تواصلت أمس جهود إنقاذ ضحايا كارثة غرق مركب صيد يقل لاجئين قرب السواحل الليبية وسط توقعات بارتفاع عدد الضحايا إلى أكثر من 900 شخص، فيما عقد وزراء خارجية وداخلية دول الاتحاد الأوروبى اجتماعاً طارئاً لبحث اتخاذ إجراءات عاجلة مع الهجرة غير الشرعية. وذكر أحد الناجين أنه كان على متن القارب 950 إفريقياً وآسيوياً من بينهم 200 سيدة وقرابة 50 طفلاً. وقالت مصادر إيطالية إن المركب المكتظ غرق على بعد 60 ميلاً من السواحل الليبية و120 ميلاً من جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، وتمكنت سفينة برتغالية من إنقاذ 28 مهاجراً فقط، وهى الكارثة التى زادت من حجم الضغوط على أوروبا، كى تواجه معاداة المهاجرين وتوفر الأموال اللازمة لمساعدتهم، فى الوقت الذى تتفاقم فيه الأزمة بسبب التوترات فى ليبيا والشرق الأوسط. وصرحت كارلوتا سامي، المتحدثة باسم المفوضية السامية لشئون اللاجئين ، بأنه «يبدو إننا إزاء أسوأ مجزرة فى تاريخ البحر المتوسط». وتأتى الكارثة بعد أسبوع على حادثى غرق لزوارق على متنها مهاجرين أوقعا قرابة 450 قتيلاً مع تزايد عدد المهاجرين القادمين من ليبيا. وإذا تأكدت أسوأ المخاوف حول مأساة الأحد فإن عدد ضحايا حوادث الغرق فى البحر المتوسط سيرتفع إلى أكثر من 1600 شخص منذ مطلع العام الحالي، وتم إنقاذ أكثر من 11 ألف شخص منذ منتصف الأسبوع الماضي. وتوحى التقديرات بأن عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إلى إيطاليا خلال الأشهر الماضية من 2015 فاق ال 170 ألفاً المسجلة خلال العام الماضي. وأعلنت فيدريكا موجيريني، وزير خارحية الاتحاد الأوروبي، أن الكارثة عبء على ضمير الاتحاد الأوروبي. وقالت إنه «لا مزيد من الأعذار» لدول الاتحاد لعدم التحرك بعد كارثة غرق مركب المهاجرين الأخيرة فى البحر المتوسط وطالبت بخطوات «فورية». وأضافت «بعد هذه الكارثة لم يعد لدينا أى عذر، لا مزيد من الأعذار للاتحاد الأوروبي، لا مزيد من الأعذار للدول الأعضاء». وعقد وزراء الاتحاد الأوروبى اجتماعهم أمس وسط توقعات بعقد قمة خاصة لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبى خلال الأيام المقبلة، فى الوقت الذى يتشاور فيه رئيس المجلس الأوروبى دونالد توسك مع رؤساء دول الاتحاد الأوروبى والمفوضية الأوروبية والمفوضة العليا للشئون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبى حول ما يمكن القيام به من أجل تخفيف حدة الموقف المأساوى فى أزمة اللاجئين . وطالب ماثيو رينزى، رئيس الوزراء الإيطالي، الاتحاد الأوروبى بالإسراع فى عقد مؤتمر قمة موسع لبحث سبل توافر قواعد الشراكة بين دول الاتحاد لمواجهة الهجرة غير الشرعية،، فيما أعلن رئيس الوزراء الإسبانى ماريانو راخوى «نحن الأوروبيون نجازف بفقدان مصداقيتنا أن عجزنا عن تجنب أوضاع مأسوية تجرى يومياً».
