بالحكم فور اعتلاء هيئة المحكمة المنصة طلب المستشار أحمد صبرى يوسف رئيس المحكمة من الحضور الالتزام بالهدوء والانصات لسماع منطوق الحكم والذى استهله بالأية القرأنية الكريمة «الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ» ثم اعلن منطوق الحكم السالف الذكر وظهر المتهم محمد مرسى منصتا بينما كان باقى المتهمين جالسين يديرون ظهورهم لمنصة المحكمة وفور الانتهاء من الحكم قام بعضهم كدأبهم فى التجاوز بالتصفيق وابتسموا واشار لهم مرسى عند خروجه من القفص بقبضة يده.
وعقب صدور الحكم، تم نقل جميع المتهمين إلى سجن طرة عدا مرسي، الذى نقل إلى سجن برج العرب، حيث توجهت لجنة من قطاع السجون للإشراف على ارتداء المتهمين البدلة الزرقاء، وتم إيداعهم جميعا فى زنازين منفردة بمن فيهم المعزول.
تفاصيل الاتهامات وأبرز مشاهد إدانة الجناة وقعت أحداث قصر الاتحادية فى ديسمبر 2012 وشهدت اعتداء أعضاء تنظيم الإخوان الإرهابى على المتظاهرين السلميين المنددين والرافضين للإعلان الدستورى المكمل الذى أصدره المتهم مرسي، والذى تضمن عدوانا على القضاء وعزلا للنائب العام (حينها) المستشار الدكتور عبد المجيد محمود من منصبه، وتحصين كافة القرارات الرئاسية من الطعن عليها أمام القضاء، وتحصين مجلس الشورى والجمعية التأسيسية لوضع الدستور من الطعن عليهما أمام المحكمة الدستورية العليا أو أى جهة قضائية. وفى تلك الاحداث ادلى مرسى بخطاب ادعى فيه كذبا انه تم القبض على عدد من الاشخاص واتهمهم بارتكاب احداث العنف وقال انهم ادلوا باعترافاتهم امام النيابة على خلاف الحقيقة وتوجه رجال النيابة العامة لمكان الاحداث واكتشفوا ان المتظاهرين الذين احتجزهم الجناة دون وجه حق كانوا مجنيا عليهم وقام الجناة بتعذيبهم. وباشرت النيابة تحقيقات كشفت فيها طلب مرسى من قائد الحرس الجمهورى (اللواء محمد زكي) ووزير الداخلية الأسبق (أحمد جمال الدين) عدة مرات فض الاعتصام، غير أنهما رفضا تنفيذ ذلك، حفاظا على أرواح المعتصمين.. مما دعا المتهمين أسعد الشيخة وأحمد عبد العاطى وأيمن عبد الرءوف مساعدى رئيس الجمهورية فى ذلك الوقت إلى استدعاء أنصارهم، وحشدهم فى محيط قصر الاتحادية لفض الاعتصام بالقوة. وأشارت التحقيقات إلى أن المتهمين عصام العريان ومحمد البلتاجى ووجدى غنيم، قاموا بالتحريض علنا فى وسائل الإعلام على فض الاعتصام بالقوة، كما أكدت أن المتهمين وأنصارهم هاجموا المعتصمين السلميين، واقتلعوا خيامهم وأحرقوها وحملوا أسلحة نارية محملة بالذخائر وأطلقوها صوب المتظاهرين، فأصابت إحداها رأس الصحفى الحسينى أبو ضيف وأحدثت به كسورا فى عظام الجمجمة وتهتكا بالمخ أدى إلى وفاته، كما قتلوا وآخرون مجهولون المجنى عليهما محمد محمد سنوسى علي، ومحمود محمد إبراهيم أحمد عوض، عمدا مع سبق الإصرار والترصد وقبضوا وآخرون مجهولون على المجنى عليهم، والبالغ عددهم أربعة وخمسين شخصًا، واحتجزوهم عند سور قصر الاتحادية دون وجه حق وعذبوهم بالتعذيبات البدنية بطريقة وحشية، وأحدثوا بهم إصابات تنفيذا لغرض إرهابى ومن بينهم مينا فيليب جاد بشاى وعلى خير عبد المحسن عبد الحليم ويحيى زكريا عثمان نجم ورامى صبرى قرياقص تواضروس وعلا محمود سعيد عبد الظاهر شهبة وبراء محمد حجازي. واتهمت النيابة مرسى بتحريض أنصاره ومساعديه على ارتكاب الجرائم سالفة الذكر والمتهمين أسعد الشيخة وأحمد عبد العاطى وأيمن عبد الرؤوف هدهد، وعلاء حمزة وعبد الرحمن عز وأحمد المغير وجمال صابر وباقى المتهمين، بارتكاب تلك الجرائم بوصفهم الفاعلين الأصليين لها.